تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جعبر]:

صفحة 201 - الجزء 6

  يُخَفِّفُونهما، ومذهبُ الأَصمعيِّ في الجِعْرانة التخفيفُ، وحكى أَنه سمع من العرب مَن يُثَقِّلُها: ع بين مكَّةَ والطّائِفِ على سبعة أَميال من مكّةَ، كما في المصباح⁣(⁣١)، وهو في الحِلّ وميقات الإِحرام، سُمِّيَ برَيْطَةَ بنتِ سَعْد بن زيدِ مَنَاةَ بن تَمِيم، كما قاله السُّهَيْليُّ. وقيل: هي بنتُ سَعِيدِ بن زيدِ بن عبد مَناف، وذَكَرها حمزةُ الأَصبهانيُّ في الأَمثال، وقال: هي أُمُّ رَيْطَةَ بنت كَعْب بن سَعْد. والصَّواب ما قاله السُّهَيْليُّ. وكانت تُلَقَّبُ بالجَعْرانَةِ، فسُمِّيَ الموضعُ بها، وهي المُرَادةُ في قوله تعالى: {وَلا تَكُونُوا} كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها {مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً}⁣(⁣٢) قال المفسِّرُون: كانت تَغْزِلُ، ثم تَنْقُضُ غَزْلَها، فضَرَبت العربُ بها المَثَلَ في الحُمْق، ونَقْض ما أُحْكِمَ من العُقُود، وأُبْرِمَ من العُهُود.

  والجِعْرَانةُ: ع في أَوَّلِ أَرضِ العِرَاقِ من ناحِيَةِ البَادِيَة، نَزَلَه المسلمون لِقتال الفُرْس، قالَه سيْفُ بنُ عُمَرَ في الفُتُوح، ونقلَهَ أَبو سالم الكَلاعِيّ في الاكتفاءِ.

  وذُو جُعْرَانَ - بالضَّمّ - بنُ شَرَاحِيلَ، قَيْلٌ مِن أَقيالِ حِمْيَر.

  والجِعِرَّى، بالكسر والتشديد: سَبٌّ وذَمٌّ، يُسَبُّ به مَن نُسِبَ إِلى لُؤْم ودَناءَة؛ كأَنه يُنْسَبُ إِلى اسْت، وفي «يُسَبُّ» و «نُسِبَ» جناسٌ.

  والجِعِرَّى: لُعْبَةٌ للصِّبيانِ، وهو أَن يُحْمَلَ الصَّبِيُّ بين اثْنَيْنِ على أَيْدِيهما، ولُعْبَةٌ أُخْرَى يقال لها: سَفْدُ اللِّقَاحِ؛ وذلك انتظامُ الصِّبيانِ بعضِهِم في إِثْر بعض؛ كلُّ واحِد آخِذٌ بحُجْزَةِ صاحِبِه مِن خَلْفِه.

  * وممّا يُسْتَدْرك عليه:

  «إِيّاكُم ونَوْمَةَ الغَدَاةِ فإِنها مَجْعَرَةٌ» يُرِيدُ يُبْسَ الطبيعة، أَي إِنها مظِنَّةٌ لذلك، هكذا جاءَ في الحديث، وفي بعض الروايات: «مَجْفَرَةٌ»، بالفَاءِ، ويأْتي قريباً.

  ويقال: رجلٌ جَعّارٌ نَعّارٌ.

  والجاعُور: لَقَبُ بعضِهم.

  وحمّادٌ الأَجْعَرِيُّ: شاعِرٌ. وعبدُ الرَّحمنِ بنُ محمّدِ بنِ يُوسُفَ الأَجْعَرِيُّ: في حِمْيَرَ.

  والجَعَارَى: شِرارُ الناسِ.

  وبَعِيرٌ مُجَعَّرٌ: وُسِمَ على جاعِرَتَيْه.

  وجَعْرَانُ، بالفتح: موضعٌ.

  [جعبر]: الجَعْبَرُ، كجَعْفَر، والجَعْبَرِيُّ: القَصِيرُ المتداخِلُ، وقال يعقوبُ: القَصِيرُ الغَلِيظُ. وهي بهاءٍ.

  والجَعْبَرُ: القَعْبُ الغَلِيظُ القَصِيرُ الجَدْر، الذي لم يُحْكَم نَحْتُه، كذا في المُحْكَم.

  وجَعْبَرٌ، بلا لام: رجلٌ مِن بَنِي نُمَيْرٍ، ويقال: قُشَيْر، وهو الأَمِيرُ نُمَيْر، ويقال: قُشَيْر، وهو الأَمِيرُ سابِقُ الدِّين جَعْبَرُ بنُ سابِق⁣(⁣٣)، تُنْسَبُ إِليه قَلْعَةُ جَعْبَرَ على الفُرات⁣(⁣٤)، لاستيلائِه عليها وتَمَلُّكِه لها، قَتَلَهُ السُّلطانُ مَلِكْشاه السَّلْجُوقِيُّ لمّا قَدِمَ على حَلَبَ؛ لأَنه بَلَغَه أَن وَلَدَيَّه يَقْطَعان الطَّرِيقَ، وذلك سنة ٤٧٩. ويُقال لهذه القَلْعَةِ أَيضاً: الدَّوْسَرِيَّة؛ لأَن دَوْسَرَ غُلامَ مَلِكِ الحِيرَةِ النُّعْمانِ بن المُنْذِر بنَاها، كذا في تاريخ الذَّهَبِيِّ.

  قلتُ: ومِمَّنْ يُنْسَبُ إِلى هذه القلعة: البُرْهَانُ إِبراهِيمُ بنُ عُمَرَ بنِ إِبراهِيمَ بنِ خليلٍ الجَعْبريُّ الخَلِيليُّ، المُقرِيءُ، الشافِعِيُّ، وُلِدَ بها، وتوفِّي بالخَلِيل سنة ٧٣٢.

  ويقال: ضَرَبَه فجَعْبَرَه أَي صَرَعَه.

  والجَعْبَرِيَّةُ: القَصِيرةُ الدَّمِيمَةُ، بالدّال المهملَةِ، كالجَعْبَرةِ، قال رُؤْبةُ بنُ العَجّاجِ يصفُ نساءً:

  يُمْسِينَ عن قَسِّ الأَذَى غَوافِلَا ... لا جَعْبَرِيّاتٍ ولا طَهَامِلَا

  * وممّا يُستَدرك عليه:

  الجعِنْبارُ، وَقَعَ في كَلَامِهم، نَقَلَه الزُّبَيدِيُّ ولم يفسِّره، وهو القصيرُ الغَليظُ، وقد نَبَّهَ عليه شيخُنَا ¦.

  [جعثر]: جَعْثَر المتَاعَ، أَهملَه الجوهريُّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: أَي جَمَعَه، وبَعثَرَه إِذا فَرَقَه.


(١) في معجم البلدان: وهي من مكة على بريد من طريق العراق.

(٢) سورة النحل الآية ٩٢.

(٣) في معجم البلدان: جعبر بن مالك.

(٤) في معجم البلدان: على الفرات بين بالس والرقة.