تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقد]:

صفحة 283 - الجزء 5

  النَّظرِ لئلَّا يُفْطَنَ له، وزاد في الأَساس: كأَنَّما شُبِّه بنظَرِ الناقِدِ إِلى ما يَنْقُدُه.

  والنَّقْدُ: لَدْغُ الحَيَّةِ، وقد نَقَدَتْه الحيَّةُ، إِذا لَدَغَتْه.

  والنُّقْدُ بالكسر: البطِيءُ الشَّبَابِ القليلُ اللَّحْمِ وفي بعض الأُمهات «الجسْم» بدل «الَّلحم» ويُضَمُّ في هذه.

  والنّقدُ بضمتين وبالتحريك: ضَرْبٌ من الشَّجرِ، التحريكُ عن اللِّحْيانيّ، وقال الأَزهرِيُّ: وبتحريك القافِ أَكْثَرُ ما سمعتُ من العرب⁣(⁣١)، وقال: هو ثَمرُ نَبْتٍ يُشبِه البَهْرَمانَ واحِدَتُه بهاءٍ، نَقَدَةٌ ونَقَدٌ، وقال أَبو حنيفة: النُّقْدةُ بالضمّ فيما ذَكر أَبو عمرو من الخُوصَةَ، ونَوْرُها يُشْبِه البَهْرَمَان، وهو العُصْفُر، ويروى النُّقْدُ بضمّ فسكونٍ، وأَنشد لِلْخُضْرِيّ⁣(⁣٢) في وَصْفِ القَطاةِ وفَرْخَيْها⁣(⁣٣):

  يمُدَّانِ أَشْداقاً إِلَيْها كَأَنَّما ... تَفَرَّقَ عنْ نُوَّارِ نُقْدٍ مُثَقَّبِ

  وفي المثل: «هو أَذَلُّ مِنَ النَّقَدِ»، وهو بالتَّحْرِيك: جِنْسٌ من الغَنَم قَصِيرُ⁣(⁣٤) الأَرْجُلِ قَبِيحُ الشَّكْلِ⁣(⁣٤) يكون بالبَحْرَيْن، وأَنشدوا:

  رُبَّ عدِيمٍ أَعزُّ مِنْ أَسَدِ ... ورُبَّ مُثْرِ أَذَلُّ مِنْ نَقَدِ

  الذكَر والأُنثى في ذلك سواءٌ، وقيل: النَّقَدُ: غَنَمٌ صِغارٌ حِجَازِيَّة، وفي حديث علِيٍّ «أَنَّ مُكَاتَباً لِبَنِي أَسدٍ قال: جِئْتُ بِنَقَد أَجْلُبُه إِلى المدِينة» وراعِيه نَقَّادٌ. ومنه حديث خُزَيْمَةَ: «وعاد النِّقَاد⁣(⁣٥) مُجْرَنْثِما». وقال أَبو زُبَيْد:

  كَأَنَّ أَثْوابَ نَقَّادٍ قُدِرْنَ لَهُ ... يَعْلُو بِخَمْلَتِها كَهْباءَ هُدَّابَا

  وفسّره ثَعْلَبٌ فقال: النَّقَّادُ: صاحِبُ مُسُوكِ النَّقَدِ، كأَنّه جعلَ عليه خَمْلَتَهُ. وقال الأَصمعيّ: أَجْوَدُ الصُّوفِ صُوفُ النَّقَدِ، ج نِقَادٌ ونِقَادَةٌ، بكسرِهِما، قال علْقَمةُ:

  والمالُ صُوفُ قَرَارٍ يَلْعبُونَ بِهِ ... علىَ نِقَادتِه وَافٍ ومجْلُومُ

  والنَّقَدُ: تَكَسُّرُ الضِّرْسِ وكذلك القَرْن، وائْتِكَالُه، وفي بعض النُّسخ: انْتِكَاله، بالنون، والأُولَى الصوَابُ، ونَقِدَ الضِّرْسُ والقَرْنُ نَقَداً فهو نَقِدٌ ائْتَكَلَ وتَكَسَّر، وفي التهذيب: النَّقَدُ أَكَلُ الضِّرْسِ، ويكون في القَرْنِ أَيضاً، قال الهذليُّ:

  عَاضَهَا اللهُ غُلَاماً بَعْدَ مَا ... شَابَتِ الأَصْدَاغُ والضِّرْسُ نَقِدْ

  ويروى بالكسر أَيضاً، وقال صَخْرُ الغَيِّ:

  تَيْسُ تُيُوسٍ إِذَا يُنَاطِحُهَا ... يَأْلَمُ قَرْناً أُرْومُه نَقِدُ⁣(⁣٦)

  أَي أَصلُه مُؤْتَكِلٌ.

  والنَّقَدُ: تَقَشُّرُ الحَافِرِ وَتَأَكُّلُه، وقد نَقِدَ الحافِرُ، إِذا انْتَقَرَ وتَقَشَّر.

  والنَّقَدُ من الصِّبْيَانِ: القَمِيءُ الذي لا يَكادُ يَشِبُّ، وفي اللسان: ورُبَّمَا قيل له ذلك.

  وأَنْقَدُ، كأَحْمَدَ، وبإِعجام الدال وقد تَدْخُل عليه أَل للتعريف: القُنْفُذُ، قال:

  فَبَاتَ يُقَاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دَائِباً ... وَيَحْدُرُ بِالقُفِّ اخْتِلافَ العُجَاهِنِ

  وقال الجوهريُّ والزمخشريُّ والميدانيُّ: «إِن أَنْقَدَ لا تَدْخُله الأَلف واللام، وهو⁣(⁣٧) معرفة، كما قيل للأَسد أُسَامة، ومنه المثَلُ بَاتَ فلانٌ بِلَيْلِ⁣(⁣٨) أَنْقَدَ» إِذا باتَ ساهِراً، وذلك لأَنَّه يَسْرِي لَيْلَه أَجْمَعَ لا يَنامُ الليْلَ كُلَّه ويقال: «أَسْرَى مِنْ أَنْقَدَ» ومن سجَعات الأَساس: إِن جَعَلْتُم لَيَلَتَكم ليلَةَ أَنْقَد، فَقَدْ وَصَلْتُم وكَأَنْ قَد.

  وعن ابن الأَعرابيّ: التِّقْدَة: الكُزْبِرَة، بالتَّاءِ، والنِّقْدَةُ، بالكَسْر: الكَرَوْيَا، بالنون.

  والأَنْقَدُ، بالفتح، والإِنْقِدَانُ، بالكسر: السُّلَحْفَاةُ، وقيّدَه


(١) التهذيب: ولم أسمعه من العرب إلا نقداً محرك القاف.

(٢) عن اللسان، وبالأصل «وأنشد الحصري». وبهامش المطبوعة الكويتية: «والمراد والله أعلم الحكم الخضري الشاعر».

(٣) عن اللسان، وبالأصل «وفرختها».

(٤) الصحاح واللسان: قصار الأرجل، قباح الوجوه.

(٥) ضبطت عن النهاية. والنِّقَاد جمع نَقَد، بمعنى صغار الغنم.

(٦) ضبطت «نَقِدُ» عن التهذيب.

(٧) عن اللسان، وفي الأصل «وهي».

(٨) اللسان: «بليلةِ أنَقَدَ» ومثله في التهذيب، وفي الصحاح فكالأصل.