تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قفعد]:

صفحة 203 - الجزء 5

  قَفِدَ قَفَداً وهو أَقْفَدُ، وهو عَيْبٌ في الخَيْل، وزاد في الأَفْعَال: كالقُوَامِ⁣(⁣١) في الأَيْدِي. وقال ابنُ شُمَيْلٍ: القَفَدُ: يُبْسٌ يكون في رُسْغِه كأَنَّه يَطَأُ على مُقَدَّم سُنْبُكِه. والقَفَدُ أَيضاً: أَن يَلُفَّ عِمَامَتَهُ ولا يُسدِلُ عَذَبَتَه. وقال ثعلب: هو أَن يَعْتَمَّ عَلَى قَفْدِ رَأْسِهِ، ولم يُفَسِّر القَفْدَ. وكذا القَفْدَاءُ، وفي الأَفعال: وقَفِدَ الرَّجُلُ: تَعَمَّمَ القَفْدَاءَ، إِذا لم يَسْدُل ذُؤَابَةً⁣(⁣٢). وفي التهذيب: العِمَّة القَفْدَاءُ مَعروفةٌ، وهي غيرُ المَيْلاءِ. قال⁣(⁣٣): وكان مُصْعَب بنُ الزُّبير يَعْتَمُّ القَفْدَاءَ، وكان محمّد بن سَعْد بن أَبي وَقَّاصٍ الذي قَتَله الحَجّاجُ يَعْتَمُّ المَيْلَاءَ.

  والقَفَدَانَةُ، مُحَرَّكَةً: غِلافُ المُكْحُلَةِ يُتَّخَذُ مِن مَشَاوِبَ⁣(⁣٤) أَي يُتّخَذ مُخَطَّطاً بحُمْرَةٍ وخُضْرة وصُفْرة، وربّما اتُّخِذ من أَدِيمٍ.

  والقَفَدانَةُ والقَفَدانُ: خَرِيطَةٌ مِنْ أَدَمٍ تُتَّخَذ للعِطْرِ وغَيْرِه فارسيّ مُعَرَّب، وقال ابنُ دُرَيد: هي خَريطة العَطَّارِ. قال يَصِفُ شِقْشِقَةَ البَعِير:

  فِي جَوْنَةِ كَقَفَدانِ العَطَّارْ

  عَنَى بالجَوْنَة هاهنا الحَمراءَ.

  [قفعد]: القَفَعْدَدُ، كسَفَرْجَلٍ، أَهمله الجَوْهَريُّ، وفي الأَبْنِيَّةِ: هو القَصِيرُ، مثَّلَ به سيبويهِ وفسَّره السيرافيُّ، كذا في اللسان والتكملة.

  [قفند]: القَفَنَّدُ، كعَمَلَّسٍ، أَهمله الجوهريُّ. وقال الليثُ: هو الشَّدِيدُ الرأْسِ، كذا في التهذيب في الرباعيّ أَو العَظِيمُه، أَي الرأْسِ.

  والقَفَنْدَدُ، بقلب إِحدى النونين دالاً: العَظِيمُ الأَلْوَاحِ مِنَّا، أَي من الرِّجال، ج قَفَانِدُ، جمع تكسير، وقَفَنْدَدُونَ، جمع سلامة.

  [قلد]: قَلَدَ الماءَ في الحَوْضِ، واللَّبَنَ في السِّقَاءِ، والسَّمْنَ في النِّحْيِ، والشَّرَابَ في البَطْنِ، يَقْلِدُه، بالكسر، قَلْداً: جَمَعَه فيه، قال ابن الأَعْرابيّ: قَلَدْت اللَّبَنَ في السّقاءِ وقَرَيْتُه: جَمَعْتُه فيه، وعن أَبي زيد: قَلَدْتُ الماءَ في الحَوْض، وقَلَدْتُ اللَّبَنَ في السِّقَاءِ، أَقْلِده قَلْداً، إِذا قَدَحْتَ بِقَدَحِك مِن الماءِ ثم صَبَبْتَه في الحَوْضِ أَو في السِّقَاءِ.

  وقَلَدَ مِن الشَّرابِ في جَوْفِه، إِذا شَرِب منه، كذا في الأَفعال. وقلَدَ الشَّيْءَ على الشَّيْءِ: لَواهُ كإِدَارَة القُلْبِ علَى القُلْبِ مِن الحُلِيِّ. وكُلُّ مالُوِيَ على شيْءٍ فقد قُلِدَ. وقَلَدَ الحَبْلَ: فَتَلَه وعن ابن الأَعرابيّ: يقال للشيخ إِذا أَفْنَدَ قد قُلِّدَ⁣(⁣٥) حَبْلُه، أَي فُتِلَ فلا يُلْتَفتُ إِلى رَأْيِه. وكُلُّ قُوَّةٍ انْطَوَتْ مِن الحَبْلِ عَلَى قُوَّةٍ فهو قَلْدٌ. والجمع أَقْلادٌ وقُلُودٍ، قال ابنُ سِيده: حكاه أَبو حَنِيفَة فهو أَي الحبل قَلِيدٌ ومَقْلُودٌ.

  ويقال: قَلَدَت الحُمَّى فُلاناً: أَخذَتْه كُلَّ يَوْمٍ، تَقْلِدُه قَلْداً. وقَلَدَ الزَّرْعَ: سَقَاهُ، يَقْلِدُه قَلْداً، قال الأَزهريُّ: القَلْدُ المَصْدَرُ، والقِلْدُ الاسم، وسيأْتي. وقَلَدَ الحَدِيدَةَ: رَقَّقَهَا ولَوَاهَا على مِثْلِهَا أَو عَلَى شَيْءٍ، ومن ذلك سِوَارٌ مَقْلُودٌ، وهو ذو قُلْبَيْنِ مَلْوِيَّيْنِ.

  وسِوارٌ قَلْدٌ، بالفَتْحِ، أَي مَلْوِيٌّ.

  والإِقْلِيدُ - بالكسر، واعتمد الشُّهْرة فلم يَضْبِطه كما هو سَنَنُه المأْلوف، إِذ لا أَفعيل بالفتح، على الأَصح، قاله شيخُنَا، ثم رأَيت المَناوِيَّ قال في أَحكام الأَساس: وفَتح البابَ بالأَقْلِيد، بفتح الهمزة: المِفْتَاح، فليُنظَر -: بُرَةُ النَّاقَةِ⁣(⁣٦) يُلْوَى طَرفاها. والإِقْليد: المِفْتَاحُ، قاله أَبو الهَيْثَم، وقيل: الإِقْلِيد مُعَرَّب وأَصْلهُ كِلِيد. وفي حديث قَتْل ابنِ أَبي الحُقَيق: «فَقُمْتُ إِلى الأَقَالِيدِ فأَخَذْتُها» هِي جمْع إِقْلِيدٍ، وهي المَفَاتِيحُ، وقيل: الإِقليد يَمانِيَة، وقال اللِّحْيَانيُّ: هو المِفْتاحُ. ولم يَعْزُها إِلى اليمَن. وقال تُبَّع حينَ حَجَّ البيتَ:

  وأَقَمْنَا بِهِ مِنَ الدَّهْرِ سَبْتاً ... وجَعَلْنَا لِبَابِهِ إِقْلِيدَا


(١) قوله كالقوام بالضم، داء يأخذ في قوائم الشاة، كما في القاموس.

(٢) في الصحاح: القَفَدُ: جنس من العِمَّة. يقال: اعتمّ القَفْداء، إذا لم يسدل طرفها.

(٣) في اللسان: قال أبو عمرو: وكان مصعب ..

(٤) في اللسان: «مشارب» وفي التكملة: «مشادب» وكلاهما تحريف، والمشاوب غلاف القارورة.

(٥) هكذا ضبطت في التهذيب بتشديد اللام ضبط قلم.

(٦) البُرَةُ التي يشد فيها زمام الناقة لها إقليد، وهو طرفها يثنى على الطرف الآخر ويلوى ليًّا حتى يستمسك. (عن التهذيب) وسيرد بهذا المعنى قريباً.