تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خطر]:

صفحة 358 - الجزء 6

  الخِطْرَةُ: الغُصْنُ والجمْع والخِطَرةُ. كذلك سَمِعْتُ الأَعْرَاب يَتَكَلَّمُون بِهِ.

  والخِطْرُ⁣(⁣١): الإِبِلُ الكَثِيرُ، هكَذَا في سائِرِ النُّسَخِ المَوْجُودَةِ، والصَّوَابُ: الكَثِيرَةُ، بالتَّأْنِيثِ، كما في أُمَّهَاتِ اللُّغَة: أَو أَرْبَعُونَ من الإِبِل، أَو مائَتَانِ من الغَنَم والإِبِل، أَو أَلْفٌ مِنْهَا وزيادة، قال:

  رَأَتْ لأَقوامٍ سَوَاماً دَثْرَا ... يُرِيحُ رَاعُوهُنَّ أَلْفاً خَطْرَا

  وَبَعْلُها يَسُوقُ مَعْزَى عَشْرَا

  وقال أَبُو حَاتِم: إِذا بَلَغت الإِبلُ مِائَتَيْن فهي خَطْر، فإِذا جَاوَزَت ذلِك وقَارَبت الأَلْفَ فَهِي عَرْج. ويفتح، وهذِه عن الصَّاغانِي ج أَخْطَارٌ.

  والخَطْر⁣(⁣٢) بالفَتْح: مِكْيَالٌ ضَخْمٌ لأَهْلِ الشَّام، نَقَلَه الصَّاغانِيّ.

  والخَطْر: ما يَتَلَبَّد، أَي يَلْصَق عَلَى أَوْرَاكِ الإِبِلِ من أَبْوالِهَا وأَبْعَارِهَا إِذا خَطَرَت بأَذْنَابِها، عن ابْنِ دُرَيْد⁣(⁣٣).

  وعِبَارَةُ المُحْكَم: ما لَصِقَ بالوَرِكَيْن من البَوْل، ولا يَخْفَى أَنّ هذِه أَخْصَرُ مِن عِبَارَةِ المُصَنِّف. قال ذُو الرُّمَّة:

  وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الحَمَائِلَ بَعْدَ مَا ... تَقَوَّبَ عن غِرْبَانِ أَوْرَاكِهَا الخَطْرُ

  تَقَوَّب كَقَوْلهِ تَعَالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}⁣(⁣٤) أَي قَطَّعُوا. وقال بَعْضُهم: أَرادَ: تَقَوَّبَتْ غِرْبانُهَا عن الخَطْر، فقَلَبَه.

  ويُكْسَرُ، والخَطْر: العَارِضُ مِنَ السَّحَابِ لاهْتِزازِهِ.

  ومن المَجاز: الخَطْر: الشَّرَفُ والمَالُ والمَنْزِلَة وارْتِفاعُ القَدْرِ، ويُحَرَّك، ويُقَالُ: للرَّجُل الشَّرِيف: هُو عَظِيمُ الخَطَر، ولا يُقَال لِلدُّونِ. والخُطُر بالضَّمِّ: الأَشْرَافُ مِنَ الرِّجَالِ العَظِيمُو القَدْرِ والمَنْزِلَة، الواحِدُ خَطِيرٌ، كأَمِير، وقَومٌ خَطِيرُون.

  وبالتَّحْرِيك: الإِشْرَافُ عَلَى الهَلَاكِ، ولا يَخْفَى ما فِي الأَشْرَاف والإِشْرَاف من حُسْنِ التَّقَابُل والجنَاس الكامِل المحرَّف. وفي بعْضِ الأُصول: على هَلَكَة⁣(⁣٥). وهو على خَطَرٍ عَظِيم، أَي إِشْراف على شَفَا هَلَكَةٍ. ورَكِبُوا الأَخْطَارَ.

  والخَطَرُ في الأَصل: السَّبَقُ يُتَرَاهَنُ عَلَيْهِ، ثم اسْتُعِير للشَّرَف والمَزِيّة، واشْتَهَر حَتَّى صارَ حَقِيقةً عُرْفيَّةً. وفي التَّهْذِيب: يُتَرَامَى عَلَيْه في التَّرَاهُنِ. والخَطَر: الرَّهْن بعَيْنه وهو ما يُخَاطَر عَلَيْه، تَقُولُ: وَضَعُوا لِي خَطَراً ثَوْباً، ونَحْوَ ذلِك، والسَّابِقُ إِذا تَنَاوَل القَصَبَةَ عُلِمَ أَنَّه قد أَحْرَزَ الخَطَرَ، وهو والسَّبَقُ والنَّدَبُ وَاحِدٌ، وهو كُلُّه الَّذِي يُوضَع في النِّضَال والرِّهَان، فمنْ سَبَقَ أَخَذَه، ج خِطَارٌ، بالكَسْر، وجج، أَي جَمْع الجَمْع أَخْطَارٌ⁣(⁣٦). وقيل: إِن الأَخْطَار جَمْع خَطَرٍ كسَبَبٍ وأَسْبَاب، ونَدَبٍ وأَنْداب.

  ومن المَجازِ: الخَطَر: قَدْرُ الرَّجُلِ ومَنْزِلَتُه. ويقال: إِنَّه لَعَظِيمُ الخَطَرِ وصَغِيرُ الخَطَرِ، في حُسْن فِعَاله وشَرَفِه، وسُوءِ فِعَاله. وخَصَّ بعضُهم بِه الرِّفْعَة، وجَمْعُه أَخْطارٌ. والخَطَر: الْمِثْلُ في العُلُوِّ والقَدْرِ، ولا يَكُونُ في الشَّيْءِ الدُّونِ، كالخَطِيرِ، كأَمِير. وفي الحَدِيث: «أَلَا هَلْ مُشَمِّرٌ للجَنَّة فإِنَّ الجَنَّة لا خَطَرَ لها»، أَي لا مِثْلَ لهَا. وقال الشاعر:

  في ظِلِّ عَيْشٍ هَنِيٍّ ماله خَطَرُ

  أَي ليس له عِدْلٌ.

  وفُلانٌ لَيْس له خَطِيرٌ، أَي ليس له نَظِيرٌ ولا مِثْلٌ.

  والخَطَّار، ككَتَّان: دُهْنٌ يُتَّخَذُ مِنَ الزَّيْت بأَفَاوِيهِ الطِّيبِ، نَقَله الصَّاغانِيّ، وهُوَ أَحدُ ما جَاءَ من الأَسْمَاءِ على فَعّال.

  والخَطَّار: اسم فَرَس حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْر الفَزَارِيِّ. واسم فَرَس حَنْظَلَةَ بْنِ عامِرٍ النُّمَيْرِيّ، نقلَه الصَّاغانيّ.


(١) كذا بالكسر على اعتبار أنها معطوفة على ما قبلها. وفي اللسان ضبطت بالفتح والكسر، ضبط قلم.

(٢) ضبطت عن التهذيب بسكون الطاء، ومثله في التكملة.

(٣) الجمهرة ٢/ ٢٠٩ وفيه ما تعلق وتلبد.

(٤) سورة «المؤمنون» الآية ٥٣.

(٥) ومثله في التهذيب واللسان، وفي الصحاح: الهلاك.

(٦) في القاموس: خُطُرٌ.