تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الفاء مع الدال المهملة

صفحة 159 - الجزء 5

  وقولُهم جاءُوا فُرَاداً وفِرَاداً بالضّمّ والكسر مع التنوين، وفُرادَى كسُكَارَى، وفُرَادَ، كثُلاثَ ورُبَاعَ، وفَرَادَ، بالفتح، غَيْرَ منصرفَيْنِ، وفَرْدَى كسَكْرَى، أَي واحِداً بَعْدَ واحِدٍ، قال أَبو زَيْدٍ عن الكِلابِيِّين: جِئْتُمونا فُرَادى، وهم فُرَادٌ وأَزواجٌ، نَوَّنوا قال: وأَما قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى}⁣(⁣١) فإِنَّ الفَرَّاءَ قال: فُرَادَى جمْعٌ، قال: والعرب تقول: قَوْمٌ فُرَادَى، وفُرَادَ، فلا يُجْرُونها⁣(⁣٢)، شُبِّهَتْ بثُلَاثَ ورُبَاعَ، قال: والوَاحِدُ: فَرَدٌ، بالتحريك، وفَرِدٌ ككَتِفٍ، وفَرِيد، كأَمِير، وفَرْدَانُ كسَكْرَانَ، ولا يَجُوزُ فَرْدٌ في هذا المعنى، أَي بفتْح فسكون، قال الفرَّاءُ: وأَنشدني بعضُهم:

  تَرَى النُّعَرَاتِ الزُّرْقَ تَحْتَ لَبَانِهِ ... فُرَادَى وَمثنَى أَضْعَفَتْهَا صَوَاهِلُهْ⁣(⁣٣)

  وفي «بصائر ذوي التمييز» للمصنِّف: هو قَولُ تَمِيمِ بنِ أُبيِّ بن مُقْبل، يصف فرساً. ويروى أَيضاً: «أُحَادَ ومَثْنَى» ثم قال: وجاءَ فَرْدَى، مثال سَكْرَى، ومنه قِراءَة الأَعرجِ ونافِعٍ، وأَبي عَمْرٍو ولقد جِئْتُمُونا فَرْدَى.

  واستَفْرَد فُلاناً: انفَرَدَ بِهِ واستَفْرَد الشْيءَ: أَخرَجَهُ من بين أَصحابِهِ وأَفْرَدَه: جَعَلَهُ فَرْداً.

  وفي الأَساس: واستَفْردْته فحدَّثْته [بشُقورى]⁣(⁣٤) أَي وَجدتُه فرداً لا ثانِيَ مَعَه. ويقال: استَطْرَدَ للقَوْمِ⁣(⁣٥) فلمَّا استَفْرَدَ منهم رَجُلاً كَرَّ عليه فجَدَّلَهُ.

  وفَرْدٌ بفتح فسكون، وفِرْدٌ، بالكسر، وفُرْدٌ، بالضّمّ، وفَرْدَةُ، كتَمْرَة، وَفَرَدَى، كَجَمَزَى⁣(⁣٦)، وفارِدٌ، والفُرُداتُ، الأخِير بِضَمَّتَيْنِ، كُلّ ذلكَ أَسماءُ مواضع جاءَ ذِكْرُ آخرِهَا في قول عَمْرِو بنِ قَميئةَ⁣(⁣٧). وأَمَّا بِفَتْحٍ فسُكونٍ، فجَبَلٌ بَيْنَ جَبَلَيْن، يقال لهما: الفَرْدَانِ، وأَمَّا بكسر فسكون فمَوْضعٌ عِنْدَ بَطْنِ الإِيادِ، من بلاد يَرْبُوع بن حَنْظَلَة، ثَمَّ وَقْعَةٌ⁣(⁣٨). كذا في المعجم.

  وفَارِدٌ: جَبَل بَنَجْدٍ، وفَرْدَةُ: جَبَلٌ بالبادِيَةِ ورَمْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ، قال الراعي:

  إِلَى ضَوْءِ نارٍ بين فَرْدَةَ والرَّحَى⁣(⁣٩)

  وقيل: موضعٌ بينَ المدينةِ والشامِ انتهى إِليه زَيْدُ بنُ حارِثةَ لَمَّا بَعَثَه النّبيُّ ÷، لاعتراض عِيرِ قُرَيْش، ورُوِيَ قولُ عَبِيدٍ:

  فَفَرْدَةٌ فَقَفَا عِبِرٍّ ... ليس بها مِنْهُمُ عَرِيبُ

  وقد تقدم في: ع ر د.

  وقال لبيد:

  بِمَشارِقِ الجَبَلَيْنِ أَو بِمُحَجَّرٍ ... فَتَضَمَّنَتْهَا فَرْدَةٌ فرُخَامُها

  وفَرْدَةُ: جَبَلٌ آخَرُ لِطَيِّئٍ يقال له: فَرْدَةُ الشّموس.

  وفَرْدَة ماءٌ لِجَرْمٍ، وهُنَاكَ قبْرُ زيدِ الخَيْلِ، أَو هو بالقاف، وسيأَتي.

  وفي قول الشاعر:

  لَعَمْرِي لأَعْرَابِيَّةٌ في عَبَاءَةٍ ... تَحُلَّ الكَثِيبَ من سُوَيْقَةَ أَو فَرْدَا

  فقيل: إِنَّه مُرَخَّم من فَرْدَة، رخَّمه في غيرِ النداءِ اضطراراً.

  وقولُهم: فُلانٌ يُفَصِّل كلامَه تَفْصِيلَ الفَرِيدِ، الفَريدُ: الشَّذْرُ الذي يَفْصِلُ بين اللُّؤْلُؤِ والذَّهَبِ⁣(⁣١٠)، ويقال له: الجَاوَرْسَقُ، بلسان العَجَم، ج: فَرَائِدُ، وقيل: الفَرِيد،


(١) سورة الانعام الآية ٩٤.

(٢) أي يصرفونها.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أضعفتها، في التكملة: أصعقتها.

(٤) زيادة عن الأساس.

(٥) عن الاساس، وبالأصل: القوم.

(٦) في معجم البلدان: فَرْدَى، بسكون الراء.

(٧) يعني قوله كما ورد في اللسان:

نوازع للخال إن شمته ... على الفُرُدات يسحَ السِّجالا

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: تم وقعة، كذا في النسخ ولعله: كان ثم وقعة.

(٩) ديوانه ط: بيروت ص ١.

عجبتُ من السارين والريحُ قرّةٌ

(١٠) عبارة الأساس: وفلان يفصل كلامه تفصيل كلامه تفصيل الفريد وهو الدرّ الذي يفصل بين الذهب في القلادة المفصلّة، فالدرّ فيها فريد، والذهب مفرّد، والواحدة: فريدة، وقيل الفريد: الشذر، ويقال لبائعه: الفرّاد.