تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سود]:

صفحة 32 - الجزء 5

  وسِنْدان، بالكسر: وادٍ في شِعْر أَبي دُوَاد. كذا في معجم البكريّ⁣(⁣١).

  [سود]: السُّودُ، بالضّمّ، وهو غريبٌ. نقلَهُ الصاغانيّ، عن الفَرّاءِ، والسُّودَدُ بضم السّين، مع فتح الدال وضمّها، غير مهموز والسُّؤْدُدُ، بالهمز، كَقُنْفُذٍ قال الأَزهريُ: وهي لغة طَيّئ، وكَجُنْدَب، فهي أَربعُ لُغَات، أَغفَلَ المصنِّفُ الأَخيرَةَ. وذكرها غير واحدٍ من أَئمّة اللُّغَة، واشتهر عند العامَّةِ فَتحُ السين والسِّيَادةُ: الشرفُ، يقال ساد يَسُود سُوداً، وسُؤْدَداً وسِيادَةً، وسَيْدُودَةً، وهذهِ قد ذَكَرَها الجوهريُّ وغيره.

  وفي المصباح: سادَ يَسُودُ سِيَادَةً، والاسمُ السُّودَد، وهو المَجْدُ والشَّرفُ، فهو سَيِّدٌ، والأُنثى سَيِّدةٌ.

  والسائِدُ: السَّيِّدُ، أَو دُونَه.

  قال الفرَّاءُ: يقال هذا سَيِّدُ قَومِه اليومَ، فإِذا أَخبرْتَ أَنَّهُ عن قليلٍ يكون سيِّدَهم قلتَ: هو سائدُ قَوْمِهِ عن قليلٍ.

  وسَيِّدٌ ج: سادَةٌ مثل: قائِد وقادَةٍ، وذَادَة. ونظَّرَه كُرَاع بقَيِّم وقامَة، وعَيِّل وعالَة.

  قال ابن سِيدَه: وعندي أَنَّ سادَة جمعُ سائِدٍ، على ما يَكثُر في هذا النَّحْو. وأَمّا قامةٌ وعالَةٌ فجمعُ قائم وعائلٍ، لا جَمْعُ قَيِّمٍ وعَيِّلٍ كما زَعَمَ هو، وذلك لأَنَّ فَيْعِلاً⁣(⁣٢) لا يُجمَع على فَعَلةٍ إِنَّمَا بابُه الواو والنُونُ، وربما كُسِّرَ منه شيءٌ على غَيْرِ فَعَلَة، كأَمواتٍ وأَهْوِناءَ.

  وفي الصّحاح، نقلاً عن أَهل البصرة: وقالوا إِنما جَمَعَت العربُ الجَيِّد والسَّيِّد على جَيَائِدَ وسَيَايِدُ⁣(⁣٣)، على غير قِياس، لأَن جمْعَ فَيْعِل فَياعِلُ، بلا هَمْز.

  والسَّيِّد هو: الرَّئيسُ. وقال ابن شُمَيل: السَّيِّد: الّذِي فاق غيْرَه بالعَقْل⁣(⁣٤) والمال، والدَّفْعِ والنَّفْعِ، المُعْطِي مالَهُ في حُقُوقِه، المُعِينُ بنَفْسه.

  وقال عِكْرِمةُ: السَّيِّد الّذِي لا يَغْلِبُه غَضَبُه.

  وقال قَتَادةُ: هو العابِدُ، الوَرِعُ، الحَلِيمُ. وقال أَبو خَيْرَةَ: سُمِّيَ سَيِّداً لأَنّه يَسُودُ سَوَادَ الناسِ [أَي مُعظَمَهم]⁣(⁣٥).

  وعن الأَصمعيّ: العرب تقول: السَّيِّد كُلُّ مقهورٍ مَغْمُورٍ بحِلْمِهِ. وقيل السيِّد: الكريم.

  وفي الحديث: «قالوا فما في أُمَّتِكَ مِن سَيِّدٍ؟ قال: بَلَى، مَن آتاه اللهُ مالاً ورُزِقَ سَمَاحةً فأَدَّى شُكْرَه وقَلَّتْ شِكَايَتُهُ في النَّاسِ».

  وفي الحديث: «كُلُّ بَنِي آدمَ سَيِّدٌ، فالرجلُ سَيِّدُ أَهلِ بيتِه، والمرأَةُ سَيِّدةُ أَهْلِ بَيتِها». وفي حَديثهِ للأَنصار قال: «مَن سَيِّدُكُمْ؟ قالوا: الجَدُّ بنُ قَيْسٍ، على أَنَّا نُبَخِّلُهُ. قال: وأَيُّ داءٍ أَدْوَى مِن البُخْلِ؟». وعن الفرّاءِ: السَّيِّد: المَلِك، والسَّيِّدُ: السَّخِيُّ. وسَيِّدُ العَبْدِ: مَوْلاه. وسَيِّدُ المرأَةِ: زَوْجُها، وبذلك فسَّروا قولَه تعالى: {وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ}⁣(⁣٦).

  وكلُّ ذلك لم يَتعرَّض له المصنِّف، مع أَنَّ بعضَ ذلك واجبُ الذِّكْر.

  وأَسادَ الرَّجلُ وأَسْوَدَ بمعنَى: وَلَد غُلاماً سَيِّداً، أَو ولدَ غُلاماً أَسْوَدَ اللَّوْنِ، ضِدٌّ.

  قال شيخُنَا، نقْلاً عن بعض أَئِمَّة التَّحقيق: إِنّه لا تَضادَّ بينَهما إِلَّا بِتَكَلُّفٍ بَعيدٍ. وهو أَنَّ السَّيِّدَ في الغالِب أَبيضُ، والعَبْد في الغالِب أَسْوَدُ، وبينَ السَّوادِ والبَيَاضِ تَضادٌّ، كما بين السَّيِّدِ والعَبْدِ. فتأَمَّلْ.

  وقد سَوِدَ الشيْءُ، بالكسر، وسادَ، واسوَدَّ اسودَاداً، واسوادَّ اسْوِيداداً كاحمَرَّ واحمارَّ: صار أَسْودَ، ويجوز في الشِّعْر: اسْوَأَدّ، تُحَرَّك الأَلِفُ، لَئلَّا يُجْمَع بين ساكنين.

  ويقال: اسوادَّ، إِذَا صارَ شَديدَ السَّوادِ، وهو أَسودُ، والجمع: سُودٌ وسُودانٌ. وسَوَّدَه: جعلَه أَسْوَدَ، والأَمر منه اسوادِدْ، وإِن شئت أَدْغمْت.


(١) كذا، ولم ترد في معجم البكري، وهو نص ياقوت في معجم البلدان. وقد ورد لأبي دواد «سنداد» في قوله:

فتلاع الملا إلى جُرْف سندا ... دٍ فقوّ إلى نعاف طميِّه

(معجم البلدان): سنداد.

(٢) في اللسان: «فعيلاً».

(٣) عبارة الصحاح: «وسيائد بالهمز على غير قياس، لأن جمع فيعلٍ فياعلُ بالهمز» وعبارة اللسان فكالأصل.

(٤) في التهذيب: فاق غيره: ذو العقل والمال.

(٥) زيادة عن التهذيب.

(٦) سورة يوسف الآية: ٢٥.