تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل الزاي) مع الراء

صفحة 482 - الجزء 6

  وأَزارَهُ: حَمَلَه على الزِّيارِة وأَزَرْتُه غَيري.

  وزَوَّرَ تَزْوِيراً⁣(⁣١): زَيَّنَ الكَذِبَ، وكَلامٌ مُزَوَّرٌ: مُمَوَّهٌ بالكَذِب.

  ومن المَجَازِ: زَوَّرَ الشَّيْءَ. حَسَّنَه وقَوَّمه. وأَزالَ زَوَرَه: اعوِجَاجَه. وكَلامٌ مُزَوَّرٌ، أَي مُحَسَّن. وقِيل: هو المُثَقَّف قَبْلَ أَن يُتَكَلَّمَ به، ومنه قَوْلُ عُمَر ¥: «ما زَوَّرْتُ كَلاماً لأَقُولَه إِلا سَبَقَني به أَبُو بَكْر». أَي هَيَّأْت وأَصْلَحْت.

  والتَّزْوِير: إِصلاحُ الشَّيْءِ. وسُمِعَ ابنُ الأَعرابيّ يقول: كُلُّ إِصلاحٍ من خَيْرٍ أَو شَرٍّ فهو تَزْوِيرٌ. وقال أَبو زَيْد: التَّزْوِير: التَّزْوِيق والتَّحْسِين. وقال الأَصمَعِيّ: التَّزْوِير: تَهْيِئَة الكَلامِ وتَقدِيرُه، والإِنْسَان يُزَوِّر كَلاماً، وهو أَن يُقَوِّمَه ويُتْقِنَه قبل أَنْ يتكَلَّم به.

  وزَوَّرَ الزَّائِر تَزْوِيراً: أَكْرَمَه⁣(⁣٢) قال أَبو زيد: زَوِّروا فُلاناً، أَي اذْبَحُوا له وأَكْرِمُوه. والتَّزْوِيرُ: أَن يُكرِمَ المَزُورُ زَائِرَه.

  وزَوَّرَ الشَّهَادةَ: أَبْطَلَهَا، وهو راجعٌ إِلى تفسير قَوْلِ القَتَّال:

  ونَحْنُ أُناسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَةٍ ... صَلِيبٌ وِفِينَا قَسْوَةٌ لا تُزَوَّرُ

  قال أَبو عَدْنَانَ: أَي لا نُغْمَز لقَسْوتنا ولا نُستَضْعَف⁣(⁣٣).

  فقوله: زَوَّرْت شَهَادَةَ فَلانِ، معناه أَنَّه استُضعِف فغُمِزَ، وغُمِزتْ شَهَادَتُه فأُسقِطَت.

  وفي الخَبَر عن الحَجَّاج قال: «رَحِم الله امْرأً زَوَّرَ نَفْسَه على نَفْسِه» قيل: قَوَّمَها وحَسَّنَها. وقيل: اتَّهَمَها على نَفْسه.

  وقيل: وَسَمَهَا بالزُّورِ، كفَسَّقَه وجَهَّلَه. وتقول: أَنا أُزَوِّرك على نَفْسِك، أَي أَتَّهِمُك عَلَيْها. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:

  به زَوَرٌ لم يَسْتَطِعْه المُزَوِّرُ

  والمُزَوَّرُ من الإِبِل، كمُعَظَّم: الذي إِذا سَلَّه المُذَمِّر⁣(⁣٤) - كمُحَدّث وقد تقدّم - من بَطْن أُمِّه اعْوَجَّ صَدرُه فَيَغْمِزُه ليُقِيمَه فيَبْقَى فِيه من غَمْزِهِ أَثَرٌ يُعلَم منه أَنَّه مُزَوَّر، قاله اللَّيْثُ: واسْتَزَارَهُ: سأَلَه أَن يَزُورَه، فزَارَه وازَدَارَه.

  وتَزاوَرَ عنه تَزَاوُراً عَدَلَ وانْحَرَف. وقُرِئ: تَزَّاوَرُ عَنْ كَهْفِهِم⁣(⁣٥)، وهو مُدغَمُ تَتَزَاوَرُ كازْوَرَّ وَازْوارَّ، كاحْمَرَّ واحْمارَّ. وقُرِئَ «تَزْوَرُّ» ومعنى الكُلِّ: تَمِيل، عن الأَخْفَشِ.

  وقد ازْوَرَّ عنه. ازْوِرَاراً. وازْوَارَّ عنه ازْوِيرَاراً.

  وتَزاوَرَ القَوْمُ: زارَ بَعضُهُم بَعضاً، وهم يَتَزَاوَرُون، وبينهم تَزَاوُرٌ.

  وزَوْرَانُ، بالفتح: جَدُّ أَبي بكرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عبدِ الرحمنِ البَغْدَادِيّ، سَمِعَ يحيى بن هاشِم السّمسار. وقول المصنّف: التّابِعِيّ كذا في سائر الأُصول خَطَأٌ، فإِنَّ محمّد بن عبد الرحمن هذا ليس بتابعيٍّ كما عَرفْت.

  والصواب أَنه سَقط من الكاتب، وَحَقُّه بعد عبد الرحمن: والوَلِيدُ بنُ زُوّارانَ. فإِنّه تابعيّ يَرْوِي عن أَنَس. وشَذَّ شيخُنَا فضَبَطه بالضَّم نَقلاً عن بعضهم عن الكاشِف، والصَّواب أَنَّه بالفَتْح، كما صَرَّحَ به الحافِظُ ابن حَجَر والأَمِيرُ وغيرُهما، ثم إِنَّ قَوْلَ المُصَنّف إِن زَوْرَانَ جَدُّ مُحَمَّد وَهَمٌ، بل الصَّواب أَنه لَقَبُ مُحَمَّد. ثم اختُلِف في الوَليد بنِ زَوْرَانَ، فَضَبَطه الأَمِيرُ بتقديم الرَّاءِ على الوَاوِ، وجَزَمَ المِزِّيّ في التَّهْذِيب أَنَّه بتقديم الواو كما هُنَا.

  وبالضَّمِّ عبدُ الله بنُ عَلِيّ بن زُورَانَ الكازَرُونِيُّ، عن أَبِي الصَّلْت المُجير، ووَقَعَ في التَّكْمِلة، عَلِيّ بنُ عبد الله بن زُورَانَ. وإِسحاقُ بنُ زُورَانَ السِّيرافِيُّ الشَّافعيّ، مُحَدِّثُونَ.

  * ومما يستدرك عليه:

  مَنَارَةٌ زَوْراءُ: مائِلَةٌ عن السَّمْتِ والقَصْدِ. وفَلاةٌ زَوْراءُ: بَعِيدةٌ فيها ازْوِرَارٌ، وهو مَجَاز. وَبَلَدٌ أَزْوَرُ، وجَيْشٌ أَزْوَرُ.

  قال الأَزهَرِيُّ: سَمِعْتُ العَربَ تقول للبَعِير المَائِل السَّنامِ: هذا البَعِيرُ زَوْرٌ⁣(⁣٦). وناقَةٌ زَوْرَةٌ: قَوِيَّةٌ غَلِيظَةٌ. وفَلاةٌ زَوْرَة: غَيرُ قاصِدَةٍ.

  وقال أَبو زَيد: زَوَّرَ الطَّائِرُ تَزْوِيراً: ارتفَعَتْ حَوْصَلَتُه، وقال غيرُه: امتَلأَتْ.


(١) في اللسان: وكلام مُزوَّرٌ ومُتزوَّرٌ.

(٢) في القاموس: «ألزمه».

(٣) الأصل واللسان، وفي التهذيب: أي لا تغمز لقسوتها ولا تستضعف.

(٤) في التهذيب واللسان «المزمِّر».

(٥) سورة الكهف الآية ١٧.

(٦) الأصل واللسان، وفي التهذيب: «أزور».