[حفر]:
  ومن المَجَازِ قَوْلُهم: هُو نَكِدُ الحَظِيرَةِ، أَي بَخِيلٌ، كما في الأَساسِ. وقيل: قَلِيلُ الخَيْرِ.
  والمَحْظُورُ: المُحرَّمُ. والحَظْر: خِلافُ الإِبَاحَة. وقولُه تَعَالى: وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً(١) أَي مُحَرَّماً. وهو راجِعٌ إِلى المَنْع وقيل: مَقْصُوراً عَلَى طَائِفَةٍ دُونَ أُخْرَى.
  من حَظَرَ الشَّيْءَ إِذا حازَه لنَفْسِه خَاصَّةً.
  * ومما يُسْتَدْرك عليه:
  يُقَال: احتَظَرَ به، أَي احْتَمَى. وفي الكِتَاب العَزِيز: {فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ}(٢) وقرِئ «المُحْتَظَر» أَراد كالهَيْشِيم الّذي جَمَعَه صاحِبُ الحَظِيرَة. ومَن قرأَه بالفَتْح فالمُحْتَظَر اسمٌ للحَظِيرةِ، والمَعْنَى: كَهَشِيم المكانِ الّذي يُحْتَظَر فيه. والهَشِيمُ: ما يَبِسَ من المُحْتَظَراتِ(٣) فارْفَتَّ وتَكَسَّرَ. والمَعْنَى أَنهم قد بَادُوا وهَلَكُوا فصارُوا كيَبِيس الشَّجَرِ إِذا تَحَطَّمَ. وقال الفَرَّاءُ: مَعْنَى قولِه {كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} أَي كهَشِيم الذي يَحْظُر(٤) على هَشِيمه، أَرادَ أَنه حَظَرَ(٥) حِظَاراً رَطْباً على حِظَارٍ قَدِيمٍ قد يَبِس.
  وسِكَّةُ الحَظِيرَةِ بنَسَفَ، ذَكره الداووديّ.
  [حفر]: حَفَرَ الشَّيْءَ يَحْفِرُه، من حَدِّ ضَرَبَ، حَفْراً، واحْتَفَرَه: نَقَّاه، كما تُحْفَرُ الأَرضُ بالحَدِيدَةِ، واسم المُحْتَفَرِ الحُفْرَةُ. وما يُحْفَرُ به: المِحْفَارُ.
  ومِنَ المَجَازِ: حَفَرَ المَرْأَةَ: جَامَعَها، تَشْبِيهاً بحَفْر النَّهْر، عن ابنِ الأَعرابِيّ.
  والحَفْرُ: الهُزَال، عن كُرَاع. يقال: حَفَرَ الغَرَزُ العَنْزَ يَحفِرُها حَفْراً: أَهْزَلَها(٦) يقال: ما حامِلٌ إِلّا والحَمْلُ يَحْفِرهَا إِلّا النّاقَةَ فإِنّها تَسْمَن عَلَيه. وهو مَجازٌ.
  ومن المَجَاز: حَفَرَ ثَرَى زَيْدٍ: فَتَّشَ عَنْ أَمْرِهِ ووَقَفَ عَلَيْهِ، عن ابْنِ الأَعرابِيّ. ومن المَجاز: حَفَرَ الصَّبِيُّ: سَقَطَتْ رَوَاضِعُه، فإِذا سَقَطت الثَّنِيَّتَان العُلْيَيَانِ السُّفْلَيانِ فيُقَال: أَحْفَرا إِحْفاراً.
  والحُفْرةُ والحَفِيرَة، كلاهما: المُحْتَفَر.
  والمِحْفَرُ والمِحْفَارُ والمِحْفَرَةُ: الْمِسْحَاةُ ونَحْوُهَا من مَا يُحْفَرُ به والحَفَرُ، بالتَّحْرِيكِ: البِئْرُ المُوَسَّعَة فوق قَدْرِهَا.
  ويُسَكَّن، كالحَفِير والحَفِيرة. والحَفَرُ بالتحريك: التُّرابُ المُخْرَجُ مِنَ الشَّيْءِ المَحْفُورِ، وهو مِثْل الهَدَمِ.
  ويقال: هو المَكان الذي حُفِرَ.
  وقال الشاعر:
  قالوا انْتَهَيْنَا وهذا الخَنْدَقُ الحَفَرُ(٧)
  وج أَي جَمْعُهَا أَحْفَارٌ، وجج أَي جَمْع الجَمْع أَحافِيرُ، أَنشد ابنُ الأَعرابِيّ:
  جُوبَ لها مِن جَبَلٍ هِرْشَمِّ ... مُسْقَى الأَحَافِيرِ ثَبِيتِ الأُمِّ
  وقد تكون الأَحافِيرُ جَمْعَ حَفِيرٍ، كقَطِيعٍ وأَقاطِيعَ.
  والحَفَرُ، بالتَّحْرِيك(٨): سُلَاقٌ في أُصُولِ الأَسْنَانِ، نَقَلَه ابن السِّكِّيت، وقال: والتَّحْرِيك لُغَةُ بنِي أَسَد، وقد حَفِرَتْ، مِثْل تَعِبَ تَعَباً، وهي أَردأُ اللُّغَتَيْن.
  وقال ابنُ قُتَيْبَة في أَدَب الكاتِب: الحَفَر، بالتَّحْرِيك، لُغَةٌ ردِيئَة، أَو الحَفَرُ في الأَسْنَانِ: صُفْرَةٌ تَعْلُوهَا. نَقَلَه ابنُ خَالَوَيْه في شَرْح الفَصِيح وابْنُ دُرَيْد في الجَمْهَرة، ويُسَكَّنُ، وهو الأَفْصَحُ، والفِعْلُ كعُنِي وضَرَبَ وسَمِعَ.
  وفي المصباح: حَفَرَت الأَسنانُ حَفْراً، من باب ضَرَب، وفي لغةٍ لِبنِي أَسَدِ: حَفِرَت حَفَراً، من باب تعِبَ، إِذا فَسَدت أُصولُها بسُلَاقٍ يُصِيبُها، حكَى اللُّغَتَين الأَزهَرِيُّ.
  قال شيخُنَا: ويُؤْخَذُ مِن كلامِ الفَصِيح أَنَّ تسكِينَ الفَاءِ
(١) سورة الإسراء الآية ٢٠.
(٢) سورة القمر الآية ٣١.
(٣) الأصل واللسان، وفي التهذيب: الحُظُرات.
(٤) التهذيب: يَحتظِرُ.
(٥) هذا ضبط اللسان، وضبطت في التهذيب: حَظَّر.
(٦) في القاموس: هزلها.
(٧) في التكملة: والرواية:
أشرفن، أو قلن هذا الخندق الحفر
وصدره:
حتى إذا هن وركنّ القصيم وقد
والبيت للأخطل.
(٨) في اللسان: والحَفْرُ والحَفَرُ.