(فصل الذال) المعجمة مع مثلها
  الأَعرابِيّ عن الرَّبَذَة اسمِ القَرْيَة فقال: الرَّبَذَة: الشِّدَّةُ(١) يقَال: كُنَّا في رِبْذَةٍ(٢) فانْحَلَّتْ عَنَّا. ومن المَجاز: الرِّبْذَة بالكَسْر: رَجُلٌ لا خَيْرَ فيه، هكذا قاله بعضهم، ولم يَذكر النّتْنَ، وقال اللِّحْيَانِيُّ: إِنما أَنْتَ رِبْذَة من الرِّبَذِ، أَي مُنْتِن لا خيرَ فيك، كذا في المحكم وفي التهذيب، الرِّبْذَة والثَّمْلَةَ والوَفِيعَةُ صِمَامُ(٣) القَارُورَةِ، قاله ابن الأَعرابيّ، والرِّبْذَة بالكسر ومُحَرَّكَةً: العِهْنَةُ تُعَلَّق في أُذُنِ الشاةِ أَو البَعِير والناقة، الأُولى عَن كراعَ، وإِليه الإِشارة بقوله وغَيْرِه. والرِّبْذَة: خِرْقَةُ الحَائِضِ قاله الليث، وفي الأَساس: وكأَنَّ عِرضَه رَبَذَةُ(٤) الهانِئ ورِبْذَةُ الحائِض، وهي الصُّوفَة والخِرْقَة، وتقول: لمَّا أَسْمَعَهم الحَقَّ نَبَذُوه كَما يَنْبِذُ الهانِئ الرِّبْذَةَ. والرِّبْذَة: كُلّ شيْءٍ قَذَر مُنْتِن، جَمْعُ الكُلِّ رِبَذٌ ورِبَاذٌ، كعِنَب وكِتَاب، هكذا هو مضبوط عندنا، وعبارة المحكم قبلَ سِياقِ هذه في جمْع الرَّبَذَة مُحَرّكَةً بمعنَى العِهْنة: رَبَذٌ. قلت: ومثلُه عبارة التهذيب نقلاً عن الفَرَّاءِ وابن الأَعرابيّ، قال ابنُ سِيده: وعندي أَنه اسمٌ للجمع كما حَكاه سِيبويهِ مِنْ حَلَقٍ في جَمْعٍ حَلْقَة.
  وفي الأَساس: وعَلَّق في أَعناقها المَرَابِذَ(٥)، وهي العُهُونُ المُعَلَّقة في إعناق الإِبل. قلْت: المَرَابِذُ كالمَحَاسِن جُمِعَ على غَيْرِ لَفْظهِ.
  والرَّبَذِيُّ، محرّكةً: الوَتَرُ يقال له ذلك وإِن لم يُصْنَع بالرَّبَذَةِ، عن أَبي حنيفة، قال: والأَصلُ ما عُمِلَ بها، وأَنشد لعُبَيْدِ بن أَيُّوب، وهو من لُصوص العرب:
  أَلَمْ تَرَنِي حَالَفْتُ صَفْرَاءَ نَبْعَةً ... لَهَا رَبَذِيٌّ لَمْ تُفَلَّلْ مَعَابِلُهْ
  والرَّبَذِيُّ: السَّوْطُ الأَصْبَحِيُّ.
  وفي المحكم الرَّبَذُ، بالتحريك خِفَّةُ اليَدِ(٦) والرِّجْل، في العَمَلِ والمَشْيِ. يقال: رَبِذَتْ يَدُه بالقِدَاح كفَرِحَ، أَي خَفَّتْ، وإِنه لَرَبِذٌ، كَكَتِفٍ، قال الأَزهريُّ عن الليث(٧): هو الخَفِيفُ القَوائمِ فِي مَشْيهِ والأَصابعِ في عَمله. وهو رَبِذُ العِنَانِ: مُنْفَرِدٌ مُنهَزِمٌ، كذا عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وقولُ هِشَامٍ المَرَئِيِّ(٨):
  تَرَدَّدُ فِي الدِّيارِ تَسُوقُ نَاباً ... لَهَا حَقَبٌ تَلَبَّسَ بِالبِطَانِ
  وَلَمْ تَرْمِ ابنَ دَارَةَ عَنْ تَمِيمٍ ... غَدَاةَ تَرَكْتَهُ رَبِذَ العِنَانِ
  فَسَّرَه بتَركْتَه خَالِياً مِن الهَجْوِ، إِنما عَمَلُك أَنْ تَبْكِيَ في الدِّيارِ ولا تَذُبّ عن نَفْسِك، كذا في المحكم.
  وِلثَةٌ رَبِذَة: قَليلُة اللَّحْمِ قاله أَبو سعيد، وأَنشد قوْلَ الأَعشى:
  تَخَلْهُ فِلَسْطِياًّ إِذا ذُقْتَ طَعْمَهُ ... عَلَى رَبِذَاتِ النِّيِّ حُمْشٍ لِثَاتُها
  قال: النِّيُّ: اللحم، قال الأَزهريّ: قلت: ورُويَ عن ابن الأَعرابيّ عَلَى رَبِدَات النِّيّ، مِنَ الرُّبْدَة [وهي:](٩) السواد. قلت: ويُرْوَى أَيضاً: عَلَى رَبذاتِ الظَّلْمِ، ويروى أَيضاً: نَيِّرَات، بدل رَبذات.
  وفي الأَساس: ومن المَجاز: فلان ذُو رَبِذَاتٍ إِذا كَانَ كَثِير السَّقَطِ في كَلامِه.
  وعن ابن السّكّيت الرَّبَاذِيَة، كعَلَانِيَة: الشَّرُّ الذي يَقَع بين القَوْمِ، وأَنشَد لِزيادٍ الطباجِيّ(١٠):
  وكانَتْ بَيْنَ آلِ أَبِي زِيَادٍ ... رَبَاذِيَةٌ فأَطْفَأَهَا زِيَادُ
  كذا في التهذيب والمحكم.
  والمِرْبَاذُ: المِهْذَار المِكْثَار(١١) ذو الرَّبِذَاتِ، كالرَّبَذَانِيِّ،
(١) في التهذيب: فقال: الرِّبْذة: الشدّةُ والشرُّ الذي يقع بين القوم.
(٢) ضبطت عن التهذيب.
(٣) كذا بالأصل والتهذيب، وفي القاموس واللسان: صِمامَة.
(٤) هذا ضبط الأساس.
(٥) في الأساس: الرَّبَذَ.
(٦) لم ترد كلمة اليد في القاموس، وعبارته: وبالتحريك خفّةٌ. وبهامشه عن نسخة أخرى: «خفةُ اليدِ» ومثلها في اللسان: وضبطت «الرِّجَل» في المطبوعة الكويتية، تحريف.
(٧) في التهذيب: الرَّبَذُ خفة القوائم في المشي، وخفة الأصابع في العمل. تقول: إنه لرَبِذٌ.
(٨) اللسان: المزني.
(٩) زيادة عن التهذيب.
(١٠) في التهذيب واللسان «الطماحي» ونبه بهامش المطبوعة المصرية إلى عبارة اللسان.
(١١) في القاموس: المرباذ: المكثار المهذار.