تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين المعجمة مع الهمزة

صفحة 207 - الجزء 1

  فأَما عَظَاءَة فهي لغةٌ في عَظَايَة، وإِعَاء لُغة في وِعَاء⁣(⁣١)، كذا في لسان العرب، فلا يقال: مثلُ هذا لا يُعَدُّ زِيادةً إِلَّا على جهة التنبيه، كما زعمه شيخنا: العَسَرُ⁣(⁣٢) محركة وهو الالْتِوَاءُ يكون في الرِّجل وقال بعضهم: هو الخَدِيعَة، ولم يهمزه بعضُهم والجَفْوَة، والمُقْدِمُ الجَرِيءُ يقال ناقة عِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوَة وسِنْدَأْوة أَي جَرِيئة، حكاه شَمِرٌ عن ابن الأَعرابيّ كالعِنْدَأْوِ بغير هاء. والمَكْرُ، لا يخفى أَنه لو ذكره مع الخديعة كان أَولى، لأَنهما من قولٍ واحدٍ.

  وقال اللِّحيانيُّ: العِنْدَأْوَةُ: أَدْهَى الدَّوَاهِي، في المثل إِنَّ تَحْتَ طِرِّيقَتكَ كَسِكِّينَة، اسمٌ من الإِطراق وهو السُّكون والضَّعف واللين لَعِنْدَأْوَة، أَي تحت إِطْرَاقِكَ وسُكُوتِك وفي نسخة سُكُونك بالنون مَكْرٌ أَي خِلَافٌ وَتَعسُّفٌ كما فَسَّر به ابنُ منظور، أَو عُسْرٌ وشَرَاسةٌ، كما فَسَّره الزمخشريّ⁣(⁣٣) يقال هذا للمُطْرِق الدَّاهِي السِّكِّيت والمُطَاوِل لِيأْتِيَ بِداهيةٍ ويَشُدُّ شَدَّةَ لَيْثٍ غَيرَ مُتَّقٍ، وستأْتي الإِشارة إِليه في عند.

فصل الغين المعجمة مع الهمزة

  [غأغأ]: الغَأْغَاءُ لسَلْسَال: صَوتُ الغَوَاهِقِ⁣(⁣٤) جِنْس من الغِرْبان الجَبَلِيَّة لسُكْنَاها بها. وَغَأْغَأَ غَأْغَأَةً كدَحْرج دَحْرَجَةً.

  غبأ: غَبَأَ له يَغْبَأُ غَبْأً وغَبَأَ إِليه كَمَنعَ إِذا قَصَد له، ولم يعرفها الرياشيُّ بالغين معجمةً، كذا في لسان العرب.

  [غرقأ]: الغِرْقِئ، كَزِبْرِج: القِشْرَةُ المُلْتَزِقَة بِبَياضِ البَيْضِ وقال غيره: قِشْرُ البَيْضِ الذي تحت القَيْضِ، والقَيْضُ: ما تَفَلَّق من قُشورِ البَيضِ الأَعلى، قال الفرَّاءُ: همزته زائدة، لأَنه من الغَرَق⁣(⁣٥)، وكذلك الهمزة في الكِرْفِئَة والطِّهْلِئَة زائدتانِ، وقد نبَّه عليه الجوهريُّ، فلم يَرِدْ عليه شيءُ مما قاله المصنف في غ ر ق، أَو البَياضُ الذي يُؤْكَلُ⁣(⁣٦) وهو قولٌ ضعيف، ويقال من ذلك غَرْقَأَتِ البَيْضَةُ أَي خَرَجَتْ وَعَلَيْهَا قِشْرُها الرَّقيقُ، وكذا غَرْقَأَتِ الدَّجَاجَةُ إِذا فَعَلَتْ ذلك بِبَيْضِهَا وسيأْتي في غرق مزيد لذلك إِن شاءَ الله تعالى.

فصل الفاء مع الهمزة

  [فأفأ]: الفَأْفَأُ، كفَدْفَدٍ عن اللحياني والفَأْفَاءُ مثل بَلْبَالٍ يقال: رجل فَأْفَاءٌ وَفَأْفَأُ يُمَدُّ ويُقْصَر، وقد فَأْفَأَ، وامرأَة فَأْفَأَةٌ، كذا في لسان العرب، فسقط بذلك ما قاله شيخُنا إِن المعروف هو المدّ، وأَما القصرُ فلا يُعْرَف في الوصف إِلا في شعر على جهة الضرورة: هو الذي يُكْثِر تَردادَ الكلامِ إِذا تكلَّم أَو هو مُرَدِّدُ الفاءِ ومُكْثِرْه فى كلامِه إِذا تكلّم، وهو قول المُبرّد وفيه فَأْفَأَةٌ أَي حُبْسَة في اللّسان وَغَلَبَةُ الفاءِ على الكلام، وقال الليث: الفَأْفَأَةُ في الكلام كأَن الفاءَ تَغلب⁣(⁣٧) على اللسان.

  [فبأ]: الفَبْأَة، المَطَرَةُ السريعةُ تأْتي ساعةً ثم تَنقشع وتَسْكُن كذا في العُباب.

  [فتأ]: مَا فَتأَ، مثلة التاء أَي عين الفعل، أَما الكسر والنصف فلغتان مشهورتان، الأَول أَشهر من الثاني، وأَما الضمُّ فلم يَثبت عند أَئمة اللغة والنحو، وكأَنه نقله من بعض الدواوين اللغوية، وهو مستبعد، قاله شيخنا. قلت: والضم نقله الصاغاني عن الفرَّاء، والعجب من شيخنا كيف استبعده وهو في العباب، تقول: مَا فَتِئَ وما فَتَأَ⁣(⁣٨) يَفْتَأُ فَتْأً وفُتُوءاً: ما زال وما بَرِح كما أَفْتَأَ لغة بني تميم، رواه عنهم أَبو زيد، يقال: ما أَفْتَأْتُ أَذكره إِفتاءً، وذلك إِذا كنتَ لا تزال تَذْكره، لغةٌ في ذلك. وفي نوادر الأَعراب:

  فَتِئَ عنه أَي الأَمرِ كسمعَ إِذا نَسِيَه وانْقَذَع⁣(⁣٩) عنه أَي تأَثر منه، وفي بعض النسخ بالفاء والمهملة والمُعجمة، أَي لانَ بعد يُبْس، وما فتئَ لا يستعمل إِلا في النفي أَو ما في معناه


(١) عن اللسان: وبالأصل: وأعا لغة في وعا.

(٢) ضبط القاموس: العُسْر.

(٣) كذا، ولم نجده.

(٤) في القاموس: العواهق.

(٥) وهو قول الزجّاج أيضاً. قال ابن جني: ذهب أبو إسحاق إلى أن همزة الغرقئ زائدة ولم يعلل ذلك باشتقاق ولا غيره، ولست أرى للقضاء بزيادة هذه الهمزة وجهاً من طريق القياس، وذلك أنها ليست بأولى فتقضي بزيادتها، ولا نجد فيها معنى غرق، اللهم إلا أن تقول أن الغرقئ يحتوي على جميع ما يخفيه من البيضة ويغترقه.

(٦) وهو قول النضر (لسان العرب).

(٧) اللسان: يغلب.

(٨) بهامش المطبوعة المصرية «كذا في النسخ لم يمثل للضم» اه.

(٩) في اللسان: «فتئت عن الأمر» أفتأ إذا نسيته وانقدعت.