تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الصاد المهملة مع الدال

صفحة 56 - الجزء 5

  قال أَبو عُبَيْدَة: مَن أَراد الصَّوَابَ قال: خِفْتُمَا أَن تُصِيبَ⁣(⁣١) نِبالي. ومَن أَرادَ الخَطَأَ قال: خِفْتُما إِخطاءَ نِبالِكُما.

  وسَهْمٌ صارِدٌ، ومِصْرَادٌ: نافَذٌ، خَرَج بَعْضُه، ومارِقٌ: خَرَج كُلُّه. وصارِدٌ: خرجت شَبَاةُ حَدّهِ من الرَّمِيَّةِ. ونَبْلٌ صَوَارِدُ.

  وسَهْم مُصْرِدٌ كمُكْرِم: مُخْطِئٌ قاله قُطْرُب.

  وفي الحديث: «نُهِيَ المُحْرِمُ عن قَتْلِ الصُّرَد» وهو بِضَمِّ الصادِ وفتْح الرَّاءِ: طائِرٌ فوقَ العُصفورِ أَبْقَعُ ضَخْمُ الرّأْسِ، قال الأَزهريُّ: يَصطادُ العَصَافِيرَ، يكون في الشَّجَرِ، نِصْفُه أَبيضُ ونِصْفُه أَسودُ، ضَخْمُ المِنْقَارِ، له بُرْثُنٌ عظيم. ويقال له: الأَخْطَب، لاخْتِلاف لَوْنَيْهِ. والصُّرَد لا تَراه إِلّا في شُعْبَةٍ أَو شَجَرَةٍ، لا يَقْدِر عليه أَحدٌ⁣(⁣٢). قال سُكَيْنٌ النُّمَيْرِيُّ: الصُّرَد صُرَدانِ، أَحدُهما يُسَمِّيه أَهلُ العِرَاقِ: العَقْعَقُ، وأَمّا البَرِّيُّ فهو الهَمْهَام، يُصَرْصِرُ كالصَّقْرِ. ورُوِيَ عن مُجَاهِدٍ: وكُرِه لَحْمُ الصُّرَدِ وهو من سِبَاعِ الطَّيْرِ. أَو هُو أَوَّلُ طائِرٌ صَامَ الله تعالى.

  ورُوِيَ عن مجاهدٍ في قوله تعالى: {سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ}⁣(⁣٣) قال: أَقْبَلَت السَّكِينَةُ، والصُّرَدُ، وجِبْرِيلُ مع إِبراهِيمَ من الشَّأْم: ج صِرْدَانٌ، بالكَسْر، قال حُمَيْد الهلالِيُّ:

  كأَنَّ وَحَى الصِّرْدانِ في جَوْفِ ضالَةٍ ... تَلَهْجُمَ لَحْيَيْهِ إِذا ما تَلَهْجَما

  ومن المجاز: فَرَس مُصَرِّدٌ: به صُرَدٌ، وهو: بَيَاضٌ في ظَهْرِ الفَرَسِ من أَثَرِ الدَّبَرِ، وجمْعُه صِرْدَانٌ، وقد تقدَّم قريباً.

  والصُّرَدَانِ تثنية صُرَدٍ: عِرْقَانِ أَخضرانِ يَسْتَبْطِنانِ اللِّسانَ يَكْتَنِفَانِه وبهِما يَدور اللِّسَانُ، كما قاله اللَّيْث، عن الكِسَائيّ. وقيل: هما عَظْمَان يُقيمَانه، وقال يَزِيدُ⁣(⁣٤) بن الصَّعِقِ:

  وأَيُّ الناسِ أَغْدَرُ⁣(⁣٥) من شَآمٍ ... له صُرَدَانِ مُنْطَلِقَ اللسانِ

  أَي ذَرِبانِ.

  وفي المحكم: الصُّرَدُ: عِرْقٌ في أَسفلِ لِسان الفَرَسِ.

  وقال الأَصمعيّ: الصُّرَدُ من الفَرَسِ: عِرْقٌ تحْت لِسَانِه، وأَنشد:

  خَفِيفُ النَّعَامَةِ ذو مَيْعَةٍ⁣(⁣٦) ... كَثِيفُ الفَراشةِ ناتِي الصُّرَدْ

  وعن ابن الأَعرابيِّ: الصَّرِيدةُ: نَعْجَةٌ أَضَرَّ بها البَرْدُ وأَنْحَلَهَا، كذا في المحكم، ج: صَرَائِدُ، وأَنشد:

  لَعَمْرُكَ إِني والهِزَبْرَ وعارِماً ... وثَوْرَةَ عِشْنا من لُحُومِ الصَّرائِدِ

  والصُرَّاد، والصُّرَّيْد، والصَّرْدَى كَرُمَّانٍ، وقُبَّيْطٍ وسَكْرَى: الغَيْمُ الرَّقِيقُ لا مَاءَ فِيهِ، وهو نَصُّ الصّحاح وقيل سَحابٌ باردٌ تَسْفِرُه الرِّيح. وقال الأَصمعيُّ: الصُّرَّادُ: سَحابٌ بارِدٌ نَدِيٌّ، ليس فيها ماءٌ.

  والتَّصْرِيدُ: التَّقْلِيل، وقيل: إِنما كَرِهوا الصُّرَدَ وتَشَاءَمُوا به من اسمه، من التصريد، ونُهِي عن قَتْلِهِ رَدّاً للطِّيَرَةِ.

  ومن المَجَاز.

  صَرَّدَ له العَطَاءَ تَصْرِيداً: قَلَّلَه. وفي الحَدِيث. «لن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا تَصْرِيداً» أَي قَليلاً.

  والتَّصريد في السَّقْي دُونَ الرَّيِّ، وفي التهذيب: شُرْبٌ دُونَ الرِّيّ. وشَرابٌ مِصَرَّد: مُقَلِّل.

  والمُصْطَرِد: الرجلُ الحَنِقُ الشَّديدُ الغَيْظِ، عن الصاغانيّ، كالمصطَرّ، بغير دالٍ.


(١) التهذيب: تصيبكما.

(٢) هذا قول ابن شميل كما نقله عنه شمر. وفي المصباح يسمى المجوّف لبياض بطنه، والأخطب لخضرة ظهره والأخيل لاختلاف لونه، كذا بهامش اللسان هنا.

(٣) سورة البقرة الآية ٢٤٨.

(٤) عن الصحاح، وبالأصل «زيد» زيد في الصحاح: يهجو النابغة الذبياني.

(٥) عن الصحاح والتهذيب، وبالأصل «أعذر».

(٦) عن التهذيب واللسان، وبالأصل «منعة» ونبه بهامش المطبوعة المصرية إلى رواية اللسان.