تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رشد]:

صفحة 454 - الجزء 4

  وقال أَبو زيد والفَرَّاءُ: هما بالفَتْح. ونحو ذلك قال اللَّيْث. وأَنشد أَبو زَيدٍ هذا البيتَ بالفتح:

  لِذي غَيَّةٍ من أُمِّهِ ولرَشْدَةٍ

  فيَغْلُبُهَا فَحْلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ

  وكذلك قول ذي الرُّمَّة:

  وكائِنْ تَرَى مِنْ رَشْدةِ في كَرِيهَة

  ومِن غَيَّةٍ تُلْقَى⁣(⁣١) عليها الشَّراشِرُ

  يقول: كم رُشْد لَقِيتَه فيما تَكْرَهه، وكم من غَيٍّ فيما تُحِبّه وتَهْوَاه، والشّراشر: النّفس والمَحَبّة.

  إِذا عرفت هذا فقولُ شيخِنا: والفتحُ لُغَةٌ مَرْجوحَة، محلُّ تأَمُّل وأُمُّ راشِدٍ: كُنْيَةُ الفَأْرة.

  وسَمَّوْا راشِداً ورُشْداً، ورَشِيداً، ورُشَيْداً، ورَشَداً، ورَشْدَانَ⁣(⁣٢)، ورشَاداً، ومَرْشَداً، ومُرْشِداً كقُفْل وأَمِير وزُبَيْر وجَبَلٍ وسَحْبَانَ وسَحَابٍ ومَسْكَن ومُظْهِرٍ.

  والرَّشَادَةُ: الصَّخْرَةُ.

  وقال أَبو منصور⁣(⁣٣): سَمِعت غير واحد من العرب يقول: الرَّشادَةُ: الحَجَرُ الذي يَمْلأُ الكَفَّ، ج: رَشَادٌ قال: وهو صحيحٌ.

  وقال أَيضاً حَبُّ الرَّشَادِ: الحُرْفُ، كقُفْلِ، عند أَهل العراق، سَمَّوْهُ بِهِ تَفاؤُلاً، لأَن الحُرْفَ مَعْناه الحِرْمَانُ، وهم يَتطيَّرون به.

  والرَّاشِدِيَّةُ: ة ببغدادَ، نقله الصاغانيُّ.

  وبَنُو رَشْدَانَ بالفتح، ويُكْسَر: بَطْنٌ من العرب كانوا يُسمَّوْنَ بَنِي غَيَّانَ، فَغَيَّرَه النّبيُّ صلَّى الله تعالى عليه وسلَّم، وسمَّاهم بني رَشْدَانَ، ورواه قوم بالكسر. وقال لرَجل: ما اسْمُك؟ قال: غَيَّانُ. فقال: بل رَشْدَانُ» وفتح الرّاءِ لتُحَاكِيَ غَيَّانَ قال ابن سيّده⁣(⁣٤): وهذا واسع [كثير]⁣(⁣٥) في كلام⁣(⁣٦) العرب، يحافظون عليه، ويَدَعونَ غيره إِليه، أَعني أَنهم قد يُؤْثِرُون المُحَاكَاةَ، والمُنَاسَبَةَ بين الأَلفاظ، تاركينَ لطرِيق القياس. قال: ونَظِير مُقَابَلة غَيَّان بِرَشْدان، ليوفَّق بين الصِّيغتين استجازتُهم تَعليق فِعل على فاعل لا يَلِيق به ذلك الفِعْلُ، لتقدُّمِ تَعْلِيقِ فِعْل على فاعل يَلِيقُ به ذلك الفِعْلُ.

  وكلُّ ذلك على سبيلِ المُحاكاة، كقوله تعالى {إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ١٤ اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}⁣(⁣٧) والاستهزاءُ من الكُفَّار حَقيقةٌ وتَعليقُه باللهِ ø مَجازٌ، جَلَّ ربُّنا وتقدَّس عن الاستهزاءِ، بل هو الحَقُّ، ومنه الحقُّ.

  * ومما يُسْتَدْرَك عليه:

  رَشِدَ أَمرَهُ: رَشِدَ فيه. وقيل: إِنما يُنْصَب على تَوَهُّمِ:

  رَشَدَ أَمْرَه، وإِن لم يُستعمل هكذا. ونظيره⁣(⁣٨): بَطِرْتَ عَيْشَكَ وسَفِهْتَ نَفْسَك.

  والطريق الأَرْشد نحو الأَقصد ويقَال: يا رَاشدينُ، بمعنى: يا راشدُ. ورِشْدِينُ بنُ سعد، مُحَدِّث.

  والرَّشَّاد، كَكتَّانٍ. كثيرُ الرُّشْد، وبه قُرئَ في الشواذِّ إِلَّا سَبيلَ الرَّشَّاد⁣(⁣٩) عن ابن جنّى ... وبَنُو رَشْدَةَ: بطنٌ من العرب.

  ورُشَيْد بنُ رُمَيض⁣(⁣١٠) مصغرَيْن: شاعِرٌ.

  والرَّواشِدُ: بَطْن من العرب، ومُنْيَةُ مُرْشِدٍ قَريَةٌ بمصْر.

  والرّاشِدِيّة: أُخْرَى بها، وقد دَخَلْتُ كُلًّا منهما.

  والرَّشِيد: لَقَبُ هَارُونَ الخلِيفةِ العَبّاسيّ. وكذا الراشد، والمسترشِد، من أَلقابهِم.

  وَرَاشدَةُ بن أَدب قبيلةٌ من لَخْم.

  والرُّشَيْدِيّة، مُصغّراً: طائفةٌ من الخوارج.

  وأَبو رَشِيدٍ، كأَميرٍ، محمّدُ بنُ أَحمدَ الأَدميّ، شيخ للخطيب.

  وأَبو رشيدٍ أَحمدُ بن محمّد الخَفيفيّ عن زاهرِ بن طاهر.


(١) اللسان: يُلقى.

(٢) التكملة بكسر أوله ضبط قلم.

(٣) عبارة التهذيب: والرَّشَادُ: الحجر الذي يملأ الكف، الواحدة رَشَادة.

(٤) عن اللسان، وبالأصل: «قال ابن منظور» وهو كلام ابن سيده.

(٥) زيادة عن اللسان.

(٦) في المطبوعة الكويتية: «كلاب» تحريف.

(٧) سورة البقرة الآيتان: ١٤ - ١٥.

(٨) المطبوعة الكويتية: ونظيرة.

(٩) سورة غافر الآية ٢٩.

(١٠) عن المطبوعة الكويتية، وبالأصل «ربيض».