تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زهر]:

صفحة 483 - الجزء 6

  ورَجلٌ زَوَّارٌ وزَوَّارَةٌ، بالتشديد فيهما⁣(⁣١): غَلِيظٌ إِلى القِصَرِ.

  قال الأَزْهَرِيّ: قرأْتُ في كتاب اللَّيْث في هذا الباب: يقال للرَّجل إِذا كان غَليظاً إِلى القِصَر ما هو: إِنّه لَزُوَّارٌ وزُوَارِيَةٌ⁣(⁣٢).

  قال أَبو مَنْصُور؛ وهذا تَصْحِيفٌ مُنْكر، والصَّواب: إِنه لَزُوَازٌ وزُوَازِبَةٌ «بزاءَيْن». قال: قال ذلك أَبو عَمْرٍو وابْنُ الأَعْرَابِيّ وغَيْرُهما.

  وازْدَاره: زَارَه⁣(⁣٣)، افْتَعَلَ من الزِّيارة. قال أَبو كَبِير:

  فدَخَلْتُ بَيْتاً غَيْرَ بَيْتِ سِنَاخَةٍ ... وازْدَرْتُ مُزْدَارَ الكَريمِ المِفْضَلِ

  الزَّوْرَة: المَرَّةُ الواحدةُ.

  وامرأَةٌ زَائِرَةٌ من نِسْوةٍ زُورٍ، عن سِيبَوَيه، وكذلك في المذكّر، كعائِذٍ وعُوذٍ، ورَجلٌ زَوَّارٌ وزَؤُورٌ⁣(⁣٤) ككَتَّان وصَبُور.

  قال:

  إِذا غَاب عنْها بَعْلُهَا لم أَكنْ لَهَا ... زَؤُوراً ولمْ تَأْنَسْ إِليَّ كِلابُها

  وقال بَعْضُهم: زارَ فُلانٌ فلاناً، أَي مَالَ إِليه. ومنه تَزَاوَرَ عنه، أَي مَالَ.

  وزَوَّرَ صاحِبَه تَزْوِيراً: أَحْسَنَ إِليه وعَرَفَ حَقَّ زِيَارَتهِ.

  وفي حَدِيث طَلْحَةَ: «أَزَرْتُه شَعُوبَ فزَارَها أَي أَوْرَدْتُه المَنِيَّةَ، وهو مَجاز.

  وأَنا أُزِيرُكم ثَنَائِي، وأَزَرْتُكم قَصَائِدي، وهو مَجاز.

  والمَزَارُ، بالفَتْح: مَوْضِعُ الزِّيارةِ.

  وزَوِرَ يَزْوَر، إِذا مالَ.

  ويقال للعَدُوِّ: الزَّايرُ، وهم الزَّايِرُون وأَصلُه الهَمْز، ولم يَذكره المُصَنّف هناك. وبالوَجْهَيْن فُسِّرَ بيتُ عَنْتَرَةَ:

  حَلَّتْ بأَرْضِ الزَّايِرِينَ فأَصْبَحَتْ ... عَسِراً عَليَّ طِلابُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ⁣(⁣٥)

  وقد تقدّمت الإِشارة إِليه.

  وزَارَةُ الأَسَدِ: أَجَمَتُه. قال ابن جِنِّي. وذلك لاعْتِياده إِيَّاها وزَوْرِه لها. وذَكَرَه المصنّف في زأَر.

  والزَّارُ: الأَجَمَة ذاتُ الحَلْفاءِ والقَصَبِ والماءِ.

  وكَلامٌ مُتَزَوَّرٌ⁣(⁣٦): مُحَسَّنٌ. قال نَصْرُ بنُ سيَّارٍ:

  أَبلِغْ أَميرَ المؤمنينَ رِسَالَةً ... تَزَوَّرتُها من مُحْكَمَاتِ الرَّسائِلِ

  أَي حَسَّنْتُهَا وثَقَّفْتها.

  وقال خالِدُ بنُ كُلْثُوم: التَّزْوِيرُ: التَّشْبِيهُ.

  وزَارَةُ: مَوْضِع، قال الشاعر:

  وكَأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً ... نَخْلٌ بِزَارَةَ حَمْلُهُ السُّعْدُ

  وفي الأَسَاس: تَزَوَّرَ: قال الزُّورَ. وَتَزوَّرَه: زَوَّرَه لنَفْسِه.

  وأَلقَى زَوْرَه: أَقامَ.

  وكَلِمةٌ زَوْراءُ: دَنِيَّةٌ مُعْوَجَّةٌ.

  وهو أَزْوَرُ عن مقَامِ الذّلّ: أَبْعَدُ.

  واستدرك شيخنا: زَارَه: زوجُ ماسِخَةَ القَوَّاسِ، كما نقلَه السُّهَيليّ وغيره، وتقدّمت الإشارة إِليه في «مسخ».

  قلت: ونَهْرُ زَاوَرَ كهَاجَر، نَهرٌ متَّصل بعُكْبَرَاءَ، وزَاوَرُ: قريةٌ عنده.

  والزَّوْرُ، بالفَتْح: موضعٌ بين أَرضِ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ.

  وأَرضِ تَمِيم، على ثلاثةِ أَيّامٍ من طَلَحَ. وجَبَلٌ يُذْكَر مع مَنْوَرٍ، وجَبلٌ آخَرُ في دِيَارِ بني سُلَيْمٍ في الحِجَاز.

  [زهر]: الزَّهْرَة، ويُحرَّك: النَّباتُ، عن ثَعْلب. قال ابنُ سِيده: وأُراه إِنّما يُريد نَوْرُه، الواحد زَهْرَةٌ مثل تَمْر وتَمْرة.


(١) في اللسان: زُوَار وزُوَارة بالضم والتخفيف. ضبط قلم.

(٢) هذا ضبط التهذيب واللسان للفظتين.

(٣) في اللسان: عاده.

(٤) بالأصل هنا وفي الشاهد «زوور» بدون همز، وما أثبت في الموضعين عن اللسان.

(٥) يريد: أنه من رواه بالهمز أراد الأعداء، ومن لم يهمز أراد الأحباب، فالزاير: الحبيب.

(٦) في اللسان: وكلام مُزوَّر ومُتزوَّر: مموّه بالكذب، وقيل: محسن، ثم قال بعد أسطر: وكلام مزوَّر أي محسن.