تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضهد]:

صفحة 78 - الجزء 5

  ومن المجاز: الطَّريدُ: الذي يُولَدُ بَعْدَكَ، وأَنت أَيضاً طَرِيدُهُ، فالثاني طَريدُ الأَول، يقال: هو طَرِيدُه.

  ومن المجاز: الطَّرِيدانِ: اللَّيْلُ والنّهَارُ كلُّ واحدٍ منهما طَرِيدُ صاحبِه، قال الشاعر:

  يُعيدَان لِي ما أَمْضَيَا وهُمَا مَعاً ... طَرِيدانِ لا يَسْتَلْهِيانِ قَرَارِي

  والطَّرِيدةُ: ما طَرَدْتَ مِن صَيْدٍ أَو غيرِهِ، والجمع الطَّرائدُ وفي بعض الأُمَّهَات⁣(⁣١): ما طَرَدْتَ من وَحْش ونَحْوه.

  والطَّرِيدُة: الوَسِيقَةُ من الإِبِلِ يُغِيرُ عليها قَومٌ فيطرُدُونَهَا.

  وفي الصحاح: هو ما يُسْرَقُ من الإِبلِ.

  ومن المجاز: الطّريدةُ: قَصَبَة فيها حُزَّةٌ بضمّ الحاءِ المهملة، وتشديد الزّاي، تُوضَع على المَغَازِلِ والعُودِ والقِدَاحِ، فتُبْرَى بِها وتُنْحَتُ عليها، قال الشَّمَّاخُ يصف قَوْساً:

  أَقَامَ الثِّقَافُ والطَّرِيدةُ دَرْأَها ... كما قَوَّمَتْ⁣(⁣٢) ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ

  وفي الأَساس: وبُرِيَ القَدَحُ بالطَّرِيدة، وهي السَّفَن. قال أَبو الهَيْثَم: الطَّرِيدةُ: السَّفَنُ وهي قَصَبَةٌ تُجَوَّفُ، ثمَّ يُنْقَرُ⁣(⁣٣) منها مَواضِعُ فَيُتَتَبَّعُ⁣(⁣٤) فيها جَذْبُ السَّهْمِ.

  وقال أَبو حَنِيفة: الطَّرِيدَةُ: قِطْعَةُ عُودٍ صَغِيرةٌ في هَيْئةِ المِيزَاب، كأَنَّها نِصْفُ قَصَبَةٍ سَعَتُهَا بِقَدْرِ ما يَلْزَم القَوْسَ أَو السَّهْمَ.

  ومن المَجَاز: في الأَرضِ طرائِدُ من كَلاءٍ، الطَّريدة: الطَّرِيقَةُ القليلَةُ العَرْضِ من الكَلإِ.

  والطَّرِيدَة: بُحَيْرَةٌ⁣(⁣٥) من الأَرضِ قليلةُ العَرْضِ، إِنما هي طَرِيقَة. ومن المجاز: عنْدي طَرِيدةٌ من ثَوبٍ، وهي شُقَّةٌ مُسْتَطِيلةٌ، أَي شُقَّتْ طُولاً، من الحَرِيرِ. وفِي حديث مُعاويةَ «أَنَّه صَعِدَ المِنْبَرَ وبيَدِهِ طَرِيدةٌ»، فسَّره ابنُ الأَعرابِيّ فقال: الخِرْقَةُ الطَّوِيلةُ من الحَرِيرِ. حكاه الهَرَوِيُّ في «الغَرِيبَيْنِ».

  وعن أَبي عَمْرٍو: الجُبَّةُ: الخِرْقَةُ المُدَوَّرَةُ، وإِن كَانَت طَويلة، فهي الطَّرِيدةُ.

  والطَّريدة لُعْبَةٌ لِصبيانِ الأَعراب تُسمِّيهَا العامَّة المَسَّةَ، بفتح الميم وتشديد السِّين المهملة، ويقال: الماسَةُ، والضّبْطَةَ، فإذا وَقَعَتْ يَدُ اللَّاعِبِ مِنْ آخَرَ على بَدَنِهِ إِمَّا على رأْسِهِ أَو كَتِفِهِ، فهي المَسَّةُ، وإِذا وَقَعَتْ على الرِّجْلِ فهي الأَسْنُ، بفتح فسكون، وليست بِثَبت.

  وقال الطِّرمَّاح يصف جَوارِيَ أَدْرَكْن فَترَفَّعْنَ عن لَعِب الصِّغارِ والأَحداث:

  قَضَتْ من عيان والطَّرِيدةِ حاجةً ... فهُنَّ إِلى لَهْوِ الحَدِيثِ خُضُوعُ⁣(⁣٦)

  وأَنشد ابن دُرَيْدٍ قولَ الشاعر:

  قَضَتْ من عُدَادٍ والطَّريدةِ حاجَةً ... وهُنَّ إِلى أُنْسِ الحَدِيثِ حَقِيقُ

  وفَسَّرَ الطَّرِيدةَ بالموْضع، وهو تصحيفٌ وتَغْيِير، نَبَّهَ عليه الصاغانيُّ، وقال: الصوابُ أَنَّ الطَّرِيدَةَ لُعْبَةٌ معروفَةٌ، فاعرِف ذلك.

  والطَّرِيدَة: خِرْقَةٌ تُبَلُّ ويُمْسَحُ بها التَّنُّورُ، كالمِطْرَدَةِ، بالكسر، نقله الصاغانيّ.

  ومن المجاز: الطِّراد والمِطْرَد، ككِتَاب ومِنْبَرٍ: رُمْحٌ قَصِيرٌ يُطْعَن⁣(⁣٧) به حُمُرُ الوَحْشِ.

  وقال ابن سيده: المِطْرَدُ، بالكسر: رُمْحٌ قَصِيرٌ يُطْرَدُ به، وقيل: يُطْرَدُ به الوَحْشُ. والطِّرَادُ: الرُّمْحُ القَصِيرُ، لأَنَّ صاحبَهُ يُطَارِدُ بِهِ، وجمع المِطْرَدِ: المَطَارِدُ.


(١) وهي عبارة اللسان، والأولى عبارة التهذيب والصحاح.

(٢) الأصل وديوانه، وفي التهذيب: كما أخرجت.

(٣) اللسان: يُفغَرُ.

(٤) اللسان: فيُتّبع.

(٥) كذا بالأصل واللسان والقاموس، وفي التهذيب: «نحيزة».

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله عيان كذا بالنسخ وفي اللسان: عنان، وهما تصحيف، والصواب: عياف كما في التكملة وفي القاموس: العياف كسحاب، والطريدة لعبتان لهم أو العياف لعبة الغميصاءاه» وفي التهذيب: عياف.

(٧) اللسان: تُطعن.