تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مذد]:

صفحة 252 - الجزء 5

  وقال الأَصمعيّ: أَرْضٌ مَرْدَاءُ وجَمْعُها مَرادَى⁣(⁣١) وهي رِمَالٌ مُنْبَطِحَة⁣(⁣٢) لا يُنْبَتُ فيها، ومنها قيل للغلامِ أَمْرَدُ، وقال الأَزهريُّ مثلَ قولِ ابن السِّكَّيت.

  ومن المَجاز: المَرْدَاءُ: المَرْأَةُ لا اسْتَ لَهَا، هكذا بالهمزة والسين المهملة والتاءِ المثنّاة الفوقيّة في نُسختنا، ويُؤَيّده أَيضاً قولُ الزمخشريِّ في الأَساس: وامرأَةٌ مَرْدَاءُ: لم يُخلَق لها اسْتٌ⁣(⁣٣). وهو تصحيف، والذي في اللسان والتكملة: وامرأَةٌ مَرْدَاءُ: لا إِسْبَ لهَا. بالبَاءِ الموحّدة. ثم قال: وهي شِعْرَتُها. وفي الحديث: «أَهْلُ الجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ».

  ومن المجاز: المَرْدَاءُ: الشَّجَرَةُ لا وَرَقَ عَلَيْهَا وغُصْنٌ أَمْرَدُ، كذلك، وقال أَبو حنيفة: شجَرةٌ مَرْدَاءُ: ذَهَبَ وَرَقُها أَجْمَعُ، وغُلامٌ أَمردُ بَيِّنُ المَرَدِ، بالتحريك، ولا يقال: جارِيَةٌ مَرْدَاءُ، ويقال: شَجَرَة مَرْدَاءُ، ولا يُقال غُضْنٌ أَمْرَدُ، وقال الكسائيُّ: شَجَرةٌ مَرداءُ، وغُصنٌ أَمْرَدُ: لا وَرَقَ عليهما.

  قلت: وإِنكارُ غُصن أَمْرَد رُوِي عن ابنِ الأَعرابيّ.

  ومَرْدَاءُ: ة بِنَابُلُسَ، ويُقْصَرُ⁣(⁣٤)، كما هو المشهور على الأَلْسِنة، خرج منها الفُقَهَاءُ والمُحَدِّثون، منهم العَلَّامة قاضي القُضَاةِ جَمَالُ الدينِ يوسفُ بن محمّد بن عبد الله المَرْدَاوِيُّ الحَنْبَلِيُّ مُؤَلِّف الأَحكام، وأَبو عبد الله مُوسى بن محمّد بن أَبي بكْر بن سالمِ بن سَلْمَان المَرْدَاوِيّ الفقيهُ الحنبليُّ، مِن شيوخِ التَّقِيِّ السُّبْكيِّ، تُوفّيَ بِمَرْدَاءَ سنة ٧١٩، وكذلك أَبو بكر كان من المحدِّثين.

  ومُرَيْدَاءُ، مُصَغَّرَّا ممدوداً: ة بالبَحْرَينِ.

  والتَّمْرِيدُ في البِنَاءِ: التَّمْليِسُ والتَّسْوِيَةُ والتَّطْيِينُ.

  وبِنَاءٌ مُمَرَّدٌ، كمُعَظَّمٍ: مُطَوَّلٌ، وقال أَبُو عُبَيْدٍ: المُمَرَّد: بِنَاءٌ طَوِيلٌ. قال أَبو منصور: ومنه قوله تعالى {صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ}⁣(⁣٥) وقيل: المُمَرَّد: المُمَلَّس، ومنه الأَمْرَد، لِلِينِ خَدَّيْهِ، كذا في زوائد الأَمَالِي للقالي: والمارِدُ: المُرْتَفِعُ من الأَبْنِيَةِ. والمارِد: العَاتِي، وفي حديثِ العِرْيَاضِ «وكانَ صَاحِبُ خَيْبَرَ رَجُلاً مارِداً مُنْكَراً»، أَي عاتِياً⁣(⁣٦) شَديداً. وأَصله من مَرَدَةِ الجِنِّ والشياطينِ.

  ومارِدٌ: قُوَيْرَةٌ مُشْرِفَةٌ مِن أَطْرَافِ خَيَاشِيمِ الجَبَلِ المَعْرُوفِ بالعَارِض باليَمَامَةِ، وفي المَرَاصد: مارِدٌ: مَوْضِعٌ باليمامة.

  ومَارِدٌ: حِصْنٌ بِدُومَةِ الجَنْدَلِ، والأَبْلَقُ: حِصْنٌ بِتَيْمَاءَ كِلاهما بالشَّام، كذا في المحكم، وفي التهذيبِ: وهما حِصْنَانِ في بِلادِ العَربِ، قال المُفَضَّلُ: قَصَدَتْهُما الزَّبَّاءُ فعَجَزَتْ عن قِتَالِهِما فقالَتْ: «تَمَرَّدَ مَارِدٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ» وذَهَبَ مَثَلاً لِكُلِّ عَزِيزٍ مُمْتَنِعٍ، وهو مَجَازٌ، وأَورده المَيْدَانيُّ في مَجمَعِ الأَمثالِ وقال: مارِدٌ: حِصْنُ دُومَةِ الجَنْدَلِ، والأَبْلَقُ: حِصْنٌ للسَّمَوْأَلِ بن عَادِيَا، قيل: وُصِف بالأَبْلَق لأَنه بُنِيَ مِن حِجارةٍ مُخْتَلِفَة بأَرْضِ تَيْمَاءَ، وهما حِصْنانِ عَظِيمانِ قَصَدَتْهُمَا الزَّبَّاءُ مَلِكَةُ العَرَبِ فلم تَقْدِر عليهما فقالَتْ ذلك، فصارَ مَثَلاً لكُلِّ ما يَعِزُّ ويمْتَنِعُ على طالِبه، وقد أَعادَه المُصَنّف مرَّةً أُخرَى في بلق.

  والتَّمْرَادُ، بالكسر: بَيْتٌ صَغِيرٌ يُجْعَل في بَيْتِ الحَمَامِ بالتخفيف لِمَبْيَضِهِ، فإِذا نَسَقَه بَعْضاً فَوْقَ بَعْضٍ فهو التَّمَارِيدُ، وقد مَرَّدَه صاحِبُه تَمْرِيداً وتَمرَاداً⁣(⁣٧) بفتح التاءِ، والتَّمْرَاد، بالكسر الاسم.

  والمَرْدُ، بفتح فسكونٍ: الغَضُّ مِن ثَمَرِ الأَراكِ، أَو نَضِيجُه، وقيل: هَنَوَاتٌ منه حُمْرٌ ضَخْمَةٌ، أَنشد أبو حنيفةَ:

  كِنَانِيَّةٌ أَوْتَادُ أَطْنَابِ بَيْتِها ... أَراكٌ إِذا صَافَتْ بِه المَرْدُ شَقَّحَا

  الواحِدة مَرْدَةٌ. وفي التهذيب: البَرِيرُ: ثَمَرُ الأَراكِ، فالغَضُّ منه المَرْدُ، والنَّضِيجُ الكَبَاثُ.

  والمَرْدُ: السَّوْقُ الشديدُ، والمَرْدُ: دَفْعُ المَلَّاحِ السفينةَ بالمُرْدِيِّ⁣(⁣٨)، بالضمِّ اسم لِخَشَبَةٍ أُعِدَّت للدَّفْعِ، والفِعْل


(١) الأصل والتهذيب ومعجم البلدان، وفي اللسان: مرادٍ.

(٢) في التهذيب: متسطحة.

(٣) في الأساس: إسبُ.

(٤) في معجم البلدان: هذه لا يتلفظ بها إلا بالقصر.

(٥) سورة النمل الآية ٤٤.

(٦) بالأصل «عاتباً» وما أثبت يناسب سياق العبارة في اللسان.

(٧) ضبطت في التهذيب واللسان وبكسر التاء، ضبط قلم.

(٨) كذا في الأصل والقاموس واللسان والتكملة، وفي التهذيب: «بالمروي» بالواو تحريف.