تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الطاء مع الدال المهملتين

صفحة 80 - الجزء 5

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  مَرَّ فُلانٌ يَطْرُدُهُمْ، أَي يَشُلُّهُم وَيَكْسَؤُهُم، طَرَدَه وطَرَّده، قال:

  فأُقْسِمُ لولا أَنَّ حُدْباً تَتَابَعَتْ ... عَلَيَّ ولم أَبْرَحْ بِدَيْنٍ مُطَرَّدَا

  حُدْباً: يَعْنِي دَواهِيَ. وكذلك اطَّرَدَه، قال طُرَيح:

  أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوبُ وأَصبَحَتْ ... زَرْقَاءَ تَطَّرِدُ القَذَى بِحِبابِ

  والطَّرِيد: المَطْرُودُ. والأُنثَى: طَرِيدٌ وطَرِيدَةٌ، جمعهما، طَرَائِدُ. كذا في المُحْكَم. وناقَةٌ طَرِيدٌ، بغير هاءٍ، طُرِدَتْ فَذُهِبَ بِها، وجَمْعها: طَرَائِدُ.

  وفي حديثِ قِيَامِ اللَّيل: «هو قُرْبَةٌ إِلى اللهِ ومَطْرَدَةُ الدَّاءِ عن الجَسَدِ». أَي أَنها حالةٌ مِن شأنها إِبعادُ الداءِ.

  وبَعِيرٌ مُطَّرِدٌ: وهو المُتَتابِعُ في سَيْرِه ولا يَكْبُو، قال أَبو النَّجْم:

  فَعُجْتُ مِن مُطَّرِدٍ مَهْدِيِّ

  ومن المجاز: خَرَجَ فُلانٌ يَطْرُدُ حُمُرَ الوَحْشِ، أَي يَصِيدُها.

  وكذلك قولُهم: الرِّيحُ تَطْرُدُ الحَصَى. والأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُدُ السَّحَابَ⁣(⁣١) طَرْداً.

  ورَمْلٌ مُتَطارِدٌ: يَطْرُدُ بعضُه بَعْضاً ويَتَتَّبعُه، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

  ذَكَرْتُ ابنَ لَيْلَى والسَّمَاحَةَ بَعْدَ ما ... جَرَى بينَنا مُورُ النَّقَا المُتَطارِدُ

  جَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ: سَرِيعُ الجَرْيةِ، والأَنْهارُ تَطَّرِدُ، أَي تَجْرِي.

  وفي حديث الإِسراءِ: «وإِذا نَهْران يَطَّرِدانِ» أَي يَجْرِيَانِ، وهما يَفْتَعِلانِ.

  وفي حديث مُجاهِدٍ: «إِذا كان عِنْدَ اضْطِراد⁣(⁣٢) الخَيْلِ وعِنْدَ سَلِّ السُّيوفِ أَجْزَأَ الرَّجُلُ أَن تكونَ صَلاتُه تَكْبِيراً» الاضطراد: هو الطِّرادُ، وهو افْتِعَالٌ من طِرادِ الخَيْلِ، وهو عَدْوُهَا وتَتَابُعُها، فَقُلِبَتْ تاءُ الافْتِعالِ طاءً، ثم قُلِبت الطاءُ الأَصلِيَّةُ ضاداً.

  وثَوْبٌ طَرَائِدُ، عن اللِّحْيَانِيّ، أَي خَلَقٌ.

  وفي الأَساس: ثَوْبٌ طَرِيدٌ: شُبَارِق⁣(⁣٣).

  والطَّرَدُ، محرّكَةً: فِراخُ النَّخْلِ، والجمْع: طُرُدٌ، حكاه أَبو حنيفةَ.

  والطَّرِيدةُ: الخُطَّةُ بينَ العَجْب والكاهِلِ، قال أَبو خِراش:

  فهَذَّبَ عنها ما يَلِي البَطْنَ وانْتَحَى ... طَرِيدَةَ مَتْنٍ بينَ عَجْبٍ كاهِلِ

  وعن ابن الأَعرابيّ: أَطْرَدْنَا الغَنَمَ، وأَطْرَدْتُمْ⁣(⁣٤) أَي أَرْسَلْنا التُّيُوسَ في الغَنَمِ.

  ومن المجاز: قال الشافِعِيُّ: «ويَنْبَغِي للحاكِمِ إِذَا شَهِدَ الشُّهُودُ لِرَجُلٍ على آخَرَ أَن يُحْضِرَ الخَصْمَ ويَقْرَأَ عليه ما شَهِدُوا عَلَيْه، ويُنْسِخَه أَسماءَهُم وأَنْسَابَهُم، ويُطْرِدَه جَرْحَهُم، فإِن لم يَأْتِ بِهِ حَكَمَ عليه».

  قَال أَبو منصور: معنى قوله: يُطْرِده جَرْحَهُمْ أَن يقول له: قد عُدِّلَ هؤلاءِ الشُّهُودُ فإِنْ جِئتَ بِجَرْحِهِم، وإِلَّا حَكَمْتُ عليكَ بما شَهِدُوا بِهِ عَلَيْك.

  ومن المجاز: طَرَدْتُ بَصَرِي في أَثَرِ⁣(⁣٥) القَوْمِ. والقِيعَانُ تَطْرُدُ السَّرابَ، أَي يَطَّرِدُ فيها كما يَطَّرِدُ الماءُ. وجَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ [ومُطَّرِدُ]⁣(⁣٦) الأَنابِيبِ والكُعُوبِ. وحَدِيثٌ [وكَلَامٌ]⁣(⁣٦) مُطَّرِدٌ، وذا لا يَطَّرِدُ في القِياسِ.

  قال الصّاغَانِيُّ: والطَّرْدُ والعَكْسُ أَن يَطَّرِدَ الشّيْءُ وَيَنْعَكِسَ كقَولِهم في حَدِّ النّارِ: كلُّ نارٍ فهو جَوْهَرٌ مُضِيءٌ مُحْرِقٌ، وكلُّ جَوْهَرٍ مُضِيءٍ مُحْرِقٍ فهو نارٌ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله السحاب، الذي في اللسان السراب» وفي التهذيب أيضاً: السراب.

(٢) في اللسان: «عند اطرادِ».

(٣) بالأصل «شارف» وما أثبت عن الأساس وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ثوب طريد: شارف، كذا في النسخ وهو تصحيف وعبارة الأساس: وثوب طرائد: شبارق اه. والشبارق كعلابط وعنادل مقطع كله وفيه لغات أخرى انظر القاموس.»

(٤) زيادة عن التهذيب واللسان.

(٥) عن الأساس وبالأصل «أمر».

(٦) زيادة عن الأساس.