تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الفاء مع الدال المهملة

صفحة 160 - الجزء 5

  بغير هاءٍ الجَوْهَرَةُ النَّفِيسَةُ، كأَنَّهَا مُفْرَدَةٌ في نَوْعِها، كالفَرِيدَةِ، بالهَاءِ. والفَرِيدُ أَيضاً الدُّرُّ، إِذا نُظِمَ وفُصِّلَ بِغيرِه، وفَسَّر العِصَامُ الفَرِدَةَ بالدُّرَّةِ الثَّمِينَةِ التي تُحْفَظُ في ظَرْفٍ على حِدَةٍ، ولا تُخْلَطُ باللآلئِ، لِشَرَفِها.

  قال شيخُنَا: وهذه القُيُودُ تَفَقُّهاتٌ منه، على عَادَتِه.

  وبائِعُهَا، وصانِعُها: فَرَّادٌ.

  وقلا إِبراهِيمُ الحَرْبيّ: الفَرِيدُ جمْع لفَرِيدةٍ، وهي الشَّذْرُ من فِضَّةٍ كاللُّؤْلُؤ، وفَرائدُ الدُّرِّ: كبَارُها.

  والفَرِيد، أَيضاً المَحَالُ الّتي انفردَتْ فوَقَعَتْ بين آخِرِ المَحَالاتِ السِّتِّ الّتي تَلِي دَأْيَ العُنُقِ، وبينَ السِّتِّ الّتي بينَ العَجْبِ وبَيْن هذه، كالفَرَائِدِ، سُمِّيَتْ بِه لانفِرَادِهَا، وقيل: الفَرِيدَةُ: المَحَالَةُ الّتي تَخْرُج من الصَّهْوَةِ الّتي تَلِي المَعَاقِمَ، وإِنَّمَا دُعِيَتْ فَرِيدَةً لإِنَّهَا وَقَعَتْ بينَ فَقَارِ الظَّهْرِ ومَعَاقِمِ العَجُزِ⁣(⁣١)، والمَعَاقِمُ: مُلْتَقَى أَطْرَافِ العِظَامِ.

  والفُرْدُودُ، كسُرْسُورٍ، كما هو نصُّ التكملة، وفي بعض النُّسخ: الفُرُودُ: كَوَاكِبُ زاهِرةٌ، مُصْطَفَّةٌ خَلْفَ، وفي بعض النُّسخ: حَوْلَ الثُّرَيَّا، وهي النَّسَقُ أَيضاً، قاله ابنُ الأَعرابيِّ. ويقال: الفُرُودُ هذه نُجومٌ حولَ حَضَارِ⁣(⁣٢). أَحدِ المُحْلِفَيْنِ، أَنشَدَ ثَعْلَبٌ:

  أَرَى نارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كأَنَّهَا ... حَضَارِ إِذا ما أَعْرَضَتْ وفُرُودُها

  كذا في اللسان.

  قلْت: وثانِي المُحْلِفَيْنِ الوَزْن، وهما كَوكَبانِ يَطْلُعانِ قَبْلَ سُهَيْلٍ، تقول العرب: حَضَارِ والوَزْنُ مُحْلِفَان⁣(⁣٣) وذلك أَنَّهما يَطْلُعان قَبْلَه، فيَظنُّ النَّاسُ بكلِّ واحدٍ منهما أَنَّه سُهَيْلٌ، فيتَحالفون على ذلك. وفي كتاب «أَنواء العرب»: ويكونُ مع حَضارِ كواكِبُ صِغارٌ، يقالُ لها: الفُرُودُ، سُمِّيَتْ بذلك لانفِرادِهَا عنه من جانب. وذَهَبٌ مُفَرَّدٌ كمُعَظَّمٍ مُفَصَّلٌ بالفَرِيدِ. ومن سَجَعَاتِ الأَساس: كَم في تَفَاصِيلِ المُبَرَّد، مِن تَفْصِيلٍ فَرِيدٍ ومُفْرَّد.

  والفِرِنْدَادُ⁣(⁣٤) بالكسر: شَجَرٌ قاله ابنُ سيده و: ع به قَبْرُ ذي الرُّمَّةِ الشاعرِ المشهورِ. وقيل: رَمْلَةٌ مُشْرِفَةٌ في بلادِ بَنِي تَمِيمٍ، ويزعُمون أَنَّ قَبر ذي الرُّمَّة في ذِرْوَتِهَا قال ذو الرُّمَّة:

  ويافِعٌ من فِرِنْدَادَيْنِ مَلْمُومُ

  ثَنَّاه ضرورةً.

  وفي التهذيب: فِرِنْدَادٌ: جَبَلٌ بناحيةِ الدَّهْنَاءِ، وبِحِذائِهِ جَبَلٌ آخَرُ، ويقال لهما معاً: الفِرِنْدَادَانِ. وأَنشدَ بيتَ ذي الرُّمة، ذكَره في الرُّباعيِّ.

  والفَوارِدُ مِن الإِبلِ: الَّتي لا تُشْبِهُهَا فُحُولٌ.

  ويقال: لَقِيتُه فَرْدَيْنِ، أَي لم يكن مَعَنَا أَحَدٌ، وعبارة اللسان لَقِيتُ زيداً فَرْدَيْنِ، إِذا لم يكن معكما أَحدٌ.

  والفَرْدَيْنِ، بصيغة التَّثْنِية: قناةٌ⁣(⁣٥).

  وزيادُ بنُ الفَرْدِ أَو ابنُ أَبِي الفَرْدِ، ويقال: القرْد، بالقاف: صَحابِيٌّ لم يَصِحَّ حَدِيثُه. كذا في معجم الصَّحَابَة.

  وَحفْصٌ الفَرْدُ المِصْرِيُّ، أَبو حفصٍ مِنَ الجَبْرِيَّةِ مشهورٌ، من المتكلِّمين. وكان قد تَلمذَ أَبا يُوسُفَ، وناظرَ الشافِعِيَّ.

  والفَرْدُ: اسم سَيْفِ عبدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ بن ثَعْلَبَةَ الأَنصاريّ، أَبي محمَّدٍ النّقيبِ البَدْريِّ، ¥.

  والفارِدُ من السُّكَّرِ: أَجْوَدُهُ وأَبْيَضُهُ.

  والفارِد جَبَلٌ بِنَجْدٍ، تقدَّمَ ذِكْره.

  والفُرَدَةُ، كَهُمَزَةٍ: مَن يَتْرُك الرُّفْقَة، ويَذْهَبُ وَحْدَه.

  والفُرْدَاتُ بضمّ الفاءِ وسكون الراءِ⁣(⁣٦) الآكامُ.

  ويقال: سَيْفٌ فَرْدٌ، بفتح فسكون، وَفَرِدٌ، ككَتِفٍ، وفَريدٌ كأَمِيرٍ، وفَرَدٌ، محرّكَة، وفَرْدَدٌ، كجعفرٍ، وفِرِنْدٌ،


(١) في التهذيب واللسان: «لأنها وقعت بين الفقار وبين محال الظهر ومعاقم العجز.» وبهامش اللسان: «فقار الظهر هي عين قوله محال الظهر فالأحسن حذف أحدهما كما صنع شارح القاموس».

(٢) عبارة اللسان: والفرود نجوم حول حضار، وحضار هذا نجم، وهو أحد المحلفين.

(٣) عن المطبوعة الكويتية، وبالأصل «مختلفان».

(٤) في معجم البلدان: فرانداذ.

(٥) في القاموس: «فتاة» وبهامشه عن نسخة أخرى «فتاة» كالأصل.

(٦) ضبطت في التكملة «الفُرَدَات» ضبط قلم.