تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جمثر]:

صفحة 214 - الجزء 6

  ويقال: كان ذلك عند سُقُوطِ الجَمْرَةِ، وهُنّ ثلاثُ جَمرَاتٍ: الأُولَى في الهواءِ، والثانيةُ في التُّرَاب، والثالثةُ في الماءِ؛ وذلك حين اشتداد الحرّ. وقولُ ابنِ الأَنباريِّ:

  ورُكُوبُ الخَيْلِ تَعْدُو المَرَطَى ... قَد علَاها نَجَدٌ فيه اجْمِرارْ

  هكذا رَواه أَبو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ بالجيم؛ قال: لأَنه يصفُ تَجَعُّدَ عرقِها وتَجَمُّعَه. ورَوَاه يعقوبُ بالحاءِ. وفي الأَساس: مِن مَجازِ المجازِ: قولُ أَبي صَخْر الهُذَلِيِّ:

  إِذا عُطِفَتْ خَلاخِلُهُنَّ غَضَّتْ ... بجُمّارَاتِ برْدِيٍّ خِدَالِ

  شَبَّه أَسْوُقَ البَرْدِيِّ الغَضَّةَ بشَحْمِ النَّخْلِ، فسَمّاهَا جُمّارَاً، ثم استعارَه لأَسْوُقِ النِّساءِ.

  وشِعْبُ جِمارٍ: مَوضعٌ بالمغرب.

  وجامُورُ الدَّقَلِ: الخَشَبَةُ المَثْقُوبَةُ في رأْس دَقَلِ السَّفِينَةِ المُرَكَّبَةُ فيه.

  وقال المُفَضِّل: يقال: عَدَّ إِبلَه جَمَاراً، إِذا عَدَّهَا ضَرْبَةً واحدةً، والنَّظَائِرُ أَن يَعُدَّ مَثْنَى مَثْنَى. قال ابن أَحمر:

  يَظَلُّ رِعَاؤُهَا يَلْقَوْنَ منها ... إِذا عُدَّتْ نَظَائِرَ أَو جَمَارَا⁣(⁣١)

  والجُمْرَةُ، بالضمّ: الظُّلْمَةُ، وأَيضاً الضَّفِيرَةُ.

  والجامِرُ: هو المُجَمِّرُ، قالَه اللَّيْثُ، وأَنشدَ:

  ورِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكِّيه جامِرُه

  وأَخْفافٌ جُمُرٌ - بضمتين - إِذا كانت صُلْبَةً، قال بَشِيرُ بنُ النِّكْثِ⁣(⁣٢):

  فوَردَتْ عند هَجِيرِ المُهْتَجَرْ ... والظِّلُّ مَحْفُوفٌ بأَخْفَاقٍ جُمُرْ

  وحافِرٌ مُجْمِرٌ، كمُحْسِنٍ: صُلْبٌ، لغة في مُجْمَرٌ، بفتح الميم، عن الفَرّاءِ.

  [جمثر]: الجُمْثُورَةُ، بالضمِّ، أَهملَه الجوهريُّ. وقال الصَّاغانيُّ: هو التُّرَابُ المَجْمُوعُ. كذا في التَّكْمِلَة. قلتُ: وهي لغةٌ في الجُنْثُورِةَ، وسيأْتي قرِيباً.

  [جمخر]: الجُمْخُورُ، بالضمِّ أَهملَه الجوهريُّ. وقال الصَّاغانيُّ وصاحب اللِّسَانِ: هو الأَجْوَفُ، أَي الواسِعُ الجَوْفِ، وكُلُّ قَصَبٍ أَجوفَ مِن قَصَبِ العِظَامِ: جَمْخَرٌ، كجَعْفَرٍ.

  [جمزر]: جَمْزَرَ الرجلُ، أَهملَه الجوهريُّ. وقال الصَّاغَانيُّ وصاحبُ اللِّسانِ عن اللَّيْثِ: إِذا نَكَصَ على عَقِبَيْه، وهَرَبَ. يقال: جَمْزَرْتَ يا فُلانُ.

  * وممّا يُستدرك عليه:

  جُمْزُور، بالضمّ: قريةٌ بمصرَ في كُوَر الغَربيَّة، وقد دَخَلْتُها.

  [جمعر]: الجَمْعَرَةُ: وهو أَن يَجمَعَ الحِمَارُ نَفْسَه ليَكْدُمَ، وقد تقدَّم.

  والجَمْعَرَةُ: القارَةُ الغَليظةُ المُشْرِفَةُ، أَي المرتفعةُ، يقال: أَشْرَفَ تلك الجَمْعَرَةَ. والجمعُ جَمَاعِيرُ، قال الشاعر، وهو الطِّرِمّاحُ:

  وانْجَبْنَ عنْ حَدَبِ الإِكا ... مِ وعن جَمَاعِيرِ الجَرَاوِلْ

  أَو الجَمْعَرَةُ: حِجارةٌ مرتفعةٌ، قيل: هي الحَرَّةُ.

  قالوا: ولا يُعَدُّ سَنَدُ الجَبَلِ جَمْعَرَةً.

  وجَمْعَرُ، كجَعْفَر: قَبيلةٌ. قال الشاعرُ، وهو جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى:

  تَحُفُّهُمْ أَسَافَةٌ وجَمْعَرُ ... إِذَا الجِمَارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ

  وأَسافَةُ: قبيلةٌ أَيضاً.

  والجُمْعُورُ، بالضمّ: الجَمْعُ العظيمُ، جَمْعُه جَماعِيرُ.

  وقال ابنُ الأَعرابيِّ: الجَمَاعِيرُ: تَجَمُّعُ القبائلِ على حَرْبِ الملِكِ.

  والجُمْعُورَةُ بهاءٍ: الفَلْكَةُ في رَأْسِ الخَشَبَةِ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يلقون، كذا في اللسان بالقاف، وفي النسخة المطبوعة: بالغين هنا وفيما سبق».

(٢) عن المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٦١ وبالأصل «النكت» بالتاء.