تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع الدال المهملة

صفحة 271 - الجزء 5

  ومعنى يَثْمُدُه يُلِحُّ عليه فيُبْرِزُه، قال ابن بَرِّيّ: وأَنْجِدَة من الجُمُوع الشّاذَّة، كما تقدَّم.

  وأَنْجَدَ الرَّجلُ: أَتَى نَجْداً، أَو أَخَذَ في بلاد نَجْدٍ، وفي المثل «أَنْجَدَ مَنْ رَأَى حَضَناً» وقد تَقَدَّم.

  وأَنْجَدَ القَوْمُ من تِهَامَةَ إِلى نَجْد: ذَهَبُوا، قال جَرِيرٌ:

  يَا أُمَّ حَزْرَةَ مَا رَأَيْنَا مِثْلَكُمْ ... فِي المُنْجِدِينَ ولا بِغَوْرِ الغَائِرِ

  أَو أَنجَدَ: خَرَجَ إِليه، رواها ابنُ سِيدَه عن اللِّحْيَانيّ.

  وأَنجَدَ الرجلُ: عَرِقَ، كنَجِدَ، مثل فَرِحَ.

  وأَنْجَدَ: أَعَانَ، يقال: استَنْجَدَه فأَنْجَدَه: استَعانه فأَعَانَه، وكذلك اسْتَغَاثه فأَغاثَه، وأَنْجَدَه عليه، كذلك.

  وأَنْجَدَ الشيْءُ: ارْتَفَعَ، قال ابنُ سِيدَه: وعليه وَجَّهَ الفارِسِيُّ رِوايةَ مَنْ رَوَى قولَ الأَعشى:

  نَبِيٌّ يَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَذِكْرُهُ ... أَغَارَ لَعَمْرِي في البِلادِ وأَنْجَدَا

  فقال: أَغَارَ: ذَهَبَ في الأَرْض، وأَنْجَدَ: ارْتَفَعَ. قال: ولا يكون أَنْجَدَ في هذه الرِّواية أَخَذَ في نَجْدٍ، لأَن الأَخْذ في نَجْدٍ إِنما يُعادَلُ بالأَخْذ في الغَوْرِ، وذلك لتقابُلهِمَا، وليستْ أَغَارَ من الغَوْرِ، لأَن ذلك إِنما يُقَال فيه غَارَ، أَي أَتَى الغَوْرَ⁣(⁣١)، قال: وإِنما يكون التقابل في قَوْلِ جَرير:

  في المُنْجِدِينَ وَلَا بِغَوْرِ الغَائِرِ

  وأَنْجَدَت السماءُ: أَصْحَتْ، حكَاها الصاغانيُّ.

  وأَنْجَدَ الرجُلُ: قَرُبَ من أَهْلِه، حَكَاهَا ابنُ سِيدَه عن اللِّحْيَانيِّ.

  وأَنْجَدَ فُلانٌ الدَّعْوَةَ: أَجَابَها، كذا في المحكم.

  والنَّجُودُ، كصبور، من الإِبل والأُتُنِ: الطَّويلةُ العُنُقِ، أَو هي من الأُتُن خاصَّةً: التي لا تَحْمِلُ قال شَمِرٌ: هذا مُنْكَر، والصواب ما رُوِيَ في الأجناس⁣(⁣٢): النَّجُودُ: الطويلةُ من الحُمُرِ، ورُويَ عن الأَصمعيّ: أُخِذَت النَّجُودُ من النَّجْدِ، أَي هي مُرْتَفعة عظيمةٌ، ويقال: هي النَّاقَةُ الماضيَةُ، قال أَبو ذُؤَيْب:

  فَرَمَى فَأَنْفَذَ مِنْ نَجُودٍ عَائِطٍ⁣(⁣٣)

  قال شَمِرٌ: وهذا التفسيرُ في النَّجودِ صَحِيحٌ. والذي رُوِيَ في باب حُمُرِ الوَحْشِ وَهَمٌ، وقيل: النَّجُود: المُتَقَدِّمةُ، وفي الرَّوْض: النَّجُودُ من الإِبل: القَوِيَّةُ، نقلَه شيخُنَا، وقيل: هي الطَّويلة المُشْرِفَة، والجمع نُجُدٌ. والنَّجُود من الإِبل: المِغْزَارُ، وقيل: هي الشَّدِيدَة النَّفْسِ، وقيل: النَّجُود من الإِبل: التي⁣(⁣٤) لا تَبْرُكُ إِلَّا على المَكَانِ المُرْتَفِعِ، نقله الصاغانيُّ. والنَّجْدُ: الطريقُ المرتفِعُ، وقيل: النَّجُود: التي تُنَاجِدُ الإِبِلَ فتَغْزُرُ إِذا غَزُرْنَ، وقد نَاجَدَتْ، إِذا غَزُرَتْ وكَثُرَ لَبنُها، والإِبل حينئذٍ بِكَاءٌ غَوَارِزُ⁣(⁣٥) وعبَّر الفارسيُّ عنها فقال: هي نحو المُمَانِح. والنَّجُودُ: المرأَةُ العَاقِلَةُ النَّبِيلة، قال: شَمِرٌ: أَغربُ ما جاءَ في النَّجُود ما جاءَ في حَدِيث الشُّورَى «وكانَت امْرَأَةً نَجُوداً» يريد: ذَاتَ رَأْي كأَنَّهَا التي تَجْهَد رَأْيَها في الأُمورِ، يقال نَجَدَ نَجْداً، أَي جَهَدَ جَهْداً. وزاد السُّهيليّ في الرَّوض: وهي المَكْرُوبة، ج نُجُدٌ، ككُتُب.

  وأَبو بكر عاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُودِ ابنُ بَهْدَلَةَ وهي أَي بَهدَلَة اسم أُمّه، وقيل: إِنه لَقَبُ أَبيه، وقد أَعادَه المُصنِّف في اللام قارِيءٌ صَدُوقٌ، له أَوْهَامٌ، حُجَّةٌ في القِرَاءَة، وحَديثه في الصَّحيحينِ، وهو من موالِي بني أَسَدٍ، مات سنة ١٢٨.

  والنَّجْدَة، بالفتح: القِتَالُ والشَّجَاعَةُ، قال شيخُنَا: قَضِيَّتُه تَرَادُفُ النَّجْدَةِ والشَّجَاعَةِ، وأَنهما بمعنىً واحدٍ، وهو الذي صَرَّح به الجوهريُّ والفيُّوميُّ وغيرُهما من أَهْلِ الغَرِيبِ، ومَشَى عليه أَكثرُ شُرَّاحِ الشَّفاءِ، وجزمَ الشهابُ في شرْحه


(١) عن اللسان، وبالأصل «الغرر» تحريف.

(٢) التهذيب: ما رواه أبو عبيد عنه في أبواب الأجناس.

(٣) ديوان الهذليين والتكملة وعجزه:

سهماً فخرّ وريشه متصمِّعُ

قوله عائط، في اللسان (عوط): إذا لم تحمل الناقة أول سنة يطرقها الفحل فهي عائط وحائل، فإذا لم تحمل السنة المقبلة أيضاً فهي عائط. وقال الليث: يقال للناقة التي لم تحمل سنوات من غير عقر قد اعتاطت.

(٤) في التهذيب والتكملة: التي تبرك على المكان المرتفع.

(٥) عن اللسان وبالأصل «غرازر».