تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع الراء

صفحة 192 - الجزء 6

  وَرئيسِ إِسبانيا ابتداءُ الطُّولِ مِن جَزِيرة فَلَمَنْك، وقالوا: الإِبرةُ في هذه الجَزِيرَةِ متوجِّهةٌ إِلى نُقْطَة الشَّمال من غير مَيْلٍ إِلى جانبٍ، وعند البعضِ: ابتداءُ الطُّولِ من السّاحِلِ الغربيِّ. وبين الساحلِ الغربيِّ والجزائرِ الخالداتِ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، على الأَصَحِّ. تَنْبُتُ فيها كلُّ فاكهةٍ شَرْقِيَّةٍ وغَرْبِيَّةٍ وكلُّ رَيْحَانٍ ووَرْدٍ، وكلُّ حَبٍّ من غير أَن يُغْرَسَ أَو يُزْرعَ، كذا ذكرَه المؤرِّخُون، وفيها ما تُحِيلُه العُقُولُ، أَعْرَضْنا عن ذِكْرِهَا.

  وجزائِرُ بَنِي مَرْغَنَايْ: د، بالمَغْرِب وهو البَلَدُ المشهورُ بإِفْريقِيَّة على ضِفّة⁣(⁣١) البَحْرَيْن: بحرِ إِفْرِيقِيَّة وبحرِ المَغْرِب، بينها وبين بِجايَةَ أَربعةُ أَيام، وشُهرتُها كافِيَةٌ، ومَرْغَنَاي: بفتح فسكون وتحريك الغين والنون، كذا هو مضبوطٌ في النُّسخ، والصَّوابُ بالزّاي وتشدِيدِ النُّونِ⁣(⁣٢)، كما أَخْبَرنِي بذلك ثِقَةٌ من أَهْلِه.

  والجِزَارُ، بالكسر: صِرَامُ النَّخْلِ. وجَزَرَه يَجْزُرُهُ ويَجْزِرُه - من حدِّ كَتَب وضَرَبَ - جَزْراً وجِزَاراً، بالكسر والفتح، الأَخِيرُ عن اللِّحْيَانيّ؛ صَرَمَه.

  وأَجْزَرَ النَّحْلُ: حانَ جِزَارُه، كأَصْرَمَ: حانَ صِرَامُه.

  وجَزَرَ النَّخْلَ يَجْزِرُها - بالكسر - جَزْراً: صَرَمَهَا. وقيل: أَفْسدَها عند التَّلْقِيح.

  وقال اليزِيدِيُّ: أَجْزَرَ القَومُ، مِن الجِزَار، وهو وَقتُ صِرَامِ النَّخْلِ، مثل الجِزَازِ، يقال: جَزُّوا نَخْلَهُم، إِذا صرمُوه.

  وقال الأَحمر: جَزَرَ النَّخْلَ يَجْزِرُه⁣(⁣٣)، إِذا صَرمه، وحَزَرَه يَحْزِرُه، إِذا خرَصَه.

  وتَجازرَا: تَشاتمَا؛ فكأَنما جَزَرَا بينهما ظَرِباً⁣(⁣٤)، أَي قطعاها فاشتدَّ نَتْنُها، يقال ذلك للمُتشاتِمَيْن المُتبَالِغيْن. واجْتزَرُوا في القِتال، وتجَزَّرُوا إِذا اقْتتلُوا، ويقال: ترَكُوهم جَزَراً - بالتحريك - إِذا قَتلُوهم، وتَرَكَهم جَزَراً للسِّباع والطَّيْر، أَي قِطَعاً.

  وجَزَرُ السِّبَاعِ: اللَّحْمُ الذي تأْكُلُه، قال:

  إِنْ يَفْعَلَا فلقد تَرَكْتُ أَباهما ... جَزَرَ السِّباعِ وكلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ

  وعن اللَّيث: الجَزِيرُ، بلغة أَهلِ السَّوَادِ: مَن يَخْتَارُهُ أَهلُ القَريةِ لِمَا يَنُوبُهم في⁣(⁣٥) نَفَقَات مَن يَنْزِلُ بهم مِن قِبَلِ السُّلْطَانِ، وأَنْشَدَ:

  إِذا ما رَأَوْنَا قَلَّسُوا من مَهَابَةٍ ... ويَسْعَى علينا بالطَّعامِ جَزِيرُهَا

  وجُزْرَةُ، بالضمّ: ع باليَمَامَة، نقلَه الصَّاغانيُّ.

  وجُزْرَةُ: وادٍ بين الكُوفَةِ وفَيْدَ، وهو ماءٌ لبَنِي كَعْبِ بنِ العَنْبَرِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيم.

  * وممّا يُسْتَدرَك عليه:

  جَزِيرَةُ العَرَبِ: المَدِينَةُ، على ساكِنها أَفضلُ الصّلاةِ والسّلامِ، وبه فَسَّر مالكُ بنُ أَنَسٍ الحديثَ: «الشيطانُ يَئِسَ أَن يُعْبَدَ في جَزِيرَة العَرَبِ». والجَزِيرَةُ: القِطْعَةُ مِن الأَرض، عن كُراع.

  وأَمّا الجَزائِرُ التي بأَرْض مِصْرَ فهي كثيرةٌ، فممّا ذَكَرَهَا المؤرِّخون: جَزِيرَةُ ابنِ حَمْدانَ، وجزيرةُ ابنِ غَوْث، وجزيرةُ الغرقا، وجزيرةُ حَكَم، وجزيرةُ مَهْدِيَّة، وجزيرةُ مَحَلَّةِ دِمْنَا، وجزيرةُ مَسْعُود، وجزيرةُ الحجر، وجزيرةُ البنداريّة، وجزيرَةُ بَغِيضَة، وجزائِرُ بِشْر، وجزيرةُ مالك، وجزيرةُ محمّد، وجزيرةُ حَقِيل، وجزيرةُ الفِيل، وجزيرةُ مِفْتَاح، وجزيرةُ طناش، وجزيرة سَنَد، وجَزيرة العصْفور، وجزيرة القِطِّ، وجزيرة الشُّوبَك، وجزيرة البُوص، وجزيرة ابنِ حَمّاد، وجزيرة طَوْق، وجزائر أَبي هدري، وجزيرة بَنِيَ بَقَر، وجزائر ابن الرفعة، وجزيرة شَنْدَوِيل، وغير هؤلاءِ.

  واجْتَزَرَ الجَزُورَ: نَحَرَه وجَلّدَه.

  واجْتَزرَ القَومَ جَزوراً، إِذا جَزَرَ لهم.


(١) بالأصل «صفة» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: على صفة البحرين، كذا بخطه، ولعل الأولى: على ضفة البحرين فسيأتي للمصنف: أن ضفة البحر ساحله» وما أثبت عن معجم البلدان.

(٢) ومثله في معجم البلدان. وفيه أيضاً: «وربما قيل لها جزيرة بني مزغنّاي» بالإفراد.

(٣) التهذيب: يجزِرُه ويجزُرُه.

(٤) اللسان: ظَرِبَّاء.

(٥) على هامش القاموس من نسخة أخرى «من».