تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وطد]:

صفحة 316 - الجزء 5

  عَليهم، وفي البصائر: هَمَزَهَا أَبو عَمْرٍو وحَمْزَةُ وخَلَفٌ وَحَفْصٌ واختلف على يَعقُوب، والبَاقُون بغير هَمْزٍ.

  ووَصَدَ، كوَعَد: ثَبَتَ، وفي النوادر: وَصَدْت بالمكانِ أَصِدُ، ووَتَدْتُ أَتِدُ، إِذا ثَبَتُّ، ويقال: وَصَدَ الشيءُ: وَصَبَ⁣(⁣١)، أَي ثَبَتَ، فهو واصِدٌ ووَاصِبٌ، ومثْلهُ الصَّيْهَدُ والصَّيْهَبُ للحَرِّ الشديدِ، وَوَصَدَ بالمكان: أَقَامَ. وهو مأْخوذٌ من عِبَارَة النوادِرِ، مِثْل وَطَدَ.

  والتَّوْصِيدُ: التَّحْذِيرُ، يقال وَصَّدَه، وأَوْصَدَه، إِذا أَغْرَاهُ وحَذَّرَه.

  * ومما يستدرك عليه:

  الوَصْدَةُ مِن الرَّجُلِ: خُبْتَةُ⁣(⁣٢) سَرَاوِيلِه، وأَنشد يعقوب:

  ومُرْهَقٍ سَالَ إِمْتَاعاً بِوَصْدَتِهِ⁣(⁣٣) ... لَمْ يَسْتَعِنْ وَحَوَامِي المَوْتِ تَغْشَاهُ

  فسّرَه ابنُ سِيدَه بما تقدَّم وقال: مَعْنَى لم يَسْتَعِن، أَي لَمْ يَحْلِقْ عَانَتُه.

  [وطد]: وَطَدَ الشيْءَ يَطِدُه وَطْداً، بفتح فسكون، وطِدَةً، كعِدَةٍ، فهو وَطِيدٌ ومَوْطُودٌ: أَثْبَتَه وثَقَّلَه، كوَطَّدَه تَوْطِيداً، فتَوَطَّدَ: ثَبَتَ، وقال يَصِفُ قَوْماً بكثْرَةِ العَدَدِ:

  وَهُمْ يَطِدُونَ الأَرْضَ لَوْلَاهُمُ ارْتَمَتْ ... بِمَنْ فَوْقَها مِنْ ذِي بَيَانٍ وأَعْجَمَا

  والواطِدُ: الثابِتُ: والطَّادِي مقْلُوبٌ منه، وسيأْتي، وأَنشد ابنُ دُرَيْد، قال: وأَحْسَبه لِكَذَّابِ بَنِي الحِرْمَازِ:

  وأُسُّ مَجْدٍ ثَابِتٌ وَطِيدُ ... نَالَ السَّمَاءَ دِرْعُهَا المَدِيدُ

  وقد اتَّطَدَ.

  ووَطَدَه إِليه: ضَمَّه، ومنه حَدِيث البَرَاءِ بن مالِك، قالَ يومَ اليَمَامَةِ لخالِدِ بن الوَلِيد: «طِدْنِي إِليك» أَي ضُمَّنِي إِليك واغْمِزْنِي. وعن أَبِي عَمْرٍو: الوَطْدُ: غَمْزُك الشيْءِ إِلى الشيْءِ وإِثْبَاتُك إِيَّاه. وبه فسّر حَدِيث ابنِ مَسعودٍ: «أَن زِيَادَ بنَ عَدِيٍّ أَتَاهَ فوَطَدَه إِلى الأَرْضِ. وكان رَجُلاً مَجْبُولاً⁣(⁣٤)، فقال عبدُ الله: اعْلُ عَنِّي. فقال: لا، حَتّى تُخْبِرَني مَتَى يَهْلِكُ الرجلُ وهو يَعْلَم، قال: إِذا كَانَ عليهِ إِمامٌ، إِن أَطاعَه أَكْفَرَه، وإِن عَصاه قَتَلَه» وقال ابنُ الأَثير: فوَطَدَه إِلى الأَرْضِ، أَي غَمَزَه فِيها، وأَثْبَتَه عليها، ومَنَعَه من الحَرَكَةِ.

  ومن المَجاز وَطَّدَ له عِنْدَه مَنْزِلَةً، إِذا مَهَّدَها كوَطَدَهَا، وَوَطَّدَ الأَرْضَ: رَدَمَها ودَاسَها لِتَصْلُبَ وتَشْتَدَّ.

  ووَطَدَ الشَّيْءُ: دَامَ وثَبَتَ، مثل وَصَدَ فهو واطِدٌ ووَاصِدٌ، ووَطَدَ الشيءُ وَطْداً: دَامَ ورَسَا. وقال الفراءُ: طَادَ، إِذا ثَبَتَ، ودَاطَ وَوَطَدَ، إِذا حَمُقَ، ووَطَدَ، إِذا سَارَ، ضِدُّ.

  وبين سَارَ ورَسَاجِنَاسٌ كما لا يَخْفي.

  ووَطَدَ لُغَةٌ في وَطِيءَ⁣(⁣٥) ومنه ما جاءَ في رِوَايَة: «اللهمَّ اشْدُدْ وَطْدَتَك عَلَى مُضَرَ» أَي وَطْأَتَك، قاله شُرَّاح البُخَارِيّ، ومنه ايضاً حَدِيثُ الغَارِ: «فَوَقَع الجَبَلُ عَلَى الكَهْفِ فأَوْطَدَه» أَي سَدَّه بِالهَدْمِ، قال ابنُ الأَثِير: هكَذَا رُوِيَ، وإِنما يقال: وَطَدَه، قال: ولعَلَّه لُغَةٌ، وقد رُوِيَ: فأَوْصَدَه، بالصاد، وقد تَقَدَّم.

  والمِيطَدَةُ، بالكسر: خشبَةُ يُوطَد بها أَسَاسُ بِنَاءٍ وغَيْرِه لِيَصْلُب، وقد وَطَدَه، إِذا ضَرَبَه بالمِيطَدَةِ، وقيل: هي خَشَبَةٌ يُمْسَك بها المِثْقَبُ، كما في اللسان.

  ومن المَجاز الوَطَائِدُ: أَثَافِيُّ القِدْرِ، كأَنَّه جَمْع وَطِيدَةٍ.

  والوطائِدُ، أَيضاً: قَوَاعِدُ البُنْيَانِ.

  والمُتَواطِدُ: الدائمُ الثابِتُ الذي بَعْضُه في إِثْرِ بَعْضٍ، كالواطِدِ والطَّادِي⁣(⁣٦). ومن المَجاز: المُتَوَاطِد: الشَّدِيدُ، عن أَبي عَمْرٍو.

  * ومما يستدرك عليه:


(١) في اللسان: وصد الشيء ووصب.

(٢) كذا بالأصل، وهو خطأ صوابه خبنة بالباء والنون، والخبنة معقد السراويل وحجزتها.

(٣) ويروى بأصدته.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: مجبولا، أي مجتمع الخلق كما في النهاية».

(٥) كذا في القاموس، وفي الأصل: «وطأ».

(٦) الطادي أراد به الواطد فأخر الواو وقلبها ياء، قلبت من فاعل إلى عالف.