تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الميم مع الدال المهملة

صفحة 267 - الجزء 5

  والمَيْدَانُ: شاعِرٌ فَقْعَسِيٌّ، في بني أَسَدِ بن خُزَيْمَةَ⁣(⁣١).

  والمُمْتَادُ، مُفْتَعِل، من مَادَهُم يَمِيدُهم، إِذا أَعطاهم، وهو المُسْتَعْطِي. يقال: امتَادَهَ فَمَادَه، والمُمْتَادُ أَيضاً: المُسْتَعْطَى، وهو المسئول المطلوب منه العَطَاءُ المُتَفضِّل على الناسِ، قال رُؤبَة:

  تُهْدِي رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْدَادْ ... إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ المُمْتَادْ

  هكذا أَنشده الأَخْفَش، قاله الجوهريُّ، قال الصاغانيُّ والرِّوايةُ:

  نُهْدِي رُؤوسَ المُتْرَفِينَ الصُّدَّادْ⁣(⁣٢) ... مِنْ كُلِّ قَوْم قَبْلَ خَرْجِ النُّقَّادْ

  إِلَى أَميرِ المُؤْمِنين المُمْتَادْ

  وقولُ الجوهَرِيِّ مائدٌ في شعر أَبي ذُؤَيْب:

  يَمَانِيَةٍ أَحْيَا لَهَا مَظَّ مائِدٍ ... وآلَ قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ⁣(⁣٣)

  اسمُ جَبَلٍ، غَلَطٌ صَرِيحٌ، كما نَبَّهَ عليه ابنُ بَرِّيٍّ ونقله الصاغانيُّ في التكملة. والصَّوَابُ مَظّ مَأْبِد، بالباءِ المُوَحَّدةِ كمَنْزِلٍ⁣(⁣٤)، في اللُّغَة وفي البَيْتِ المذكورِ، ولا يخفَى أَنّ مثلَ هذا لا يُعَدُّ غَلَطاً، وإِنما هو تَصْحِيف، وهكذا قالَه الصاغانيُّ في التكملة أَيضاً، وقد تقدَّم الكلام عليه في م ب د.

  * ومما يستدرك عليه:

  مِدْتُه وأَمَدْتُه: أَعْطَيْتُه.

  وامْتَادَه: طَلَبَ أَن يَمِيدَه.

  ومَادَ. إِذا تَجِرَ.

  ومَادَ: أَفْضَلَ. ومَادَنِي فُلانٌ يَمِيدُني، إِذا أَحْسَن إِليَّ.

  وفي حديث عَلِيٍّ ¥ يَذُمُّ الدُّنيا «فَهِيَ الحَيُودُ المَيُودُ».

  فَعُولٌ من مَادَ إِذَا مَال. ومادَ مَيْداً: تَمَايَلَ، ومادَت الأَغصانُ: تَمَايَلَتْ. وغُصنٌ مائدٌ ومَيَّادٌ: ماثلٌ، وغُصونٌ مِيدٌ.

  قال الأَزهريُّ: ومن المقلوب: المَوائد والمَآوِد: الدَّوَاهِي، وقال ابنُ أَحْمَر:

  وَصَادَفَتْ ... نَعِيماً ومَيْدَاناً مِنَ العيشِ أَخْضَرَا

  قالوا: يَعْنِي ناعِماً، هكذا أَنشَده الجوهريُّ، قال الصاغانيُّ: وهو غَلَطٌ وتَحْرِيف، والرواية «أَغْيَدَا» والقَافِيَة دَالِيَّة وقَبْلَه⁣(⁣٥):

  أَنْ خَضَمَتْ رِيقَ الشَّبَابِ وصَادَفَتْ

  وَمَيْدٌ لُغة في بَيْدٍ بمعنى غَيْرٍ، وقيل: معناهما «عَلَى أَنَّ»، وفي الحديث: «أَنَا أَفْصَحُ العَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِن قُرَيْش ونَشَأْتُ في بني سَعْدِ بن بَكْر» وفَسَّرَه بعضهم، من أَجلِ أَنِّي، وفي الحديث: «نَحْنُ الآخِرُونَ السابقونَ مَيْدَ أَنَّا أُوتِينَا الكِتَابَ مِنْ بَعْدِهم».

  ومن المَجاز: مادَت المرأَةُ، وماسَتْ وتَمَيَّدَت، وتَمَيَّسَتْ.

  ومادَتْ به الأَرْضُ: دَارَتْ. ورجلٌ مائِدٌ: يُدَارُ به.

  والمَطْعُون يَمِيدُ في الرُّمْحِ، كما في الأَساس.

  * واستَدْرَكَ شيخُنَا: مَيْدَان الخُلَفاءِ، وهو في المضافِ والمَنسوبِ للثعالبَيّ، وهو عند أَهل الأَخبار من عشرين إِلى أَربعٍ وعِشْرِينَ سَنَةَ، كأَنّه كِنَايَة عن اسم مُدَّةِ الخِلافة.


(١) واسمه الميدان بن صخر بن الكميت بن ثعلبة ... بن جحوان بن فقعس الأسدي شاعر إسلامي. عن معجم المرزباني.

(٢) وهي رواية مجموع أشعار العرب ١/ ٤٠.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «المظ: رمان البر، وقراس: جبل بارد مأخوذ من القرس وهو البرد، وآله: ما حوله، وهي أجبل باردة. وأرمية جمع رميٍّ وهي السحابة العظيمة القطر، ويروى: صوب أسقية. جمع سقيّ، وهي بمعنى أرمية، كذا في اللسان».

(٤) وهي رواية ديوان الهذليين ١/ ٤٢.

(٥) في التكملة: وقبل البيت:

أقاتلتي خنساء أن حلّ أهلها ... بترج وأن جرّت لفاعاً ومجسداً

وأن سفرت عن وجه أدماء باكرت ... بهرجاب مضحى من غزال ومرقدا

وأن خضمت ريق الشباب وصادفت ... ... .. [أغيدا]