(فصل الباء) الموحدة مع الراء
  والبَرِّيَّةُ مِن الأَرَضِين بالفتح: ضِدُّ الرِّيفِيَّةِ، رواه ابنُ الأعرابيِّ.
  والبُرْبُورُ، بالضَّمِّ: الجَشِيشُ من البُرِّ، والجمعُ البَرَابِيرُ.
  والبَرْيَرةُ: صَوتُ المعزِ، يقال: بَرْبَرَ التَّيْسُ للهِيَاجِ، إِذا نَبَّ.
  والبَرْبَرةُ: كَثْرَةُ الكلامِ والجَلَبةُ باللِّسانِ، وقيل:
  الصِّياحُ والتَّخْلِيطُ في الكلام مع غَضَبٍ ونُفُورٍ. وفي حديث عليٍّ - كرَّم الله وجهَه - «لمّا طَلَبَ إليه أَهلُ الطَّائفِ أَن يَكْتُبَ لهم الأَمانَ على تَحْلِيلِ الزِّنا(١) والخَمْرِ، فامْتَنَعَ، قامُوا ولهم تَغَذْمُرٌ(٢) وبَرْبَرَةٌ». وفي حديث أُحُدٍ: «فَأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه وبَرْبَرَ».
  يقال: بَرْبَرَ الرجلُ، إِذا هذا(٣) فهو بَرْبَارٌ، كصَلْصالٍ، مثل ثَرْثَرَ فهو ثَرْثَارٌ.
  وقال الفَرّاءُ: البَرْبَرِيُّ: الكثيرُ الكلامِ بلا مَنْفَعَةٍ، وقد بَرْبَرَ في كلامِه بَرْبَرَةً، إِذا أَكْثَرَ.
  ودَلْوٌ بَرْبَارٌ. لها في الماءِ بَرْبَرَةٌ، أَي صَوْتٌ في الماءِ، قال رُؤْبة:
  أَرْوَى بِبَرْبارَيْنِ في الغِطْمَاطِ ... إِفْراغَ ثَجّاجَيْنِ في الأَغْواطِ
  هكذا فسّر قوله هذا بما تقدّم، نقلَه الصَّاغانِيُّ.
  وَبَرْبرٌ: جِيلٌ من الناس لا تكادُ قبائلُه تَنْحَصِرُ، كما قالَه ابنُ خَلْدُون في التّاريخ، وفي الرَّوْض للسُّهَيْلِيّ: إِنّهم والحَبَشَةَ مِن وَلَدِ حامٍ، وفي المِصْباح: إِنّه مُعَرَّبٌ، وقيل: إِنّهم بَقِيَّةٌ مِن نَسْلِ يُوشَعَ بنِ نُونٍ مِن العَمَالِيقِ الحِمْيَريَّةِ، وهم رَهْطُ السَّمَيْدَع، وإِنه سَمِعَ لَفْظَهم، فقال: ما أَكثَرَ بَرْبَرَتَكم، فسُمُّوا البَرْبَرَ، وقيل غيرُ ذلك. ج البَرابِرَةُ، زادُوا الهاءَ فيه؛ إِما للعُجْمَةِ، وإِمّا للنَّسَبِ وهو الصحيحُ. قال الجوهَرِيُّ: وإِن شئتَ حَذَفْتَها، وهم أَي أَكثرُ قبائلِهم بالمَغْرِبِ في الجِبال، مِن سُوسَ وغيرِهَا، متفرِّقَةٌ في أَطرافِها، وهم زَنَانَةُ وهَوْارة وصِنْهَاجَةَ ونبزةُ وكُتَامةُ ولَواتهَ ومديونة وشباتة، وكانوا كلُّهم بفِلَسْطِينَ مع جالُوتَ، فلما قُتِلَ تَفَرَّقُوا، كذا في الدُّرَرِ الكَامِنَة للحافظِ ابنِ حَجَر.
  وبَرْبَرٌ: أُمَّةٌ أُخْرى، وبلادُهم بين الحُبُوشِ والزَّنْجِ، على ساحل بحرِ الزَّنْجِ وبحْرِ اليمنِ، وهم سُودانٌ جِدًّا، ولهم لُغَةٌ بِرَأْسِها لا يَفْهَمُهَا غيرُهم، ومَعِيشَتُهم مِن صَيْدِ الوَحْشِ، وعندهم وُحُوشٌ غريبةٌ لا تُوجَدُ في غيرها، كالزَّرافَةِ والكَرْكَدَّنِ والبَبْرِ والنَّمِرِ والفِيل، ورُبَّما وُجِدَ في سَواحِلِهم العَنْبَرُ، وهم الذين يَقْطَعُون مَذاكِيرَ الرِّجالِ ويجعلُونها مُهُورَ نِسائِهم وقال الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ يعقوبَ الهَمْدَانِيُّ: وجَزِيرتُهم(٤) قاطِعَةٌ مِن حَدِّ ساحِلِ أَبْيَنَ، مُلْتَحِقَةٌ في البَحْرِ بِعدَنَ، من نَحْو مَطالِعِ سُهَيْلٍ إِلى ما يُشرقُ عنها، وفيما حاذى(٥) منها عَدَنَ وقابلَه جَبَل الدُّخَانِ، وهي جزيرةُ سُقُوطْرى، ممّا يَقْطَعُ مِن عَدَنَ ثابِتاً على السَّمْتِ، وكلُّهُم مِن وَلَدِ قَيْسِ عيْلانَ. قال أَبو منصورٍ: ولا أَدْرِي كيف هذا.
  وقال البَلاذريّ(٦): حَدَّثَنِي بَكرُ بنُ الهَيْثَمِ قال: سأَلْتُ عبدَ الله بنَ صالحٍ عن البَرْبَرِ، فقال: هم يَزْعُمُون أَنَّهُم مِن وَلَدِ بَرِّ بنِ قَيْسِ عَيْلَانَ، وما جَعَلَ اللهُ لقَيْسٍ مِنْ وَلَدٍ اسمُه بَرُّ.
  وقال أَبو المُنْذِرِ: هم مِن وَلَدِ فارانَ بنِ عِمليق بن يلمعَ بنِ عابَرَ بنِ سليخَ بنِ لاوَذَ(٧) بنِ سام بن نُوحٍ، والأَكثرُ الأَشهرُ أَنّهُمْ مِن بَقِيَّةِ قومِ جالُوت، وكَانت منازلُهُم فِلَسْطِينَ، فلمّا قُتِل جالُوتُ تَفَرَّقوا(٨) إِلى المَغْرِب.
  أَو هم بَطْنَانِ من حِمْيَرَ: صنْهَاجةُ وكُتَامَةُ، صارُوا إِلى البَرْبَرِ أَيامَ فَتْحِ والدِهِم أَفْرِيقَشَ المَلِكِ ابنِ قَيْسِ بنِ صَيْفِيِّ بنِ سبأَ الأَصغَر، كانوا معه لما قَدِمَ المَغْرِبَ، وبنى أَفْرِيقِيَّةَ فلما رَجَعَ إِلى بلاده تَخَلَّفُوا عنه عُمَّالاً له على تلك البلادِ، فبَقُوا إِلى الآن وتَنَاسَلُوا.
(١) في النهاية: الربا والخمر. وفي اللسان فكالأصل.
(٢) في النهاية: تغزمر بالزاي، وفي اللسان فكالأصل. والتغذمر: أن يتكلم بكلام فيه كِبْر.
(٣) كذا، والصواب ما في اللسان: هَذَى.
(٤) وهي بَرْبَرَة كما في معجم البلدان.
(٥) عن معجم البلدان، وبالأصل «حازي» بالزاي.
(٦) بالأصل «البلادري» بالدال، تحريف.
(٧) عن معجم البلدان، وبالأصل «لوذ».
(٨) معجم البلدان: هربوا.