فصل الجيم مع الراء
  وجَزيرةُ شَرِيكٍ: كُورَةٌ بالمَغْرب مُشْتَمِلَةٌ على مُدُن وقُرًى عامرةٍ.
  وجَزيرَةُ بَني نَصْرٍ: كُورَةٌ بمصرَ، وهي مَقَرُّ عُرْبَان بَليّ ومَن طانَبَهم اليومَ، وهي واسعةٌ فيها عِدَّةُ قُرًى.
  وجَزِيرَةُ قويسنا(١): بين مِصْرَ والإِسكندَريَّة، ومشتملةٌ على عدَّة قرًى، وهي بالوَجْه البَحريّ.
  والجَزيرَةُ(٢): ع باليَمَامَة.
  والجَزيرَةُ: محَلَّةٌ بالفُسْطَاط، إِذا زادَ النِّيلُ أَحاطَ بها واسْتَقَلَّتْ بنفسِها.
  وذَكَرَ ياقُوتٌ في المُشْتَرك أَنّ الجَزيرَة اسمٌ لخمسةَ عشرَ مَوضعاً.
  وفي التَّهْذِيب: جَزيرَةُ العَرَب محالُّها(٣)؛ سُمِّيَتْ جزيرةً لأَن البَحْرَيْن؛ بحْرَ فارسَ وبَحْرَ السُّودان أَحاطَا بناحِيَتَيْها(٤)، وأَحاطَ بالجانب(٥) الشَّماليِّ دجْلَةُ والفُرَاتُ، وهي أَرضُ العرب ومَعْدِنُها، انتهى. واختلفوا في حُدُودِها اختلافاً كثيراً كادت الأَقوالُ تضطرب ويُصادِمُ بعضُها بعضاً، وقد ذَكَرَ أَكثَرَها صاحبُ المَراصِد والمُصْباح، فقيل: جَزيرَةُ العَرَب ما أَحاطَ به بَحْرُ الهنْد وبحْرُ الشَّأْمِ ثم دِجْلَةُ والفُراتُ، فالفُراتُ ودِجْلَة من جهَة مَشْرِقها، وبحرُ الهند من جَنُوبها إِلى عَدنَ، ودَخَلَ فيه بحرُ البصرة وعَبّادان، وساحلُ مكّةَ إِلى أَيْلَةَ إِلى القُلْزُم، وبحرُ الشَّأْم على جِهة الشَّمال، ودَخَلَ فيه بحرُ الرُّوم وسَواحِلُ الأُرْدُنِّ، حتى يُخَالِطَ بالناحِيةَ(٦) التي أَقْبلَ منها الفُرات. أَو جَزِيرةُ العَرَب ما بينَ عَدَنِ أَبْيَنَ إِلى أَطرافِ الشّام طُولاً، وقيل: إِلى أَقْصَى اليمن في الطُّول، ومن ساحِل جُدَّةَ وما وَلَاهَا من شاطئ البَحْر، كأَيْلَةَ والقُلْزُمِ، إِلى أَطرافِ رِيفِ العِراق عَرْضاً، وهذا قولُ الأَصمعيّ. وقال أَبو عُبيدة: هي ما بَيْنَ حَفَر(٧) أَبي موسى إِلى أَقْصَى تِهَامَةَ في الطُّول، وأَما العَرْضُ فيما بين رَمْل يَبْرينَ إِلى مُنْقَطَع السَّمَاوَة، قال: وكلُّ هذه المَوَاضع إِنما سُمِّيَتْ بذلك؛ لأَن بحر فارسَ وبحرَ الحَبَش ودجْلةَ والفُراتَ قد أَحاطَت بها. ونَقَلَ البَكْريُّ أَن جَزيرَةَ العرب مكّةُ والمدينةُ واليمنُ واليَمامَةُ. ورُويَ عن ابن عَبّاس أَنه قال: جَزيرَةُ العرَب: تِهَامَةُ ونَجْدٌ والحِجَازُ والعروض واليمن(٨). وفيها أَقوالٌ غير ذلك، وما أَوْرَدْناه هو الخُلاصة.
  والجزائِرُ الخالِدَاتُ - ويقال لها: جَزَائِرُ السَّعَادَة، وجزائرُ السُّعَداءِ؛ سُمِّيَتْ بذلك لأَنه كان مُعْتَقَدُهم أَنّ النفوسَ السعيدةَ هي التي تَسْكُنُ أَبدانُها في تلك الجَزائِر؛ فلذلك كانت الحُكَماءُ يَسْكُنُون فيها، ويَتَدَارَسُون الحِكْمَةَ هناك، ويكونُ مَبْلَغُهم دائماً فيها ثَمَانِين، كلّمَا نَقَصَ منهم بعضٌ زِيدَ، واللهُ أَعلمُ. وأَمّا وَجْهُ تَسْمِيَتِها بالخالداتِ فلأَنّ الجَنّةَ عندهم عبارةٌ عن الْتِذاذِ النَّفْسِ الإِنسانيَّةِ باللَّذّات، الحاصلَةِ لها بعد هذه النَّشْأَةِ الدُّنْيَويَّة، بواسِطَة تَحْصيلِها للكَمالاتِ الحِكمِيَّةِ في هذه النَّشأَة، وعدم بقاءِ شيْءٍ منها في القُوَّة، وخُلودُ الجَنَّة عبارةٌ عن دَوامِ هذا الالْتِذاذِ للنَّفْس، كما أَن الخُلُودَ في النار عندهم كنايةٌ عن دوام الحَسْرة على فَواتِ تلك الكمَالات، فعلى هذا يكونُ معنَى جَزائر الخالدات هو الجَزائِرُ الخالدةُ نَفْسُ سُكّانِها في جَنَّة اللَّذّاتِ النَّفْسَانِيَّةِ المُكْتسَبَة في الدُّنيا. كذا حَقَّقه مولانا قاسم بيزلي -: سِتُّ جَزائِرَ(٩)، قال شيخُنا: والصَّوابُ أَنها سَبْعٌ كما جَزم به جماعةٌ مِمَّن أَرَّخها، وهي واغِلَةٌ في البَحْر المُحِيط المُسَمَّى بأُوْقيانُوسَ مِن جهَةِ المَغْرب، غربيَّ مدينةِ سَلَا، على سَمْتِ أَرض الحَبَشَة، تَلُوحُ للنَّاظِر في اليوم الصّاحِي الجوِّ من الأَبْخِرَة الغَلِيظَة، وفيها سبعةُ أَصنامٍ على مِثَال الآدميِّين، تُشِيرُ: لا عُبُورَ ولا مَسْلَكَ وراءَهَا، ومنها يَبْتَدِئُ المُنَجِّمُون بأَخْذِ أَطوالِ البلادِ، على قَول بطليموس وغيره من اليونانيِّين، ويُسَمُّون تلك الجزائر: بقَنارْيَا؛ وذلك لأَن في زمانهم كان مَبْدَأُ العِمارَة من الغَرْب إِلى الشَّرْق من المَحَلّ المَزْبُور، والإِبرةُ في هذه الجزائر كانت مُتَوجِّهةً إِلى نُقْطَة الشَّمال من غيرِ انحرافٍ، وعند بعضِ المُتَأَخِّرين
(١) في القاموس: «قَوْسَنِيَّا» وفي معجم البلدان كالقاموس وضبطها بضم القاف.
(٢) قيدت في معجم البلدان بالضم.
(٣) الأصل واللسان، وفي التهذيب: مجالها بالجيم.
(٤) التهذيب: بجانبيها.
(٥) عن التهذيب وبالأصل «بجانب».
(٦) في معجم البلدان: خالط الناحية.
(٧) عن التهذيب ومعجم البلدان، وبالأصل «جفر».
(٨) عن معجم البلدان، وبالأصل «وعروض ويمين».
(٩) ومثله في معجم البلدان عن أَبي الريحان البيروني.