تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سعتر]:

صفحة 526 - الجزء 6

  لكَشْفِه قِنَاعَ الكِنِّ عن وَجْهه، ومَنَازِلَ الحَضَرِ عن مَكانِه [ومَنْزِلَ الخَفْضِ عن نَفْسِه]⁣(⁣١) وبُرُوزِه للأَرْض⁣(⁣٢) الفَضَاءِ، لا فِعْلَ لَه.

  وفي المُحْكَم: ورَجُلٌ سافِرٌ: ذو سفَرٍ، وليس على الفِعْلِ؛ لأَنّا لم نَرَ له فِعْلاً.

  وفي المصباح: سَفَرَ الرجُلُ سَفْراً، مثل طَلَب: خرج للارْتِحالِ، فهو سافِرٌ، والجَمْعُ سَفْرٌ، مثل صاحِبٍ وصَحْب، لكن استعمالَ الفعلِ مَهْجُورٌ، واستعمِلَ المَصْدَر اسْماً، وجُمِعَ على أَسْفَارٍ⁣(⁣٣).

  والسّافِرُ: القَلِيلُ اللَّحْمِ من الخَيْلِ قال ابنُ مُقْبِل:

  لا سافِرُ اللَّحْمِ مَدْخُولٌ ولا هَبِجٌ ... كاسي العِظَامِ لَطِيفُ الكَشْح مَهْضُومُ

  والسّافِرَةُ بهاءٍ. أُمَّةٌ من الرُّومِ سُمُّوا كأَنَّهُ لِبُعْدِهِمْ وتَوَغُّلِهم في المَغْرِبِ، ومنه الحديثُ عن سَعِيدِ بنِ المُسَيِّب مَرْفوعاً: لولا أَصْوَاتُ السَّافِرَةِ لسَمِعْتُم وَجْبَةَ الشَّمْس»، حكاه الهَرَوِيّ في الغَرِيبَيْن، قال الأَزهريّ: كذا جاءَ التفسيرُ مُتَّصِلاً بالحديث، الوَجْبَةُ: الغُرُوبُ⁣(⁣٤)، يعني صَوْتَه فحذف المضاف.

  والمِسْفَرُ، بالكسر: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الأَسْفَارِ، والمِسْفَرُ أَيضاً: القَوِيُّ على السَّفَرِ، اقْتَصَر الأَزْهَرِيُّ على الثاني، وجمعهما ابنَ سِيدَه في المُحْكَم، ونَصُّه: والمِسْفَرُ: الكثيرُ الأَسفارِ القَوّيُ عليها، فلو قال المصنّف هكذا كان أَخْصَر، زاد الأَزهريّ: وهِيَ مِسْفَرَةٌ، بهاءٍ، أَنشد في المُحْكَم:

  لن يَعْدَمَ المَطِيُّ مِنّي مِسْفَرَا ... شَيْخاً بَجَالاً وغُلاماً حَزْورَا

  وبَعِيرٌ مِسْفَرٌ: قَوِيٌّ على السَّفَر، قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب:

  أَجَزْتُ إِليكَ سُهوبَ الفَلاةِ ... ورَحْلِي على جَمَل مِسْفَرِ

  وناقَةٌ مِسْفَرَةٌ ومِسْفَارٌ كذلِك، قال الأَخْطَلُ:

  ومَهْمَهٍ طَامِسٍ تُخْشَى غَوَائِلُه ... قَطَعْتُه بكَلُوءِ العَيْنِ مِسْفَارِ

  والسُّفْرَةُ بالضَّمّ: طَعامُ المُسَافِر المُعَدّ للسَّفَر، هذا هو الأَصْلُ فيه، ثم أُطْلِقَ على وِعَائِه، وما يُوضَع فيه من الأَدِيم، ثم شَاعَ الآن فيما يُؤْكَلُ عَليه.

  وفي التَّهْذِيب: السُّفْرَةُ: التي يُؤْكَل عليها، وسُمِّيت لأَنَّهَا تُبْسَطُ إِذا أُكِلَ عليها.

  [ومنه سُفْرَةُ الجِلْدِ] * والسِّفَارُ، ككِتَاب: حَدِيدَةٌ يُخْطَمُ بها البَعِيرُ، قاله الأَزهريّ، أَو جِلْدَةٌ تُوضَعُ على أَنْفِ البَعِير، وقال اللّحْيَانِيّ: السِّفارُ، والسِّفارَةُ: الذي يَكُونُ على أَنْفِ البَعِيرِ بمَنْزِلَةِ الحَكَمَةِ، مُحَرَّكَة، وقوله من الفَرَسِ زيادةٌ من المصنّف على عبارة اللّحْيَانِيّ⁣(⁣٥)، ج أَسْفِرَةٌ، وسُفْرٌ، بالضمّ، وسَفَائِرُ.

  وقد سَفَرَهُ به يَسْفِرُه، بالكسر، وهكذا قاله الأَصْمَعِيّ، سَفَرْتُه بالسِّفارِ.

  وقال اللَّيْثُ: هو حَبْلٌ يُشَدُّ [طرفُه]⁣(⁣٦) على خِطَامِ البَعِيرِ، فيُدَارُ عليه، ويُجْعَلُ بَقِيَّتُه زِمَاماً، ورُبّما كان من حَدِيد.

  وأَسْفَرَهُ إِسفاراً، وهذا قولُ أَبِي زَيْد، وسَفَّرَهُ تَسْفِيراً، وهو في المُحْكَم.

  وسَفَرَ الصُّبْحُ يَسْفِرُ، بالكسر، سَفْراً: أَضاءَ وأَشْرَقَ، كَأَسْفَرَ، وأَنكَرَ الأَصْمَعِيّ أَسْفَرَ.

  وفي البَصَائِر، والمُفْرَدات: والإِسْفَارُ يَخْتَصُّ باللَّون، نحو: {وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ}⁣(⁣٧) أَي أَشْرَق لَوْنُه. و {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ}⁣(⁣٨) أَي مُشْرِقَةٌ مُضِيئَةٌ.

  وفي الأَساس: ومن المَجَاز: وَجْهٌ مُسْفِرٌ: مُشْرِقٌ سُروراً.

  وفي التهذيب: أَسْفَرَ الصُّبحُ، إِذا أَضاءَ إِضاءَةً لا يُشَكّ


(١) زيادة عن التهذيب.

(٢) في التهذيب: وبروزه إلى الأرض الفضاء.

(٣) قارن مع نص المصباح، هنا ورد مختصراً ومختلفاً عن النص هناك.

(٤) في التهذيب: وجبة الشمس: وقوعها إِذا غربت.

(٩) (*) ما بين معكوفتين سقط من المصرية والكويتية.

(٥) وقد وردت في اللسان والصحاح، وفيهما أنها حديدة ... مكان الحكمة من أنف الفرس.

(٦) زيادة عن التهذيب واللسان.

(٧) سورة المدثر الآية ٣٤.

(٨) سورة عبس الآية ٣٨.