تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وزأ]:

صفحة 276 - الجزء 1

  نِفَارٍ واحدٍ. وقال أَبو زيدٍ: ذلك إِذا نَفَرَتْ فَصعِدَت الجَبَلَ، فإِذا كان نِفارُها في السَّهْلِ، قيل: اسْتَأْوَرَتْ، قال: وهذا كَلَامُ بَني عُقَيْلٍ.

  والوَرَاءُ: الضَّخْمُ الغَلِيظُ الأَلْوَاحِ، عن الفارِسِيّ.

  [وزأَ]: وَزَأَ اللَّحْمَ، كوَدَعَ وَزْأً أَيْبَسَهُ وقيل: شَواهُ ووَزَأَ القَوْمُ⁣(⁣١) بالرفع والنصب دَفَع بَعْضَهم يحتمل الرفعَ والنَّصْبَ عن بَعْضٍ في الحرب وغيرها.

  وَوَزَّأَ الوِعَاءَ تَوْزِئَةً وَتَوْزِيئاً إِذا شَدَّ كَنْزَهُ، ووَزَّأَ القِرْبَةَ تَوْزيئاً: مَلأَهَا، فَتَوَزَّأَتْ رِيًّا، وكذا وَزَّأْتُ الإِنَاءَ: مَلأْتُه.

  ووزَّأَتِ الفَرَسُ والنَّاقَةُ به أَي بِراكِبها تَوْزِئَةً: صَرَعَتْهُ وقَد وَزَّأَ فُلَاناً: حَلَّفَهُ بكُلِّ يَمِينٍ أَو حَلَّفَه بِيَمِينٍ مُغَلَّظَةٍ.

  وقال أَبو العَبَّاس: الوَزَأُ، مُحرَّكَةً، من الرِّجالِ مَهموزٌ: هو القَصِيرُ السّمِينُ، أَو الشَّدِيدُ الخَلْقِ، وأَنشدَ لبعْضِ بني أَسَدٍ:

  يَطُفْنَ حَوْلَ وَزَإٍ وزْوَازِ

  [وصأ]: وَصِئَ الثَّوْبُ، كَوَجِلَ: اتَّسَخَ، كما في المُحكمِ. وقرأْتُ في كِتاب بُغْيَةِ الآمال لأَبي جَعْفَرٍ اللَّبْلِيِّ قال في باب المهموز العين واللام: صَئِئَ الثَّوْبُ كَفِرحَ اتَّسَخَ، وهو مَقْلُوبٌ.

  [وضأَ]: الوَضَاءَةُ: الحُسْنُ والنَّظَافَةُ والبَهجَةُ وقد وَضُؤَ كَكَرُمَ يَوْضُؤُ وَضَاءَةً، بالفتح والمدّ، وعلى هذا الفِعْلِ اقتصَرَ الجوهريُّ، وحكى بعضُهم وَضِئَ، بالكسر، كفَرِح، قال اللَّبْلِيُّ في شَرْح الفَصيحِ، قال ابنُ عُدَيْسٍ ونَقَلْتُه مِن خَطِّه، وفِعْلُ الرجُلِ من ذلك وَضُؤَ يَوْضُؤُ ووَضِئَ يَوْضِئُ، بضمّ الضادِ وكَسْرِها، ومثله ذكَره ابنُ الزبيديّ في كتاب الهمز، والقَزَّازُ في الجامع، قاله شيخُنا فهو وَضِيءٌ على فَعِيلٍ مِنْ قَوْمٍ أَوْضِيَاءَ كَتَقِيٍّ وأَتْقِيَاءَ إِلحاقاً له بالمعتلِّ ووِضَاءٍ بالكسرِ والمَدّ. وهو وُضَّاءٌ، كَرُمَّانٍ مِنْ قوم وُضَّائِينَ جَمْع مُذَكّر سَالِم قال أَبو صَدَقة الدُّبَيْرِيُّ:

  والمَرْءُ يُلْحِقُهُ بِفِتْيَانِ النَّدَى ... خُلُقُ الكَرِيمِ وَلَيْسَ بِالوُضَّاءِ⁣(⁣٢)

  وحكى ابنُ جِنّى وَضَاضِئُ جاءوا بالهمزة في الجَمْع لَمَّا كانتْ غيرَ مُنْقَلِبةٍ بل موجودة في وَضُؤت ووَضِئت فهي وَضِيئَةٌ، في حديث عائشة «لَقَلَّمَا كَانَت امْرَأَةٌ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُل يُحِبُّها» ... وحكى اللِّحيانِيُّ: إِنه لَوَضِيءٌ، في فِعْلِ الحَالِ، ومَا هُو بِوَاضِئ، في المُسْتَقْبَلِ، أَي بِوَضِيءٍ وقول النابغة:

  فَهُنَّ إِضَاءٌ صَافِيَاتُ الغَلائِلِ

  يجوز أَن يَكون أَرادَ وِضَاءً، أَي حِسَانٌ نِقَاءٌ، فأَبدَل الهَمْزَة مِن الوَال المَكسورة، وسيذكر في موضعه.

  قال أَبو حاتم وتَوَضَّأْتُ للصلاةِ وُضُوءًا، وتَطَهَّرْتُ طُهُوراً. أَتَوَضَّأُ توضُّؤًا من الوَضاءَةِ⁣(⁣٣)، وهي الحُسْنُ، قال ابن الأَثيرِ: وُضُوءُ الصلاةِ مَعروفٌ، وقد يُرادُ به غَسْلُ بَعْضِ الأَعضاءِ. وفي الحديث: «تَوَضَّؤُوا ممَّا غَيَّرَتِ النارُ» أَراد به غَسْلَ الأَيدِي والأَفْوَاهِ من الزُّهُومَةِ، وقيل: أَرادَ به وُضُوءَ الصلاةِ، وقيل: مَعناهُ نَظِّفُوا أَبْدَانَكم من الزُّهُومَةِ. وعن قَتادَةَ: منْ غَسَلَ يَدَه فقد تَوضَّأَ.

  ولا تَقُلْ: تَوَضَّيْتُ بالياءِ بدَلَ الهمزِ، قاله غيرُ واحدٍ.

  وقال الجوهريُّ: وبعضُهم يقولُه، وهو مُرادُ المُصَنِّف مِن قولِه لُغَيَّةٌ أَو لُثْغَةٌ وتَوَضَّأَ وُضُوءًا حَسَناً، وقد تَوَضَّأَ بالماءِ ووَضَّأَ غَيْرَهَ، ونقل شيخُنا عن اللَّبْلِيِّ: ذكر قاسِمٌ عن الحَسَن أَنه قال يوماً: تَوَضَّيْتُ، بالياءِ، فقيل له: أَتَلْحَنُ يا أَبا سَعيدٍ؟ فقال: إِنها لغة هُذَيْلٍ وفيهم نَشْأْتُ.

  والمِيضَأَةُ بالكسر والقصر، وقد يُمَدُّ: المَوْضِعُ الذي يُتَوَضَّأُ فِيه عن اللحيانيِّ، ومِنْهُ، نقله الصاغاني، وقال الليثُ: هي المِطْهَرَةُ، بالكسر، التي يُتَوَضَّأُ منها أَو فيها، وقد ذكر الشامِيُّ في سيرتِه القَصْرَ والمَدَّ، نقل عنه شيخُنا.

  قلت: وقد جَاءَ ذِكْرُه في حَدِيثِ أَبي قَتَادَة سَحَر لَيْلَةِ التَّعْرِيسِ، احْفَظْ عَلَيْك مِيضَأَتَكَ فَسَيَكُونُ لها نَبَأٌ.

  والوُضُوءُ بالضمِّ الفِعْلُ، وبالفَتْح مَاؤُهُ المُعَدُّ له، وهو مأْخوذٌ من كلام أَبي الحَسَنِ الأَخفشِ حكى عنه ابنُ⁣(⁣٤)


(١) القاموس: «القومَ».

(٢) اللسان، وبهامشه: قوله ليس بالوضاء ظاهره أنه جمع واستشهد به في الصحاح على قوله ورجل وضاء بالضم أي وضئ فمفاده أنه مفرد.

(٣) العبارة في النهاية: ويقال: توضأت أتوضأ توضؤاً ووضوءاً ... من الوضاءة.

(٤) بالأصل «أبو» وهو صاحب اللسان.