تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء المهملة مع الراء

صفحة 284 - الجزء 6

  معاني الحَصورِ. وحَصِرَ بالسِّرِّ: كَتَمَه* في نَفْسِه ولم يَبُحْ.

  به، وهو حَصِرٌ وحَصُورٌ.

  والحُصْرِيُّ، بالضَّمِّ. قال شيخُنَا: والمعروفُ ضَبطُه بضَمَّتَيْن كما في الطّبقَات: أَبو الحَسَن عَلِي بْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَيْرَوَانِيُّ الفِهْرِيّ المُقْرِئُ شيخُ الفرّاءِ⁣(⁣١)، أَقرأَ النّاس بسَبْتَةَ وغيرِهَا، وله قَصِيدَةٌ مائتا بيت نَظَمَها في قِرَاءَةِ نافِعٍ، تُوُفِّيَ سنة ٤٨٨ وقال ابنُ خلِّكان: هو ابن خالَةِ أَبي إِسْحَاق إِبراهِيمَ الحُصْرِيّ صاحِب زَهْر الآدابِ، وله شِعْر نَفِيسٌ.

  قلت: وقد تَرجَمَ الذّهَبِيُّ أَبا إِسحاقَ الحُصْرِيَّ هذا في تاريخه فقال: هو إِبراهِيمُ بنُ عَلِيِّ بنِ تَمِيمٍ القَيْرَوَانِيُّ الشاعِرُ المعروفُ بالحُصْرِيّ، وهو ابنُ خالَةِ أَبي الحَسَن عليٍّ الحُصْرِيّ الشاعر. تُوُفِّيَ سنة ٤٥٣⁣(⁣٢) انتهى. وحدَّث عنه أَبُو عَبْدِ الله بنُ الزاهِدِ، كما رأَيته في مُسْلْسَلات ابن مسدى.

  والإِمام بُرْهَانُ الدِّينِ أَبو الفُتُوح نَصْرُ بن عليّ بن أَبِي الفَرَج بن الحُصْرِيّ المُحَدِّثُ، حَدّثَ عن النَّقِيب أَبي طالبٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن أَبي زَيد العَلَوِيّ، وأَبي زُرْعَةَ طَاهِرِ بن أَحمد المَقْدِسِيّ. وأَدركَ القُطْبَ عبدَ القادِر الجِيلَانيَّ، وانتقل إِلى مكّةَ ووَلَى إِمامةَ المَقَامِ بها، ثم منها إِلى المَهْجَم باليمن لنَشْر العِلْم، وبها تُوفِّيَ. وقَبرُه يُزَار، يُعرَف بالشَّيْخ بُرهان. وعنه أَخذ الشيخُ محمّدُ بن إِسماعيل الحَضْرَمِيّ وابنُ أَخِيه أَبو محمّد عبدُ العَزَيز بنُ عليّ بن نَصْر بن الحُصْرِيّ، حَدّث عن الرَّضِيّ أَبي الحَسَن المُؤَيَّد بن مُحَمَّد بن عليّ الطُّوسِيّ. وآخَرُونَ عُرِفُوا بالنِّسْبَة إِليه، مثل سَعِيد بن أَيُّوب بن ثَواب البَصْرِيّ، وعَلِيّ بن أَحمدَ، وأَحمد بن هشامِ بن حُمَيْد. وعليّ بن إِبراهيم الصَّوفِيّ. وعبد الله بن عُثْمَانَ بنِ زَيدانَ، الحُصْرِيّون.

  وأَما جَعْفَرُ بنُ أَحمدَ الحافِظ الحُصْرِيّ فلحَصَرِه وسُكوتِه، في قِصَّة ذكَرَهَا السّمْعَانيّ في الأَنساب، فراجِعْه.

  والإِمام أَبو عَلِيّ الحَسَنُ بْن حَبِيب بنِ عبد المَلك الحَصَائِرِيُّ الدِّمشقيّ، مُحَدِّث فَقِيهٌ. حَدَّث عن الرَّبِيع بن سُلَيْمَانَ المُرَادِيّ وأَبي أُمَيَّة الطُّرْسُوسِيّ وغيرِهما، وعنه أَبوي⁣(⁣٣) القاسِم تَمَّامُ بنُ مُحَمَّد الرَّازِيّ، وعبدُ الرحمن بن عُمَر بن نَصْرٍ الشَّيبانِيّ، وقد رَوَيْنَا من طريقه رِسَالَةَ الإِمَام الشافعيّ ¥.

  * ومما يستدرك عليه:

  حَصِرَ الرَّجُل كفَرِحَ: اسْتَحَى وانْقَطَعَ، كأَنَّه ضاقَ به الأَمْرُ كما يَضِيقُ الحَبْسُ على المَحْبوس. ويقال للنَّاقة: إِنها لحَصِرَةُ الشَّخْبِ نَشِبَةُ الدَّرِّ. والحَصَرُ: نَشَبُ الدِّرَّة في العُروق من خُبْثِ النَّفْسِ وكَرَاهَةِ الدِّرَّة.

  والحَصِير: المَحْبُوسُ، ذَكَرَه ابن السّيد في الفَرْق.

  والحِصَار: المَحْبَس، كالحَصِير. ومنه قَوْلُهُم: بَقِينا في الحِصَار أَيّاما، أَي في المُحَاصَرِةِ أَو مَحَلِّهَا⁣(⁣٤).

  وقَوْم مُحْصَرُونَ، إِذا حُوصِرُوا في حِصْنٍ.

  ورجلٌ حَصِرٌ: كَتُومٌ للسِّرِّ، قال جَرِيرٌ:

  ولقد تَسَقَّطَني الوُشَاةُ فَصَادَفُوا ... حَصِراً بِسِرِّكِ يا أُمَيْمَ ضَنِينَا

  والحَصِيرُ: الحَابِس. واللهُ حَاصرُ الأَرواحِ في الأَجْسَامِ. وأَرضٌ مَحْصُورةٌ، ومنْصورةٌ، ومَضْبُوطة، أَي ممْطُورةٌ.

  والحِصَار: مدينةٌ عظيمة بالهند.

  والخطيب المُعَمَّر عبدُ الواحد بنُ إِبراهيم الحِصَارِيّ، محدّث، وُلد سنة ٩١٠ ورَوَى عالِياً عن الشّمسِ مُحَمّدِ بن إِبراهيمَ العُمَرِيّ والشَّرف السّنباطيّ، كلاهما عن الحافِظِ بنِ حجَرٍ، روى عنه شُيوخُ شيوخِ مشايِخِنا، ويقال له البُرْجِيّ أَيضاً.

  وأَبو حَصِيرةَ: صحابِيٍّ قَسَمَ له النَّبِيُّ من وادي القُرَى.

  وذو الحَصِير: كأَمِير: كَعْب بنُ رَبِيعَة البَكَّائيّ، جاهليّ.


(٥) (*) في القاموس: صانه.

(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «القرَّاء» بالقاف. ولعله الصواب. قال ابن بشكوال في كتاب الصلة: كان عالماً بالقراءات وطرقها، وأقرأ الناس القرآن الكريم بسبتة.

(٢) وصحح ابن خلكان وفاته بالقيروان سنة ٤١٣.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أبوى القاسم، لعله: أبوا القاسم».

(٤) في الأساس: مكانها.