[ووددته]
  بمعنى فاعِلٍ، أَي يُحِبُّ عِبَادَه الصالحينَ، بمعنَى يَرْضَى عنهم.
  والمَوَدِّ(١) ضُبِط بالكسر كاسم الآلة، وبالفَتْح كاسْمِ المَصْدَر، قال شيخُنَا، وكلاهما يَحْتَاجُ إِلى تَأْوِيل: وفي اللسان: يقال رَجُلٌ وُدٌّ ومِوَدٌّ(٢) ووَدُودٌ، والأُنثَى وَدُودٌ أَيضاً، والوَدُودُ: المُحِبُّ. والوُدُّ بالضمّ أَيضاً: المُحِبُّونَ، يقال: قَومٌ وُدٌّ، فهو مَصدرٌ يُرادُ به الجَمْع، كما يُرَادُ به المُفْرَد، كالأَوِدَّةِ، جمع وَدِيدٍ، كالأَعِزَّةِ جَمع غَزِيزٍ، والأَوِدَّاءِ كذلك جَمْعُ وَدِيدٍ، كالأَحِبَّاءِ جمع حَبِيبٍ، والأَوْدَادِ، بدَالَيْنِ جمع وِدٍّ، بالكسر، كحِبِّ وأَحْبَابٍ، والوَدِيدِ، هكذا في سائر النُّسخ، واستعمالُه في الجَمْعِ غيرُ معروفٍ، وأَنكرَهُ شيخُنَا كذلك، وقال: فَيَحْتَاج إِلى ثَبتٍ.
  قلْت: والذي في اللسان وغيرِه من دواوين اللُّغَةِ المَوْثُوقِ بها وِدَادٌ، بالكسر، قَوْمٌ وُدُّ، ووِدَادٌ، وأَوِدَّاءُ فهو كجُلٍّ وجِلَالٍ، وأَما الوَدِيدُ فلم يَذْكُره أَحَدٌ، ولعلَّه سَبْقُ قَلَمٍ من الكاتِب، والأَوُدِّ، بكسر الواو وضَمِّها معاً، أَي مع فتح الهمزة كقُفْلٍ وأَقْفُلٍ وقيل ذِئْبٌ وأَذْؤْبٍ(٣)، قال النابغة:
  إِنّي كَأَنِّي أَرَى النُّعْمَانَ خَبَّرَهُ ... بعْضُ الأَوُدِّ حَدِيثاً غَيْرَ مَكْذُوبِ
  قال أَبو منصور: وذهبَ أَبو عُثْمَانَ إِلى أَنَّ أَوُدّاً جَمْعٌ دَلَّ على واحِدِه، أَي أَنه لا وَاحِدَ له، قال: ورواه بعضُهم: بَعْضُ الأَوَدِّ، بفتح الواو، يريد: الذي هو أَشَدُّ وُدّاً، قال أَبو عَلِيٍّ: أَراد الأَوَدِّينَ: الجَمَاعَةَ.
  * وبقي على المصنف: وُدَدَاءُ، كعُلَمَاءَ، قال الجوهريُّ: رِجَالٌ وُدَدَاءُ، يَسْتَوِي فيه المُذَكَّر والمُؤَنّث لكونِه وَصْفاً داخِلاً على وَصْفِ المُبَالَغَةِ، وقال القَزَّارُ: ورجُلٌ وَادٌّ، وقومٌ وِدَادٌ.
  ووَدٌّ، بالفتح: صَنَمٌ، ويُضَمُّ، كان لِقَوْمِ نُوحٍ، ثم صارَ لِكَلْبٍ(٤)، وكان بِدُومَةِ الجَنْدَلِ، وكان لِقُرَيْشٍ صَنَمٌ يَدْعُونه وُدّاً، ومنهم من يهمز فيقول أُدٌّ، ومنه سُمِّيَ: عَبْدُ وُدٍّ ومنه سُمِّيَ أُدُّ بنُ طابخَةَ.
  وأُدَدُ جَدُّ مَعَدِّ بن عَدْنَانَ، وقال الفَرَّاءُ: قَرَأَ أَهْلُ المَدِينَة: وَلَا تَذَرُنَّ وُدّاً(٥) بضمّ الواو، قال أَبو منصور: وأَكثَرُ القُرَّاءِ قَرَؤُوا «وَدًّا»، بالفتح، منهم أَبو عمرٍو وابنُ كَثِير وابنُ عامِرٍ وحَمْزَةُ والكسائيُّ وعاصِمٌ ويَعْقُوبٌ الحَضْرَمِيُّ، وقرأَ نافِعٌ «وُدّاً» بضمّ الواو، وفي المحكم ووَدٌّ ووُدُّ: صَنَمٌ، وحَكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ مفتوحاً لا غيرُ، وقالوا: عبْدُ وُدٍّ يَعْنُونَه به وفي التهذيب: الوَدُّ، بالفتح: الصَّنَمُ وأَنْشَدَ:
  بِوَدِّكِ ما قَوْمِي عَلَى مَا تَرَكْتِهُم ... سُلَيْمَى إِذَا هَبَّتْ شَمَالٌ ورِيحُها(٦)
  أَرَادَ: بِحَقٍّ صَنَمِكِ عليك. ومن ضَمَّ أَراد: بِالمَوَدَّةِ بيني وبينك.
  والوَدُّ: الوَتِدُ بلُغَة تَميم، فإِذا زَادُوا الياءَ قالوا وَتِيدٌ، قال ابنُ سِيدَه: زَعَمَ ابنُ دُرَيدٍ أَنَّها لُغَة تَمِيمِيَّة، قال: لا أَدْرِي هل أَراد أَنه لا يُغَيِّرُها هذا التَّغْيِيرَ إِلَّا بَنُو تَمِيم، أَم هي لُغَةٌ لِتَمِيم غيرُ مُغَيَّرَةٍ عن وَتِدٍ. وفي الصّحاح: الوَدُّ، بالفتح: الوَتِدُ في لغةِ أَهْل نَجْدٍ، كأَنهم سَكَّنُوا التَّاءَ فَأَدْغَمُوهَا في الدّال.
  والوَدّ: اسم جَبَل، وبه فسر قَول امرىٌ القَيْس:
  تُظْهِرُ الوَدَّ إِذَا مَا أَشْجَذَتْ ... وَتُوَارِيهِ إِذَا مَا تَعْتَكِرْ(٧)
  قال ابنُ دُرَيْد: هو اسمُ جَبَلٍ، وقال ياقوت: قُرْبَ جُفَافِ الثَّعْلَبِيَّة.
  ووَدَّانُ، بالفتح، كأَنَّه فَعْلَان من الودّ: ة جامِعَةٌ قُرْبَ الأَبْوَاءِ والجُحْفَةِ من نواحِي الفُرْعِ، بينها وبين هَرْشَى ستَّةُ أمْيَالٍ وبينها وبين الأَبواءِ نحْوٌ من ثمانيةِ أَميالٍ، وهي لضَمْرَةَ وغِفَارٍ وكِنَانَةَ وقد أَكثرَ نُصَيْبٌ مِن ذِكْرِهَا في شعرِه، فقال:
  أَقُولُ لِرَكْبٍ قَافِلِينَ عَشِيَّةً ... قَفَا ذَاتِ أَوْشَالٍ ومَوْلَاكَ قَارِبُ
(١) ضبط القاموس بفتح الميم.
(٢) وأشار بهامش اللسان إلى عبارة الشارح.
(٣) انظر الصحاح.
(٤) الصحاح: لكلاب.
(٥) سورة نوح الآية ٢٣.
(٦) معناه: أي شيء وجدت من قومي يا سليمى على تركك إياهم. إني قد رضيت بقولك وإن كنت تاركة لهم فاصدقي وقولي الحق.
(٧) ويروى «تشتكر» يقال اعتكر المطر إذا اشتد، واعتكرت: إذا جاءت بالغبار. وأشجذت: كفت وأقلعت.