تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الخاء من باب الراء

صفحة 360 - الجزء 6

  القَدْرِ. والخَطِير: الوَضِيعُ، ضِدٌّ، حَكَاه في المِصْبَاح عن أَبِي زَيْد وأَغْفَلَه المُصَنِّف نَظَراً إِلى مَنْ خَصَّ الخَطَر برِفْعة القَدْر، كما تَقَدَّم. يقال: أَمْرٌ خَطِير، أَي رَفِيع، وقد خَطُر ككَرُم، خُطُورَةً، بالضَّمِّ.

  والخَطِيرُ: الزِّمَامُ الذي تُقادُ به النَّاقة، عن كُرَاع. وفي حَدِيثِ عَلِيّ ¥ «أَنَّه قَال لعَمَّار: جُرُّوا له الخَطِيرَ ما انْجَرَّ لَكُم». وفي رواية: «مَا جَرَّه لَكُم». ومعناه اتَّبِعُوه ما كان فيه مَوْضِعٌ مُتَّبَعٌ، وتَوَقَّوْا ما لم يَكُن فيه مَوْضع. قال شَمِرٌ: ويَذهَبُ [به]⁣(⁣١) بَعْضُهم إِلى إِخطار النفْس وإِشْرَاطِهَا⁣(⁣٢) في الحَرْب. والمَعْنَى اصْبِرُوا لعَمَّار ما صَبَرَ لكم. وجعلَه شَيْخُنَا مَثَلاً، ونَقَلَ عن المَيْدَانيّ ما ذَكَرْنَاه أَوَّلاً، وهو حَدِيثٌ كما عَرَفْتَ.

  والخَطِير: القَارُ، نَقَلَه الصَّاغانِيُّ.

  والخَطِيرُ: الحَبْلُ، وبه فسَّر بَعْضٌ حَدِيثَ عَلِيّ السَّابِق ونَقَلَه شَمِر، هو أَحَدُ الوَجْهَيْن. وقال المَيْدَانِيّ: الخَطِيرُ: الزِّمَامُ والحَبْل، فَهُمَا شيءٌ واحدٌ.

  والخَطِير: لُعَابُ الشَّمْسِ في⁣(⁣٣) الهاجِرَة نَقَلَه الصَّاغانِيّ، وهو مَجاز، كَأَنَّه رِمَاحٌ تَهْتَزُّ.

  ومن ذلِك أَيضاً الخَطِير: ظُلْمَةُ اللَّيْلِ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ.

  والخَطِيرُ: الوَعِيدُ. والنَّشَاطُ والتَّصَاوُل، كالخَطَرانِ، مُحَرَّكةً. قال الطِّرِمَّاح:

  بالُوا مَخَافَتَهم على نِيرَانِهِم ... واسْتَسْلَمُوا بعد الخَطِير فَأُخْمِدُوا

  وقول الشاعِر:

  هُمُ الجَبَلُ الأَعْلَى إِذَا مَا تَنَاكَرَتْ ... مُلُوكُ الرِّجَالِ أَو تَخَاطَرَتِ البُزْلُ

  يَجُوز أَن يَكُونَ من الخَطِير الَّذِي هو الوَعِيد، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ من [قولهم:]⁣(⁣٤) خَطَرَ البَعِيرُ بذَنَبِه، إِذا ضَرَبَ به. وخَاطَرَ بِنَفْسِه يُخَاطِر، وبِقَوْمه كَذلِك، إِذا أَشْفَاهَا وأَشْفَى بِها وبِهِم عَلَى خَطَر، أَي إِشْراف عَلى شَفَا هُلْكٍ أَو نَيْلِ مُلْكٍ. والمَخَاطِرُ: المَرَاقِي، كأَخْطَرَ بِهِم، وهذه عن الزَّمَخْشَرِيّ. وفي الحَدِيث: «أَلَا رَجُلٌ يُخَاطِر بنَفْسِه ومَالِه»، أَي يُلْقِيها في الهَلَكَة بالجَهَاد.

  والخِطْرَةُ، بفتح⁣(⁣٥) فَسُكُون: عُشْبَةٌ لها قَضْبَة⁣(⁣٦) يَجْهَدُهَا المَالُ ويَغْزُرُ عَلَيْهَا، تَنْبُت في السَّهْل والرَّمْل، تُشْبِه المَكْرَ.

  وقيل: هي بَقْلةٌ: وقال أَبُو حَنِيفَة عن أَبِي زِيَاد: الخِطْرَةُ، بالكَسْرِ، تَنْبُت مع طُلُوع سُهَيْلٍ، وهي غَبْرَاءُ حُلْوَةٌ طَيّبةٌ، يَرَاهَا مَنْ لا يَعْرِفُهَا فيَظُنُّ أَنّهَا بَقْلَة، وإِنما تَنْبُت في أَصْلٍ قَدْ كَانَ لَها، وليست بأَكثرَ مما يَنْتَهِسُ الدَّابَّةُ بفَمِهَا⁣(⁣٧) وليس لها وَرَقٌ، وإِنَّمَا هي قُضْبَانٌ دِقاقٌ خُضْرٌ وقد يُحْتَبَل فِيهَا الظِّبَاءُ. قال ذُو الرُّمَّةِ:

  تَتَبَّع جَدْراً من رُخَامَى وخِطْرَةٍ ... وما اهتَزَّ من ثُدَّائِهَا المُتَزَبِّلِ

  والخِطْرَةُ⁣(⁣٨): سِمَةٌ للإِبِل في باطِن السَّاقِ، عن ابْنِ حبيب، مِن تَذْكِرَة أَبِي عَلِيّ. وقد خَطَره بالمِيسَم إِذا كَوَاه كذلك.

  ومِن المَجَاز: يقال: ما لَقيتُه إِلَّا خَطْرَةً بَعْد خَطْرَة، وما ذَكَرْتُه إِلَّا خَطْرةً بعد خَطْرَةٍ، أَي أَحْيَاناً بعد أَحْيَان.

  وأَصابَتْه خَطْرَةٌ من الجِنِّ، أَي مَسٌّ.

  والعَرَبُ تقول: رَعَيْنَا خَطَرَات الوَسْميِّ، وهي اللُّمَعُ مِن المَرَاتِعِ والبُقَع. قال ذُو الرُّمَّة:

  لها خَطَرَاتُ العَهْدِ من كُلِّ بَلْدَةٍ ... لِقَوْمٍ وإِن هَاجَتْ لَهُمْ حَرْبُ منْشَمِ

  ويقال: لا جَعَلَها الله خَطْرَتَه، ولا جَعَلها آخِر مَخْطَرٍ منه بفتح الميم⁣(⁣٩) وسكون الخاءِ أَي آخر عَهْد منه، ولا


(١) زيادة عن التهذيب واللسان والنهاية.

(٢) كذا بالأصل والتهذيب واللسان.

(٣) التكملة: من الهاجرة.

(٤) زيادة عن اللسان.

(٥) كذا، وضبطت في القاموس والتهذيب واللسان بالكسر فسكون، وهو ما أثبتناه. وفي التكملة فكالشارح.

(٦) في التكملة: قصبة بالصاد المهملة، وفي التهذيب فكالأصل.

(٧) اللسان والتكملة: بفمه.

(٨) ضبطت في اللسان بفتح الخاء ضبط قلم.

(٩) ضبطت في التهذيب بضم الميم وكسر الطاء وسكون الخاء «مُخْطِر» ضبط قلم.