تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع الراء

صفحة 213 - الجزء 6

  وأَجْمَرَ ثَوْبَه: بَخَّرَه بالطَّيب، كجَمَّرَه تَجْمِيراً. وفي الحديث: «إِذا أَجْمَرْتُم المَيِّتَ فجَمِّروه ثلاثاً»، أَي إِذا بخَّرْتُموه بالطِّيب. ويقال: ثَوبٌ مُجْمَرٌ ومُجَمَّرٌ. والذي يَتولَّى ذلك: مُجْمِرٌ ومُجَمَّر.

  وأَجمَرَ النّارَ مُجْمَراً، بضمّ الميمِ الأُولَى وفتحِ الثانية: هَيَّأَهَا. وأَنشدَ الجوهريُّ هنا قولَ حُمَيْد بنِ ثَوْرٍ الهِلَاليِّ السابِقَ ذِكْرُه.

  وأَجْمَرَ البَعِيرُ: اسْتَوَى خُفُّه، فلا خَطَّ بين سُلامَيَيْه، وذلك إِذا نَكَبَتْه الجِمَارُ وصَلُبَ.

  وأَجْمَرَ النَّخْلَ: خَرَصَهَا، ثم حَسَبَ فجَمَعَ خَرْصَهَا، وذلك الخارِص مُجْمِرٌ.

  وأَجْمَرَتِ اللَّيلةُ: اسْتَتَر، هكذا في النُّسَخ، وصَوَابُه اسْتَسَرَّ فيها الهِلالُ، وقد تقدَّم.

  وأَجْمَرَ الأَمْرُ بنِي فلانٍ: عَمَّهم جميعاً.

  وأَجْمَرَ الخَيْلَ: أَضْمَرَها وجَمَعَهَا.

  واسْتَجْمَرَ: اسْتَنْجَى بالجِمَار، وهي الأَحجارُ الصِّغارُ.

  وفي الحديث: «إِذا تَوَضَّأْتَ فانْثُرْ، وإِذا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ.

  قال أَبو زيد: هو الاستنجاءُ بالحجارةِ، قيل: ومنه سُمِّيَتْ جِمَارُ الحَجِّ، للحَصَى التي يُرْمَى بها.

  وجَمَرَه: أَعطاه جَمْراً.

  وجمَرَ فُلاناً ودَمَره⁣(⁣١): نَحّاه، قيل: ومنه الجِمارُ بمِنىً كذا أَجابَ به أَبو العبّاسِ ثعلبٌ حين سُئِل. أَوْ مِن قولِهم: أَجْمَر إِذا أَسْرَعَ؛ لأَن آدَمَ # رمَى إِبليسَ - عليه اللَّعنَةُ - بمِنىً فَأَجْمر بين يَديْه؛ أَي أَسْرعَ، كما وَرد في الحديث، وأَوْرَده ابن الأَثِير وغيرُه. وتقدَّمَ أَيضاً في كلام المصنِّف: أَجْمر: أَسْرَعَ، فذِكْرُه هنا تكرارٌ مع ما قبلَه، مع تَفْرِيقِ مقصودٍ واحد في محلَّيْن، وكان الأَلْيَقُ أَن يذكُرَه عند الجَمَرات، ثم يَستطرد وُجُوهَ الاختلافِ.

  * وممّا يُستدرك عليه: اسْتَجمَر بالمِجْمَرِ⁣(⁣٢)، إِذا تَبخَّرَ بالعُود، عن أَبي حنيفة.

  وثَوْبٌ مجمَّرٌ مُكَبًّى، إِذا دُخِّنَ عليه.

  والجامِرُ: الذي يَلِي ذلك من غيرِ فِعْلٍ، إِنما هو على النَّسَب، قال:

  ورِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكِّيه جامِرُهْ

  وجمَّرَهم الأَمْرُ: أَحَوْجهم إِلى الانضمام.

  والجَمْرَةُ⁣(⁣٣): الخُصْلَةُ من الشَّعر.

  وجَمِيرُ الشَّعْرِ: ما جُمِّر منه، أَنشدَ ابن الأَعرابيِّ:

  كأَنَّ جمِيرَ قُصَّتِها إِذا ما ... حمِسْنَا والوِقايةُ بالخِنَاقِ

  والمُجمَّرُ: موْضِعُ رمْيِ الجِمار هنالك، قال حُذَيْفَةُ بنُ أَنَسٍ الهُذَلِيُّ:

  لأَدْرَكَهُمُ شُعْثُ النَّوَاصِي كأَنَّهمْ ... سَوَابِقُ حُجّاجٍ تُوَافِي المُجَمَّرَا

  والجَمْرَةُ⁣(⁣٤): الظُّلْمةُ الشَّدِيدةُ.

  وذَبَحُوا فَجَمَّروا؛ أَي وَضَعُوا⁣(⁣٥) اللَّحْمَ على الجَمْر، ولَحْمٌ مُجمَّرٌ.

  وجَمَّر الحاجُّ، وهو يومُ التَّجْمِير.

  وبنُو جَمْرَةَ: حَيٌّ من العَربِ.

  قال ابن الكَلْبِيِّ: الجَمَارُ: طُهَيَّةُ وبلْعَدَوِيَّة، وهو مِن بَنِي يَربُوع بنِ حنْظلَة.

  والجامُورُ: القَبْرُ.

  والجامُورُ مِن السَّفِينَةِ معْرُوفٌ.

  والجامُورُ: الرَّأْسُ؛ تَشْبِيهاً بجامُور السفينة، قال كُراع: إنما تُسَمِّيه بذلك العامَّةُ.

  وفلانٌ لا يعْرِفُ الجَمْرَةَ مِن التَّمْرةِ.


(١) كذا بالأصل، وفي التهذيب عن أبي العباس أنه سئل عن الجمار التي بمنى، فقال: أصلها من جَمَرْته وذَمَرْته إذا نحيته». وصححها محقق المطبوعة الكويتية: «وذمره» بالذال، استناداً إلى رواية التكملة، وهي كعبارة التهذيب.

(٢) عن اللسان، وبالأصل «بالجمر» ونبه إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية.

(٣) ضبطت عن التهذيب، وفي اللسان: والجميرة.

(٤) ضبطت عن التهذيب واللسان، وفي التكملة بالضم، وكله ضبط قلم.

(٥) في الأساس: أي ألقوا.