(فصل الذال) المعجمة مع مثلها
  ج دَيَابُوذُ ودَيَابِيذُ، قال شيخَنا: والوَجْهَانِ في الجمعِ من مُرَاعَاةِ لُغَةِ الفُرْسِ، لأَنه يُوجَد مثلُه في كلامِ العَربِ ورُبَّمَا عُرِّبَ بِدالٍ مُهمَلة، أَي نَطقَتْ به العَرَبُ كذلك، قاله شيخُنَا.
  [دوذ]: الدَّاذِيُّ: شَرابُ الفُسَّاقِ، وهو الخَمْرُ، وهو على صِيغَة المَنْسوبِ، وليس بِنسَبٍ، كالذي يأْتي بَعدَه، ولم يُنَبّه عليه.
  [دينباذ]: ونَبْذُ الدِّينَبَاذ بفتح فسكون وكسرِ الدال المهملة وسكون التحتِية وفتح النون ثم المُوحَّدة وآخره ذال: ع باليَمَنِ كَثِيرُ الجَوْزِ(١).
(فصل الذال) المعجمة مع مثلها
  [ذوذ]: الذَّاذِيُّ(٢): نَبْتٌ، وقيل: شيءٌ له عُنْقُودٌ مُسْتَطِيلٌ(٣) وحَبُّه على شَكْلِ حَبِّ الشعيرِ يُوضَع منه مِقْدَارُ رطْلٍ في الفَرَقِ فَتَعْبَقُ رَائِحَتُه ويَجُود إِسْكَارُه، قال:
  شَرِبْنَا مِنَ الذّاذِيّ حَتَّى كَأَنَّنَا ... مُلُوكٌ لَنَا بَرُّ العِرَاقَيْنِ والبَحْرُ
  قلت: ولذا حَكم الحُذَّاق باتّحاده مع الذي قَبْلَه، وكُلٌّ منهما غيرُ عربِيّ ولا مَعْرُوف. وقد جَاءَ عَلَى صِيغة النَّسَب، وليس بِنَسَبٍ، كالذي قَبْلَه، ويقال هذا أَيضاً في الخرْداذِيّ الذي تَقَدَّمَ.
(فصل الراءِ) مع الذال المعجمة
  [ربذ]: الرَّبَذَةُ، بالتحريك: الصُّوفَةُ يُهنَأْ بها البَعيرُ، أَي يُطلَى بالهِنَاءِ، وهو القَطِرَانُ، وقال غيرُه: الرَّبَذَةُ: هي الخِرْقَةُ التي تُطْلَى بها الإِبلُ الجَرْبَى، ونقل الأَزهَرِيُّ عن الكسائيِّ: وهي الخِرْقَةُ التي يُهْنَأُ بها الجُرْبُ(٤)، وهي لغةٌ تَمِيمِيَّة، وهي الوَفِيعَةُ. والرَّبَذَة: خِرْقَةٌ يَجْلُو بها الصَّائِغُ الحَلْيَ، وهي الربنة(٥) أَيضاً، وسيأْتي. ويُكْسَر فيهما(٦) أَي في الخِرْقَةِ والصُّوفَة، وقد صَرَّح غيرُ واحدٍ من الأَئمّة أَن الكسر فيهما أَفصح من التحريك، قال شيخنا: وإِنَّما قَدَّم التحريكَ إِيثَاراً للاختصارِ في معانِيه.
  والرَّبَذَة: قَرْيَةٌ كانَتْ عامِرَةً في صَدْرِ الإِسلامِ، وهي عن المَدِينَة في جِهةَ الشرْقِ على طريقِ حَاجِّ العِراقِ على نحوِ ثلاثةِ أَيَّامٍ سُمِّيَتْ بِخِرْقَة الصَّائِغ، كما في المِصْبَاح، بها مَدْفَنُ أَبِي ذَرٍّ جُنْدَب بن جُنَادَةَ الغِفَارِيِّ وغيرِه من الصحابة، ¤، قُرْبَ المَدِينَةِ المُشرَّفَة، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلام. وفي المراصد تَبَعاً لأَصْلِه: الرَّبَذَة مِن قُرَى المَدِينَة، على ثلاثةِ أَيَّامٍ منْهَا قَرْيَةُ ذَاتِ عِرْقٍ على طَرِيق الحِجَازِ، إِذا رَحَلْت من فَيْدٍ تُرِيد مكَّة، بها قبرُ أَبي ذَرٍّ، خَرِبَتْ في سنة تسْعَ عَشرَةَ وثلاثمائة بالقَرَامِطَة.
  قال شيخنا: ويَقرُب منه قولُ عِياضٍ، فإِنه قال: بينها وبين المدينة ثلاثُ مَراحِلَ، قَريبَةٌ مِن ذاتِ عِرْقٍ. قلت: وفي كُتِب الأَنساب أَنها مَوْضِعٌ بين بغدادَ ومَكَّةَ، وفي كتابِ أَبي عُبَيْدٍ: من منازِلِ الحاجِّ بين السَّلِيلةِ والعَمْق. ومنْهُ، والصواب: منها، وتعبير القَرْيَةِ بالمَدْفَن يَقْتَضِي أَنّ اسم الرَّبَذَةِ مَحصورٌ فيه، وليس كذلك، كما عرفْت، أَبو عبد العزيز مُوسَى بن عُبَيْدَةَ بن نُشَيْطٍ الرَّبَذِيُّ، مَدَنيّ الدارِ، رَوَى عن محمَّد بن كَعْبٍ، ونافعٍ، وعنه الثَّوُرِيّ وشُعْبَةُ، ذكرَ ذلك ابنُ أَبي حاتِمٍ عن أَبيه. قال ابن مُعِين: لا يُحْتَجُّ بحديثه. وقال أَبو زُرْعَة: ليس بِقَوِيّ الحديثِ، وأَخَواهُ عبدُ الله ومُحَمَّدٌ، رَوَى عبدُ الله عن جابرٍ وعُقْبةَ بنِ عامرٍ، وعنه أَخوه مُوسَى، قتلَتْه الخَوَارِجُ بِقُدَيْد سنة ١٣٠، أَورده ابن الأَثير، وذكره ابنُ حِبّان في كِتاب الثِّقاتِ، وعبد الله بن سَبَدَانَ المَطْرُودِيِّ الرَّبَذِيُّ، عن أَبي ذَرٍّ وحُذَيفة، وعنه مَيمون بن مِهْرَان، وحَبيب بن مَرزوق. ومَطْرُودٌ: فَخِذٌ في بني سُلَيْم.
  والرَّبَذَة، مُحَركةً: عَذَبَةُ السَّوْطِ، قال النَّضْرُ: سَوْطٌ ذُو رُبَذٍ(٧)، وهي سُيُورٌ عِنْدَ مُقَدَّم جَلْزِ(٨) السَّوْطِ وسُئل ابنُ
(١) في معجم البلدان: من قرى مرو عند ريكنج عبدان.
(٢) ورد في اللسان (دوذ): الداذي بالدال المهملة.
(٣) في القاموس: طويل، وبهامشه عن نسخة أخرى: مستطيل كالأصل واللسان.
(٤) التهذيب: تُهنأ بها الجربى.
(٥) كذا، ولم نعثر بها.
(٦) في الصحاح: الرِّبْذة بالكسر وسكون الباء.
(٧) ضبطت عن التهذيب واللسان، وفي التكملة بكسر الراء.
(٨) في التهذيب: جلد.