تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رصد]:

صفحة 455 - الجزء 4

  وعبد اللّطيف بن رَشيد التِّكريتيّ، التاجر، حدَّث عن النَّجيب الحَرّانيّ.

  وأَحمد بن رَشَد بن خَيْثم الكوفيّ، محرَّكَةً، عن عَمّه، وعنه أَبو حاتم وغيْرُه، قاله ابن نقطة.

  [رصد]: رَصدَهُ بالخير وغيرِه، يَرْصُده رَصْداً، بفتح فسكون، على القياس وَرَصَداً، محرَّكَةً، على غير قياس، كالطَّلَبِ ونحوهِ: رَقَبَهُ، فهو راصِدٌ، كَتَرَصَّدَهُ، وارْتَصَدَه.

  والرَّاصِدُ بالشيْءِ: الراقِبُ له، ولذلك سُمِّيَ به الأَسَدُ.

  والرَّصِيدُ: السَّبُعُ الّذِي يَرْصُدُ الوُثُوبَ، أَي يترقَّبُ ليَثِبَ.

  والرَّصُودُ، كَصَبُور: نَاقَةٌ تَرْصُدُ شُرْبَ غيرِهَا من الإِبل لِتَشْرَبَ هِي، وفي الأساس، والمحكم: ثم تَشْرَبُ هي⁣(⁣١).

  ورَوَى أَبو عُبَيْد، عن الأَصمعيِّ، والكسائيّ: رَصَدْت فُلاناً أَرصُده، إِذا تَرَقَّبْته.

  وأَرْصَدْتُ له: أَعْدَدْتُ⁣(⁣٢).

  قلتُ: وبه فَسَّر بعضُ المُفَسِّرين قولَه تعالى {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ}⁣(⁣٣).

  قالوا: كان رجُلٌ يقال له أَبو عامر الراهبُ، حاربَ النبيَّ، ÷، ومَضى إِلى هِرَقْلَ، وكانَ أَحَدَ المنافقين، فقال المنافقون الّذينَ بَنَوا المسْجدَ الضِّرَار: نَقْضي فيه حاجَتَنَا، ولا يُعَاب علينا، إِذا خَلَوْنا، ونَرْصُدُه لأَبي عامر مَجيئَه من الشام، أَي نُعدّه.

  قال الأَزهريُّ: وهذا صحيح من جهة اللّغَة.

  وقال الزجّاج: أَي ننتظر أَبا عامر حتى يَجيءَ ويُصَلِّيَ فيه. والإِرْصاد: الانتظار.

  ومن المجاز: أَرْصَدتُ له: كافَأْتُهُ بالخَيْر، هذا هو الأَصل، أَو بالشَّرِّ، جعلَه بعضُهُم فيه أَيضاً.

  وأَنشد لعبد المطّلب حين أَرادت حَليمةُ أَن تَرْحلَ بالنّبيّ، ÷، إِلى أَرضها:

  لاهُمَّ رَبَّ الرَّاكبِ المُسَافِرِ

  احفَظْهُ لِي مِنْ أَعْيُنِ السَّواحِرِ

  وحَيَّةٍ تُرْصِدُ في الهَواجِرِ

  فالحيّة لا تُرصِد إِلّا بالشّرّ

  ويقال: أنا لك مُرْصدٌ بإِحسانك حتّى أُكافئك به.

  قال الليث: والمَرْصَدُ، كمَذْهَب، والمِرْصَادُ كمِفْتَاح الطَّرِيقُ، كالمُرْتَصَدِ.

  قال الله ø. {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}⁣(⁣٤).

  قال الفَرَّاءُ: معناه اقعُدوا لَهم على طَريقِهم إِلى البيتِ الحَرام. وقال أَبو منصور: على كلِّ طريق⁣(⁣٥) وقال الله ø {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ}⁣(⁣٦) معناه لَبِالطرِيق، أَي بالطريق الذي مَمَرُّك عليه. وقال الزّجَّاج: أَي يَرْصُد من كَفَر به وصَدَّ عنه بالعذاب. وقال ابن عَرَفَةَ: أَي يَرْصُد كلَّ إِنسان حتى يُجازيَه بفعْله.

  وعن ابن الأَنباريّ: المِرْصادُ: المكان الذي يُرْصَدُ فيه العَدُوُّ، كالمضْمَار، المَوْضع الذي يُضَمَّر⁣(⁣٧) فيه الخيل من ميدان السِّباق ونحْوه. وجمع المَرْصَد: المَرَاصد.

  وقال الأَعمش في تفسير الآية: المِرْصَاد ثَلاثة جُسور خَلْفَ الصِّراط: جِسْرٌ عليه الأَمانَة، وجِسْرٌ عليه الرَّحِم، وجِسْرٌ عليه الرَّبُّ.

  والرُّصْدَة، بالضّمّ: الزُّبْيَة.

  والرُّصْدة حَلْقَةٌ منْ صُفْر أَو فِضَّة في حمائلِ السَّيْف، يقال: رَصَدْت لها رُصْدَةً.

  وقال أَبو عُبَيْدٍ: كان قَبْلُ هذا المَطَرُ له رَصْدةٌ. الرَّصْدة بالفتح: الدُّفْعَة من المَطَر والجمع: رِصَادٌ.

  والرَّصَدُ، مُحَرَّكةً: الرَّاصدُون، ويقال المُرْتَصِدون، وهو اسمٌ للجمع.

  وفي التنزيل: {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ}


(١) وفي الصحاح أيضاً.

(٢) التهذيب: وأرصدت له شيئاً أرصده: أعددت له.

(٣) سورة التوبة الآية ١٠٧.

(٤) سورة التوبة الآية ٥.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «وقيل: معناه كونوا لهم رصداً، لتأخذوهم في أَي وجه توجهوا، كذا في اللسان».

(٦) سورة الفجر الآية ١٤.

(٧) التهذيب: تُضمَّر.