[همأ]:
  كَسَبَه. وفي حديث النَّخَعِيّ في طعام العُمَّالِ الظَّلَمَةِ «لَك(١) المَهْنَأُ وعليهم الوِزْرُ».
  وهَنَأَتْنِيهِ العَافِيَةُ وقد تَهَنَّأْتُه، وهو طَعَامٌ هَنِيءٌ أَي سَائغٌ وما كَانَ هَنِيئاً أَي سائغاً ولقد هَنُؤَ هَنَاءَةً وهَنَأَةً، وهَنْأً، كسَحَابَةٍ، وعَجَلَةٍ. وضَرْبٍ وفي بعضُ النسخ ضُبِط الأَخير بالكَسر، ومثلُه في لسان العرب قال الليث: هَنُؤَ الطعامُ يَهْنُؤُ هَنَاءَةً، ولغةٌ أُخرى هَنَأَ يَهْنِئُ بالهمز(٢).
  والتَّهْنِئَةُ: خِلافُ التَّعْزيَة، تقول: هنَّأَه بالأَمْرِ والوِلَايَةِ تَهْنِئَةً وتَهْنِيئاً وهَنَأَهُ هَنْأً إِذا قَالَ لَه: لِيَهْنِئْكَ، والعربُ تقول: لِيَهْنِئْكَ الفَارِسُ. بجزم الهمزة، وليَهْنِيكَ الفارِسُ، بياء ساكِنةٍ، ولا يجوزُ لِيَهْنِك كما تقول العامة، أَي لأَن الياءَ بدل من الهمزة.
  قلت: وقد ورَد في صحيح البُخارِي في حديثِ تَوْبةِ كَعْبِ بن مالكٍ: يقولون لِيَهْنِكَ تَوْبَةُ اللهِ عليك، ضَبطه الحافظُ ابنُ حَجَرٍ بكسرِ النون، وزعم ابنُ التين أَنه بفتحها، وصَوَّبه البَرماوي ونَظَّره الزَّرْكَشِي، فراجع في شَرْح الحافظِ العسقَلاني ¦.
  وَهَنَأَه يَهْنَؤُه هَنْأً وهَنَأَهُ يَهْنِئُهُ يَهْنُؤُه هَنْأً، أَي أَطْعَمَه وأَعْطَاهُ، لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَّتب، كَأَهْنَأَهُ راجعٌ لأَعطاه، حكاه ابنُ الأَعرابيّ.
  وهَنَأَ الطَّعَامَ هَنْأً وَهِنْأً وهَنَاءَةً كسَحابةٍ، كذا هو مضبوطٌ، وفي بعض النسخ مكسورٌ مقصور، أَي أَصْلَحَهُ.
  وقَد هَنَأَ الإِبِلَ يَهْنَؤُها ويَهْنِئُها ويَهْنُؤُهَا مُثَلَّثَةُ النُّونِ هَنَأً كَجَبَلٍ، وهَنْأً كضَرْبٍ: طَلَاهَا بِالْهِنَاءِ، ككِتَابٍ، للقَطِرَانِ(٣) أَو ضَرْبٍ مِنه، وأَنشد القالي:
  وَإِنْ جَرِيَتْ بَوَاطِنُ حَالِبَيْهِ ... فَإِن العُرَّ يَشْفِيهِ الهِنَاءُ
  قال الزجَّاجُ: ولم نجد فيما لامُه هَمْزةٌ فَعَلْتُ أَفْعُل إِلَّا هَنَأْتُ أَهْنُؤُ وقَرَأْتُ أَقْرُؤُ، والكسرُ نقله الصاغاني والاسْمُ الهنْءُ، بالكَسْرِ وإِبلٌ مَهْنُوءَةٌ. وفي حديث ابنِ مسعود «لأَنْ أُزَاحِمَ جَمَلاً قد هُنِئَ بِقَطِرَانٍ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أُزَاحِمَ امرَأَةً عَطِرَةً» قال الكسائيّ: هُنِئَ: طُلِيَ، والهِنَاءُ الاسمُ والهَنْءُ المصدر، ومن أَمثالِهم «لَيْسَ الهِنَاءُ بالدَّسِّ» الدَّسُّ: أَن يَطْلِيَ الطَّالِي مَسَاعِرَ البعير(٤)، وهي المَواضِعُ التي يُسْرع إِليها الجَرَبُ من الآباط والأَرفاغِ ونَحْوِها، فيقال دُسَّ البَعِيرُ فهو مَدْسُوسٌ، وسيأْتي، فإِذا عُمَّ جَسَدُ البعيرِ كُلُّه بالهِناءِ فذلك التَّدْجِيلُ، يُضرَب مثلاً للذي لا يُبالِغ في إِحكام الأَمْر، ولا يَسْتَوْثِقُ منه، ويَرْضَى باليَسير منه. وفي حديث ابنِ عَبَّاس في مال اليتيم «إِن كُنْتَ تَهْنَأُ جَرْبَاها» أَي تُعَالِجُ جَرَبَ إِبله بالقَطِرَانِ.
  وهَنَأَ فُلاناً: نَصَرَهُ نقله الصاغاني.
  وَهنِئَتِ المَاشِيَةُ، كفَرِحَ تَهْنَأُ هَنَأً مُحرَّكَةً وهَنْأً بالسكون: أَصَابَتْ حَظًّا مِنَ البَقْلِ ولَمْ تَشْبَعْ منه(٥) وهي إِبلٌ هَنْأَى كسَكْرَى.
  وهَنِئَ به: فَرِحَ، وَهَنِئْتَ الطَّعَامَ بالكسر: تَهْنَأُ بِهِ(٦) على صيغة المضارع من الثلاثي، كذا هو في النسخ، والذي في لسان العرب: وهَنِئْتُ الطَعامَ بالكسر، أَي تَهَنَّأْتُ به.
  والهِنَاءُ ككِتَابٍ: عِذْقُ النَّخْلَةِ عن أَبي حَنِيفة لُغَةُ في الإِهَانِ والذي صَرَّح به ابنُ جِنّي أَنه بالكَسر، كالمقلوب منه، وإِليه مالَ أَبو عليٍّ الفارسي في التذكرة.
  وهُنَاءَةُ، كثُمَامَةَ: اسْم أَخي مُعاوِيةَ بنِ عمرِو بن مالكٍ أَخي هُنَاءَة ونِوَاءٍ(٧) وفَرَاهِيدَ وجَذِيمَةَ الأَبرشِ.
  والهَانِئُ: الخَادِمُ، وفي الحديث أَنه قال لأَبي الهيثم بن التَّيِّهَانِ «لا أَرَى لَك هَانِئاً» قال الخَطَّابِيُّ: المشهور في الرِّوايةِ مَاهِناً أَي خادماً، فإِن صَحَّ فيكونُ اسمَ فاعلٍ من هَنَأْتُ الرَّجُلَ أَهْنَؤُه هَنْأً إِذا أَعطَيْتَه.
  وهانِئٌ اسمُ رَجُلٍ، وهانِئُ بنُ هانِئٍ رَوى عَنْ عَلِيٍّ، وأُمُّ هَانِئٍ فاخِتَةُ أَو هِنْدُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ عَمِّ رسولِ الله ÷، شَقِيقَةُ عَلِيٍّ كَرَّم اللهُ وجْهَه، أُمُّهما فاطِمةُ بنت أَسَدِ بن
(١) في النهاية: لهم.
(٢) في اللسان: هني يهنى، بلا همز.
(٣) في نسخة من القاموس: بالقطران.
(٤) عن اللسان، وبالأصل «مشاعر».
(٥) في اللسان: من غير أن تشبع منه.
(٦) ضبط القاموس: تَهَنَّأَ به.
(٧) في جمهرة ابن حزم والمقتضب: نوًى.