تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قفد]:

صفحة 202 - الجزء 5

  تقول: قَعَدَ فُلانٌ يَشْتُمني، بمعنى طَفِقَ وجَعَل، وأَنشد لبعض بني عامر:

  لَا يُقْنِعُ الجَارِيَةَ الخِضَابُ ... وَلَا الوِشَاحَانِ ولا الجِلْبَابُ

  مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكَابُ ... وَيَقْعُدَ الأَيْرُ لَهُ لُعَابُ

  ورَحىً قاعِدَةٌ: يَطْحَن الطاحِنُ بها بالرَّائِدِ بِيَدِه.

  ومن المَجاز: ما تقَعَّدَه وما اقْتَعَده⁣(⁣١) إِلَّا لُؤْمُ عُنْصُرِه.

  ورجُلُ قُعْدُدَةٌ. جَبَانٌ.

  والمُقْعَنْدَدُ: موضِعُ القُعود. والنون زائدة قال:

  أَقْعَدَ حَتَّى لَمْ يَجِدْ مُقْعَنْدَدَا

  وقد أَقْعَدَ بالمكان وأُقْعِد.

  وورِثَ المال بالقُعْدَى، كبُشْرَى، أَي بالقُعْدُد.

  والقَعُود، كصَبور: أَربعَةُ كَواكِبَ خَلْفَ النَّسْرِ الطائِرِ تُسَمَّى الصَّلِيب. والقُعْدُد من الجَبَل: المُسْتَوِي أَعلاه.

  ويقال: اقْتَعَد فُلاناً عن السَّخَاءِ لُؤْمُ جِنْثِه، قال:

  فَازَ قِدْحُ الكَلْبِيِّ وَاقْتَعَدَتْ مَعْ ... زَاءَ عَنْ سَعْيهِ عُرُوقُ لَئِيمِ⁣(⁣٢)

  واقْتَعَدَ مَهْرِيًّا: جعلَه قَعُوداً له.

  وفي الحديث «نَهَى أَنْ يُقْعَد على القَبْر». قيل: أَرادَ القُعودَ للتَّخَلِّي والإِحْدَاثِ⁣(⁣٣)، أَو القُعودَ للإحْدادِ⁣(⁣٤)، أَو أَرادَ تَهْوِيلَ الأَمْرِ، لأَن في القُعُودِ عليه تَهاوُناً بالمَيت والمَوْتِ.

  وسَمَّوْا قِعْدَاناً، بالكسر.

  وأَخَذَه المُقِيمُ المُقْعِد.

  وهذا شَيءٌ يَقْعُدُ به عليك العَدُوُّ ويَقومُ.

  * ومما استدْرَكه شيخُنا:

  التَّقَعْدُدُ: التَّثَبُّتُ والتَّمَكُّن، استعمله القاضي عياضٌ في الشفاءِ، وأَقَرَّه شُرَّاحُه. والمُقَعَّد، كمُعَظَّم: ضَرْبٌ من البُرُود يُجْلَب مِن هَجَرَ.

  [قفد]: قَفَدَه، كضَرَبَه: صَفَع قَفَاه، وفي الأَفْعَال لابن القطّاع: ضَرَب رأْسَه بِبَاطِنِ، كَفِّه وفي حديث مُعَاويةَ «قال ابنُ المُثَنَّى: قُلْتُ لأُمَيَّةَ: ما حَطَأَنِي حَطْأَةً، فقال: قَفَدَنِي قَفْدَةً» القَفْدُ: صَفْعُ الرَّأْسِ ببَسطِ الكَفِّ مِن قِبَلِ القفا. وقَفَدَ قَفْداً عَمِلَ العَمَلَ، يقال: ما زِلْتُ أَقْفِدُكَ منذُ اليومِ. أَي أَعْمَل لك العَمَل، نقله الصاغانيّ.

  وفي الأَفْعَال لابن القطّاع: قَفِدَ، كفَرِح، كلُّ ذي عُنُقٍ قَفَداً: استَرْخَى عُنُقُه، ومنه الأَقْفَدُ وهو المُسْتَرْخِي العُنُقِ من الناس: والنِّعَامِ، أَو هو الغَلِيظُهُ أَي العُنُقِ. وقِيل: الأَقْفَد من الناس: مَنْ يَمْشِي على صُدُور قَدَمَيْهِ مِنْ قِبَلِ الأَصابعِ ولا تَبْلُغُ عَقِبَاهُ الأَرْضَ.

  وعَبْدٌ أَقْفَدُ: كَزُّ⁣(⁣٥) اليدَيْنِ والرِّجْلينِ القَصيرُ الأَصَابعِ، وقال الليث: الأَقْفَدُ من الرّجال: الذي في عَقِبِه استِرْخاءٌ من الناسِ، والظَّليمُ أَقْفَدُ، وامرأَة قَفْدَاءُ. والأَقْفَد من الرِّجال: الضَّعيف الرِّخْوُ المَفَاصِل.

  قَفِدَ كفَرِحَ قَفَداً. والقَفَدُ أَيضاً، أَي محركة: أَن يَمِيلَ خُفُّ البَعِيرِ مِن اليَدِ أَو الرِّجْل إِلى الجانبِ الإِنْسِيِّ، فإِن مالَ إِلى الوَحْشِيِّ فهو صَدَفٌ والبعير أَصْدَفُ، قال الراعي:

  مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ بِاللُّؤْمِ أَعْيُنُهمْ ... قُفْدِ الأَكُفِّ لِئَامٍ غَيْرِ صُيَّابِ⁣(⁣٦)

  وقيل: القَفَدُ: أَنْ يُخْلَقَ رَأْسُ الكَفِّ والقَدَمِ مائلاً إِلى الجانِب الوَحْشِيّ. هذا في البَهَائمِ. والقَفَدُ، محركَةً، فِينَا: أَنْ يُرَى مُقَدَّمُ رِجْلَيْهِ من مُؤَخَّرِهما منْ خَلْفٍ. أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:

  أُقَيْفِدُ حَفَّادٌ عليهِ عَبَاءَةٌ ... كَسَاهَا مَعَدَّيْهِ مُقَاتَلَةُ الدَّهْرِ

  والقَفَدُ في الإِبل: يُبْسُ الرِّجْلَيْنِ من خِلْقةٍ، وفي الخيل: ارتفاعٌ من العُجَايَةِ وإِليَةِ الحافِرِ، والقَفَد أَيضاً: انْتِصَابُ الرُّسْغِ وإِقْبَالُه على الحَافِرِ ولا يَكون ذلك إِلَّا في الرِّجْلِ،


(١) الأساس: وما أقعده. (٢) تقدم، أثناء المادة.

(٣) في النهاية: أراد القعود لقضاء الحاجة من الحدث.

(٤) في النهاية: أراد للإحداد والحزن، وهو أن يلازمه ولا يرجع عنه.

(٥) في القاموس: «والكَزُّ اليدَيْنِ».

(٦) ديوانه ص ١١ من أبيات يهجو بها جرير بن عطية، وقيل يهجو عدي بن الرقاع.