تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أفر]:

صفحة 30 - الجزء 6

  تَأَطَّرْنَ حَتّى قُلْنَ لَسْنَ بَوارِحاً ... وذُبْنَ كما ذابَ السَّدِيفُ المُسَرْهَدُ

  وتَأَطَّرَ الشيْء: اعْوَجَّ وانْثَنَى، كانْأَطَرَ انْئِطاراً.

  وعن ابن الأَعرابيِّ: التَّأْطِيرُ أَنْ تَبْقَى الجاريةُ في بَيْتِ أَبَويْهَا زَمَاناً لا تَتزوَّجُ.

  والمَأْطُورُ: البِئْرُ التي ضَغَطَتْها بِجَنْبِها بئرٌ أُخْرَى، قال العَجّاج يصف الإِبلَ:

  وباكَرَتْ ذا جُمَّة نَمِيرَا ... لا آجِنَ الماءِ ولا مَأُطُورَا

  والمَأْطُورُ: الماءُ يكونُ في السَّهْلِ فيُطْوَى⁣(⁣١) بالشَّجَرِ مَخافةَ الانهيارِ والانْهِدَامِ.

  والمَأْطُورةُ، بهاءٍ: العُلْبَةُ يُؤْطَرُ لِرَأْسِهَا عُوَيْدٌ ويُدَارُ، ثُمَّ يُلْبَسُ شَفَتَها ورُبما ثُنِيَ على العُود المَأْطُورِ أَطرافُ جِلْدِ العُلْبة فتَجفُّ⁣(⁣٢) عليه، قال الشاعر:

  وأَوْرَثَكَ الرّاعِي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً ... ومَأْطُورَةً فَوْقَ السَّوِيَّةِ مِنْ جِلْدِ

  قال: والسَّوِيَّة: مَرْكَبٌ مِن مَراكب النِّسَاءِ.

  وأَطْرَيْرَةُ، بفَتْح الهمزةِ والرّاءَين: د، بالمَغْرِب.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  وفي يَدِه مَأْطُورَةٌ: قَوْسٌ. قال أَبو زَيْد: أَطَرْتُ القَوْسَ أَطْراً، إِذا حَنَيْتها.

  وتَأَطَّرَتْ المرأة⁣(⁣٣): تَثَنَّتْ في مِشْيَتِها، كما في الأَساس.

  وأُطْرَةُ الرَّمْلِ: كُفَّتُه.

  وقال الأَصمعيُّ: إِنّ بينهم لأَوَاصِرَ رَحِمٍ، وأَواطِرَ رَحِمٍ، وعَوَاطِفَ رَحِمٍ، بمعنى واحدٍ، الواحِدةُ آصِرَةٌ وآطِرَةٌ.

  وفي حديث عليٍّ، كَرَّم اللهُ وَجهَه: «فأَطَرْتُهَا بينَ نِسَائِي»، أَي شَقَقْتُهَا وقَسَمْتُهَا بينهنَّ، وقيل: هو من قَوْلِهِمْ: طارَ له في القِسْمَة كذا، أَي وَقَعَ في حِصَّتِه؛ فيكونُ مِن فَصْل الطّاءِ لا الهمزة.

  ومن المَجَاز: أَطَرْتَ فُلاناً على مَوَدَّتِك.

  والأُطْرَةُ، بالضَّمِّ: طَفْطَفَةٌ غَلِيظَةٌ، كأَنَّهَا عَصَبَةٌ مُرَكَّبَةٌ في رَأْس الحَجَبَةِ وضِلَعَ الخَلْفِ، وعند ضِلَعِ الخَلْفِ تَبِينُ الأُطْرَةُ، قاله أَبو عُبَيْدة.

  [أفر]: أَفَّرَ الرَّجلُ يَأْفِرُ، مِن حَدِّ ضَرَبَ أَفْراً، بفتحٍ فسكونٍ، وأُفُوراً بالضّمِّ: عَدَا ووَثَبَ، وهو أَفّارٌ، إِذا كان جَيِّدَ العَدْوِ.

  وأَفَرَ الظَّبْيُ وغيرُهُ - بالفتح - يَأْفِرُ أُفُوراً، أَي شَدَّ الإِحْضارَ.

  وأَفَرَ الحَرُّ والقِدْرُ: اشتدَّ غَلَيانُهما، حتى كأَنَّها تَنِزُّ⁣(⁣٤)، وقال الشاعر:

  باخُوا وقِدْرُ الحَرْبِ تَغْلِي أَفْرَا

  وأَفَرَ البَعِيرُ يَأْفِرُ أَفْراً: نَشِطَ وسَمِنَ بعدَ الجَهْدِ، كأَفِرَ، كفَرِحَ، أَفَراً، فيهما.

  واسْتَأْفرَ البعيرُ كأَفَرَ، وهذه عن الصّاغانيّ.

  وأَفَرَ الرَّجُلُ: خَفَّ في الخدْمَة، وإنّه لَيَأْفِرُ بين يَدَيْه.

  وهو مِئْفَرٌ كمِنْبَرٍ، وهو الّذِي يَسْعَى بين يَدَيِ الرَّجلِ ويَخْدُمُه.

  ورجلٌ أَفّارٌ ومِئْفَرٌ، إِذا كان وَثّاباً جَيِّدَ العَدْوِ.

  وأَفَرَ الرجلُ: طَرَدَ، يقال: أَفَرْتُ القَوْمَ: طَرَدْتُهم، نَقله الصاغانيُّ.

  والأُفُرَّةُ، بضمَّتَيْن وتشديدِ الرّاءِ: الجَمَاعَةُ ذاتُ الجَلَبَةِ.

  والأُفُرَّةُ: البَلِيَّةُ، يقال: وَقَعَ في أُفُرَّةٍ، أَي بَلِيَّة، ويقال: النّاسُ في أُفُرَّةٍ، يعنِي الاختلاط، عن الأَصمعيِّ، وهكذا ضَبَطَه.

  والْأُفُرَّةُ: الشِّدَّةُ، يقال: وقَعَ فلانٌ في أُفُرَّةٍ: أَي شِدَّةٍ، وقال الفَرّاءُ: الأُفُرَّةُ من الصَّيْفِ: أَوَّلُه. وأُفُرَّةُ الحَرَّ والشَّرِّ


(١) في القاموس: «فتطوى» وفي التكملة فكالأصل.

(٢) عن التكملة وبالأصل: «فيخف».

(٣) زيادة عن الأساس.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: حتى كأنها تنز، هذا راجع للقدر».