تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الدال، المهملتين

صفحة 119 - الجزء 5

  واعْتَقَده كعَقَدَه، قال جَرِير:

  أَسِيلةُ مَعْقِدِ السِّمْطَيْنِ مِنها ... ورَيَّا حَيْثُ تَعتَقِدُ الحِقَابَا

  وقد انْعَقَد، وتَعَقَّدَ.

  والمَعَاقِدُ: مَواضِعُ العَقْدِ.

  وقالوا للرَّجُلِ، إِذا لم يَكن عنده غَناءٌ: فُلانٌ لا يَعْقِدُ الحَبْلَ، أَي أَنَّه يَعْجِزُ عن هذا، على هَوانِهِ وخِفَّتِه، قال:

  فإِن تَقُلْ يا ظَبْيُ حَلًّا حَلَّا ... تَعْلَقْ وتَعْقِدْ حَبْلَها المُنْحَلَّا

  أَي تُجِدَّ وتَتَشَمَّرْ لإِغضابِه وإِرغامِهِ، حتَّى كأَنَّهَا تَعْقِدُ على نَفْسِه الحَبْل.

  والعُقْدةُ: حَجْمُ العَقْدِ، والجَمْع: عُقَدٌ. وخُيوط مُعَقَّدة، شُدِّد للكَثْرَةِ.

  وفي حديثِ الدُّعاءِ. «أَسأَلُكَ بِمَعَاقِدِ العِزِّ مِن عَرْشِكَ»، أَي بالخِصال التي استَحقَّ بها العَرْشُ العِزَّ، أَو بمَواضِعِ انعقادِهَا منه. وحَقِيقَةُ معناه: بِعِزِّ عَرْشِكَ، قال ابنُ الأَثيرِ: وأَصحابُ أَبي حَنِيفَةَ يَكْرَهُون هذا اللَّفْظَ من الدُّعاءِ.

  ويقال: جَبَرَ عَظْمُهُ على عُقْدةٍ، إِذا لم يَسْتَوِ. وعَقَدَ التَّاجَ فَوْقَ رَأْسِهِ واعتَقَده: عَصَّبه بِه، أَنشَد ثَعلبٌ لابنِ قَيسٍ الرُّقَيّاتِ:

  يَعْتَقِدُ التَّاجَ فوقَ مَفْرِقِهِ ... علَى جَبِينٍ كأَنَّهُ الذَّهَبُ

  واعتَقَدَ الدُّرَّ والخَرَزَ وغيرَه، اتَّخَذَ منه عِقْداً. وأَعقادُ السَّحَابِ: ما تَعَقَّد منه، واحدُهَا: عَقْدٌ. والمَعْقِدُ: المَفْصِلُ. والأَعقَدُ من التُّيوسِ: الّذِي في قَرْنِهِ عُقْدةٌ. وفَحْلٌ أَعْقَدُ، إِذا رَفَعَ ذَنَبَه، وإِنَّما يَفْعَل ذلك من النَّشَاطِ. وظَبْيَةٌ عاقِدٌ: رفَعَتْ رأْسَها حَذَراً على نفْسِها وعلى وَلدِها. وجاءَ عاقِداً عُنُقَه، أَي لاوِياً لها من الكِبْرِ.

  وفي الحديث: «مَن عَقَدَ لِحْيَتَهُ فإِنَّ مُحَمَّداً بَرِيءٌ منه» قيل، هو مُعَالَجَتُها حتَّى تَنْعَقِدَ وتَتَجَعَّدَ. وقيل كانُوا يَعْقِدُونها في الحُروب، فأَمَرهم بإِرسالِها، كانوا يَفْعَلُون ذلك تكبُّراً وعُجْباً.

  وعَقَدَ قَلْبَه على الشيْءِ: لَزِمَه. والعَربُ تقول: عَقَدَ فُلانٌ ناصِيَتَه، إِذا غَضِبَ وتَهَيَّأَ للشَّرِّ، وقال ابن مُقْبِلٍ:

  أَثابُوا أَخاهُمْ إِذْ أَرادُوا زِيَالَهُ ... بأَسْواطِ قِدٍّ عاقِدِينَ النَّواصِيَا

  وفي حديثٍ: «الخَيْلُ معقودٌ في نواصِيها الخَيْرُ» أَي ملازِمٌ لها، كَأَنَّه مَعْقُود فيها.

  وفي حديث الدُّعاءِ «لَكَ من قُلوبِنَا عُقْدَةُ النَّدَمِ» يُريد عَقْدَ العَزْمِ على النَّدَامَةِ، وهو تَحْقِيقُ التَّوْبةِ. وعُقْدةُ كُلِّ شيْءٍ. إبْرَامُه.

  وفي الحديث: «مَن عَقَدَ الجِزْيَةَ في عُنُقِه فقد بَرِيءَ مِمَّا جاءَ بِهِ رسولُ اللهِ ÷» عَقْدُ الجِزْيةِ كِنَايةٌ عن تَقرِيرها على نفْسِه، كَما تُعْقَدُ الذِّمَّةُ للكتابِيِّ عليها.

  واعتَقَدَ الشيْءُ⁣(⁣١): صَلُبَ واشْتَدَّ، ومنه: اعتَقَدَ بينَهما الإِخاءُ [إِذا]⁣(⁣٢) صَدَقَ وثَبَتَ.

  وتَعَقَّدَ الإِخاءُ: استَحْكَم، وتَعَقَّد الثَّرَى جَعُدَ.

  وثرًى عَقِدٌ، على النَّسَبِ: مُتَجَعِّدٌ.

  وعَقَدَ الشَّحْمُ يَعُقِدُ: انْبَنَى وظَهَرَ.

  والعَقَدُ محرّكَةً: تَرطُّبُ الرَّمْلِ من كَثْرةِ المَطَرِ.

  ولَئيمٌ أَعْقَدُ: عَسِرُ الخُلُقِ ليس بِسَهْلٍ.

  والعَقَدُ في الأَسْنانِ⁣(⁣٣) كالقادِح.

  وناقَةٌ مَعْقُودَةُ القَرَا: مُوَثَّقَةُ⁣(⁣٤) الظَّهْرِ.

  والعُقْدة: بَقِيَّةُ المَرْعَى، والجمع: عُقَدٌ وعِقادٌ.

  واعتَقد كذا بِقَلْبِه.

  وعُقِدَت السِّباعُ، يعنِي مُنِعَتْ أَن تَضُرَّ البهائِمَ، أَي عُولِجَت بالأُخَذِ⁣(⁣٥) والطِّلَّسْمَاتِ.


(١) في الأساس: واعتقد النوى: صَلُب.

(٢) زيادة عن الأساس.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «الإنسان».

(٤) في الأساس: وثيقة الظهر.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: بالأُخَذ بضم ففتح جمع أُخذة بالضم وهي رقية كالسحر أو خرزة يؤخذ بها قاله المجد».