[عدأ]:
  شَمْسٍ، وأَنشدَ البيتَ السابقَ، قال: وعَبُ الشَّمْسِ: ضَوْؤُها، يقال: ما أَحْسَنَ عَبَهَا أَي ضَوْءَهَا، قال: وهذا قولُ بعضِ الناس، والقولُ عندي ما قاله أَبو زيدٍ أَنه في الأَصل عَبْدُ شمسٍ، ومثله قولُهم: هذا بَلْخَبِيثَةِ ورأَيت بلْخَبِيثَةِ ومررت بِبَلْخَبِيثَةِ، وحكى عن يُونُسَ بَلْمُهَلَّبِ يريد بَني المُهَلَّب قال: ومنهم من يقول عَبُّ شَمْسِ بتشديد الباء، يريد عَبْدَ شَمْس انتهى.
  وَعَبَأَ المَتَاعَ جعلَ بعْضَه على بعض، وقيل: عَبَأَ المَتَاع والأَمْرَ كَمَنَعَ يَعْبَؤُه عَبْأً(١) وَعَبَّأَه بالتشديد تَعْبِئَة(٢) فيهما: هَيَّأَه، وكذلك عَبَأَ الخيلَ والجَيْشَ إذا جَهَّزَه وكان يونس لا يهمز تَعْبِيَة الجيش كَعَبَّأه تَعْبِئَةً أَي في كلٍّ من المتاعِ والأَمرِ والجيشِ كما أَشرنا إِليه، قاله الأَزهري، ويقال: عَبَّأْتُ المتاع تَعْبِئَةً، قال: وكلُّ من كلام العرب، وَعَبَّأْت الخيلَ تَعْبِئَةً وتَعْبِيئاً، فيهما، أَي في المتاع والأَمر لما عرفت، وفي حديث عبد الرحمن بن عوف قال: عَبَأَنَا النبيُّ ÷ بِبَدْرٍ ليلاً. يقال: عَبَأْتُ الجَيْشَ عَبْأً، وَعَبَّأْتُهم تَعْبِئَةً، وقد يُتْرَك الهمزُ فيقال: عَبَّيْتُهم تَعْبِيةً أَي رتَّبْتُهم في مواضعهم، وَهيَّأْتُهم للحرب، وَعَبَأْتُ له شَرّاً، أَي هَيَّأْتُه، وقال ابنُ بُزُرْجَ: احْتَوَيْتُ ما عنده، وامْتَخَرْتُه، واعْتَبَأْتُه، وازْدَلَعْتُه(٣). وعَبَأَ الطِّيبَ والأَمْرَ يَعْبَؤُه عَبْأً: صَنَعَه وخَلَطَه عن أَبي زيدٍ، قال أَبو زُبَيْدٍ يصف أَسداً:
  كأَن بِنَحْرِه وَبِمَنْكِبَيْهِ ... عَبِيراً بَاتَ يَعْبَؤُهُ عَرُوسُ
  ويروى: بات تَخْبَؤُه.
  وعَبَّيْتُهُ وَعَبَّأْتُه تَعْبِئَةً وَتَعْبِيئاً(٤).
  والعَبَاءُ كسحاب: كِسَاءٌ م أَي معروف وهو ضَرْبٌ من الأَكْسِيَة، كذا في لسان العرب، زاد الجوهري: فيه خُطوط، وقيل هو الجُبَّةُ من الصُّوف كالعَبَاءَةِ قال الصرفيون: همزته عن ياء، وإنه يقال: عَبَاءَة وَعَبَايَة، ولذلك ذكره الجوهريُّ والزُّبَيْدِيُّ في المعتل، قاله شيخُنا.
  والعَبَاءُ: الرجل الثَّقِيلُ الأَحْمَقُ الوَخِمُ كَعَبَامٍ ج أَعْبِئَةٌ.
  والمِعْبَأَةُ كَمِكْنَسَةٍ هي خِرْقَةُ الحَائِضِ، عن ابن الأَعرابيّ، وقد اعْتَبَأَتِ المرأَةُ بالمِعْبَأةِ.
  والمَعْبَأُ كَمَقْعَدٍ هو المَذْهَبُ، مشتق من عَبَأْتُ له إِذا رَأَيْته فذَهَبْت إِليه، قال أَبو حِزامٍ العُكْلِيُّ:
  وَلَا الطِّنْءُ مِنْ وَبَئَي مُقْرِئٌ ... وَلَا أَنَا مِنْ مَعْبَئِي مَزْنَؤُهْ
  وما أَعْبَأُ بِهِ أَي الأَمرِ: ما أَصْنَعُ(٥) قال الأَزهري، وقوله تعالى: {قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ}(٦) روى ابنُ نُجَيْح عن مُجاهِد، أَي ما يَفْعَلُ بِكم، وقال أَبو إِسحاق: تأْويله أَيُّ وَزْنٍ لكم عِنْده لو لا تَوْحِيدُكم، كما تقول ما عَبَأْتُ بفلان، أَي ما كان له عندي وزن ولا قَدْر، قال: وأَصل العِبْءِ الثِّقْل، وقال شَمِرٌ: قال أَبو عبد الرحمن: ما عَبَأْتُ به شَيْئاً، أَي لم أَعُدَّه شَيْئاً، وقال أَبو عَدْنَان عن رجل من باهلة: قال(٧): ما يَعْبَأُ الله بفلان إِذا كان فاجراً مائِقاً، وإِذا قيل: قد عَبَأَ اللهُ به(٨) فهو رَجُلُ صِدْقٍ وقد قَبِلَ الله منه كلَّ شيءٍ، قال: وأَقول: ما عَبَأْتُ بفُلان أَي لم أَقبل شيئاً منه ولا من حَدِيثه وما أَعْبَأُ(٩) بفُلَانٍ عَبْأً، أَي ما أُبَالِي قال الأَزهري: وما عَبَأْتُ له شيئاً، أَي لم أُباله، قال: وأَما عَبَأَ فهو مهموز لا أَعرف في مُعْتَلَّاتِ(١٠) حرفاً مهموزاً غيره.
  والاعْتِبَاءُ هو الاحْتِشَاءُ وقد تقدّم في ح ش أَ.
  [عدأ]: العِنْدَأْوَةُ كَفِنْعَلْوَة فالنون والواو والهاءُ زوائد، وقال بعضهم: هو من العَدْو(١١)، فالنون والهمزة زائدتان، وقال بعضهم: هو فِعْلَلْوَة، والأَصل قد أُمِيتَ فِعْلُه، ولكن أَصحابَ النَّحْوِ يتكلَّفون ذلك باشتقاق الأَمثلة من الأَفاعيل، وليس في جميع كلام العرب شيءٌ يدخل فيه الهمزةُ والعينُ في أَصل بِنَائه إِلَّا عِنْدَأْوَة، وإِمَّعَة، وَعَبَأَ، وعَفَأَ، وعَمَأَ(١٢)،
(١) اللسان: عبّأً.
(٢) الأصل: «تعبيئة» تحريف.
(٣) زيد في اللسان: وأخذته: واحد.
(٤) في اللسان: تعبية وتعبيئاً.
(٥) اللسان: وما أعبأ بهذا الأمر أي ما أصنع به.
(٦) سورة الفرقان الآية ٧٧.
(٧) اللسان: يقال.
(٨) الأصل: عنه.
(٩) اللسان: وما عبأْتُ.
(١٠) زيد في اللسان: معتلات العين.
(١١) اللسان: العداء.
(١٢) اللسان: وعباء وعفاء وعماء.