تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء المهملة مع الراء

صفحة 245 - الجزء 6

  والحِجْر: ما بَيْنَ يَدَيْك مِن ثوْبِك ويفْتحُ، كما في التَّهْذِيب.

  ومِن المَجَاز: الحِجْر مِن الرَّجلِ والمرأَةِ: فَرْجُهما، وعبَّرَ بعضٌ بالمَتاعِ، والفتح أَعلَى.

  والحِجْر: ة لبَنِي سُليْمٍ بالْقُرْب من قَلَهِّى وذي رَوْلان.

  ويُفْتَحُ فيهما؛ أَي في القَرْيَة والفَرْج، والصَّوابُ: «فيها»؛ أَي في الثَّلاثة، كما عَرَفْت.

  ويقال: نَشَأَ فُلانٌ في حِجْرِه، بالكسر، وحَجْرِه، بالفتح؛ أَي في حِفْظِه وسَتْرِه. وقال الأَزهريُّ: يقال: هم في حَجْرِ فلانٍ، أَي في كَنَفِه ومنعَتِه ومَنْعِه، كلُّه واحدٌ، قال أَبو زيْد.

  ووَهْبُ بنُ راشِدٍ الحِجْرِيُّ - بالكسر - مِصْرِيٌّ، والذي قاله السَّمْعانِيُّ إِنه أَبو زُرْعة وَهْبُ الله بنُ راشدٍ المُؤذِّن الحَجرِيّ المِصْرِيُّ، مِن حَجْرِ رُعَيْنٍ، يَرْوِي عن ثَوْرِ بنِ يَزِيدَ الأُبلِّيِّ، وحَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ، وغيرِهما، رَوَى عنه أَبو الرَّدّادِ عبدُ الله بنُ عبد السّلامِ بنِ الرَّبِيعِ⁣(⁣١) والرَّبيعُ بنُ سُلَيْمَانَ، وغيرُهما.

  والحَجَرُ، بالتَّحْرِيك: الصَّخْرَةُ كالأُحْجُرِّ، كأُرْدُنّ، نقلَه الفَرّاءُ عن العرب، وأَنشد:

  يَرْمِينِيَ الضَّعِيفُ بالأُحْجُرِّ

  قال: ومثلُه هو أُكْبُرُّهم، وفَرَسٌ أُطْمُرٌّ وأُتْرُجٌّ، يُشَدِّدُن آخِرَ الحَرْفِ. ج في القِلَّة أَحْجَارٌ وأَحْجُرٌ، وفي الكَثْرَة حِجَارةٌ وحِجَارٌ، وهو نادِر، قاله الجوهريّ.

  ورُوِيَ عن أَبي الهَيثمِ أَنه قال: العرَبُ تُدْخِلُ الهاءَ في كلِّ جَمْعِ على فِعالٍ أَو فُعُولٍ؛ وإِنما زادوا هذه الهاءَ فيها، لأَنه إِذا سُكِتَ عليه اجتمعَ فيه عند السَّكْتِ ساكِنانِ، أَحدُهما الأَلفُ التي آخر⁣(⁣٢) حرفٍ في فِعال، والثاني آخِرُ فِعال المَسْكُوت عليه، فقالوا: عِظَامٌ وعِظَامَةٌ⁣(⁣٣)، وقالوا: فِحالَةٌ وحِبالَةٌ وذِكارَةٌ وذُكُورَةٌ وفُحُولَةٌ [وحُمُولَةٌ]⁣(⁣٤).

  وَأَرْضٌ حَجِرَةٌ وحَجِيرَةٌ ومُتَحَجِّرَةٌ: كَثِيرَتُهُ، أَي الحَجَرِ.

  والحَجَرانِ: الفِضّةُ والذَّهَبُ.

  ويقال للرّجل إِذا كَثُرَ مالُه وعَدَدُه: قد انْتَشَرَتْ حَجْرَتُه، وقد ارْتَعَجَ مالُه، وارْتَعَجَ عَدَدُه.

  ورُبما كُنِيَ بالحَجَرِ عن الرَّمْل، حَكاه ابنُ الأَعْرَابيِّ، وبذلك فُسِّر قولُه:

  عَشِيَّةَ أَحْجارُ الكِناسِ رَمِيمُ

  قال: أَراد عَشِيَّةَ رَمْل الكِنَاسِ، ورَمْلُ الكِنَاسِ: مِن بلادِ عبدِ الله بنِ كِلاب.

  والحَجَرُ الأَسْوَدُ الأَسْعَدُ - كَرَّمَه الله تعالَى - م أَي معروفٌ، وهو حَجَرُ البَيتِ حَرَسَه الله تعالَى، ورُبَّمَا أَفْرَدُوه إِعظاماً، فقالوا: الحَجَرُ، ومن ذلك

  قولُ عُمَرَ ¥: «والله إِنكَ لَحَجَرٌ⁣(⁣٥)، ولولا أَنِّي رأَيتُ رسولَ الله يفعل كذا ما فعلْتُ». فأَمَّا قولُ الفَرَزْدَق:

  وإِذا ذَكَرْتَ أَباكَ أَو أَيّامَه ... أَخْزاكَ حَيثُ تُقَبَّلُ الأَحْجَارُ

  فأَنه جَعَل كلَّ ناحِيَةٍ منه حَجَراً؛ أَلَا تَرَى أَنكَ لو مَسِسْتَ كلّ ناحيةٍ منه لَجازَ أَن تقولَ: مَسِسْتُ الحَجَرَ.

  والحَجَرُ: د، عَظِيمٌ على جَبَلٍ بالأَنْدَلُسِ، ومنه: محمّدُ بنُ يَحْيَى، المحدِّثُ الحَجَرِيُّ الكِنْدِيُّ الكُوفِيُّ، عن عبد الله بن الأَجْلَحِ، وعنه عَتِيقُ بنُ أَحمدَ الجُرْجانِيُّ، وإِبراهيمُ بنُ دُرُسْتَوَيْهِ الشِّيرازِيُّ.

  والحَجَرُ: ع آخَرُ.

  وحَجَرُ الذَّهَبِ: مَحَلَّةٌ بدِمَشْقَ داخِلَها، وفيها المدرسةُ الخاتُونِيَّةُ.

  وَحَجَرُ شَغْلانَ⁣(⁣٦)، بإِعجام الغَيْن وإِهمالِها: حِصْنٌ قُرْبَ أَنْطاكِيَةَ بِجَبل اللُّكَامِ.


(١) كذا، وفي الأنساب للسمعاني ورقة ١٥٨ أ - عبد الله بن عبد السلام والربيع بن سليمان وغيرهما.

(٢) كذا بالأصل، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: التي آخر حرف، عبارة اللسان: التي تنحر آخر حرف» وفي التهذيب: تنحر.

(٣) زيد في التهذيب: ونِقادٌ ونِقَادَةٌ» وفي اللسان: «ونِفارٌ ونِفارَةٌ».

(٤) زيادة عن التهذيب.

(٥) اللسان: إنك حجرٌ.

(٦) قيدها في معجم البلدان بضم الشين المعجمة وسكون الغين المعجمة أيضاً.