تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الراء

صفحة 536 - الجزء 6

  يَكُونُ بعدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ ... في فَمِه مِثْلَ عَصِيرِ السُّكَّرِ

  واحِدَتُه بهاءٍ وقولُ أَبِي زِيَاد الكِلابيّ - في صفة العُشَرِ -: وهو مُرٌّ لا يأْكُلُه شيْءٌ، ومَغَافِيرُه سُكَّرٌ، إِنّمَا أَرادَ مثلَ السُّكَّرِ في الحَلَاوَة.

  ونقلَ شيخُنا عن بعضِ الحُفّاظ أَنّه جاءَ في بعض أَلفاظِ السُّنّةِ الصَّحِيحة، في وَصْف حَوْضِه الشَّرِيفِ «ماؤُه أَحْلَى من السُّكَّرِ» قال ابن القَيِّمِ وغيره: ولا أَعْرِفُ السُّكَّر جاءَ في الحَدِيث إِلّا في هذا المَوْضِع، وهو حادِثٌ لم يَتَكَلَّمْ به مُتَقَدِّمُو الأَطبّاءِ ولا كانوا يَعْرِفُونَه، وهو حارٌّ رَطْبٌ في الأَصَحّ، وقيل: بارِدٌ، وأَجودُه الشَّفّاف «الطَّبَرْزَدْ» وَعَتِيقُه أَلْطَفُ من جَدِيدِه، وهو يَضُرّ المَعِدَةَ التي تَتَوَلَّدُ منها الصَّفْرَاءُ؛ لاستِحَالَتِه إِليها، ويَدْفَعُ ضَرَرَه ماءُ اللِّيمِ أَو النّارَنْجِ.

  والسُّكَّرُ: رُطَبٌ طَيِّبٌ، نَوْع منه شَدِيدُ الحَلَاوَةِ، ذَكَرَه أَبو حاتم في كِتَابِ النَّخْلَة، والأَزْهَرِيّ في التَّهْذِيبِ⁣(⁣١)، وزاد الأَخِيرُ: وهو مَعْرُوفٌ عند أَهْلِ البَحْرَيْنِ، قال شيخُنا: وفي سِجِلْمَاسَة ودَرْعَة، قال: وأَخبرَنا الثِّقَاتُ أَنّه كثيرٌ بمدينة الرَّسُول ، إلَّا أَنَّه رُطَبُ لا يُتْمِرُ إِلّا بالعِلَاجِ.

  والسُّكَّرُ: عِنَبٌ يُصِيبُه المَرَقُ فيَنْتَثِرُ فلا يَبْقَى في العُنْقُودِ إِلّا أَقَلّه، وعَنَاقِيدُه أَوْسَاطٌ، وهو أَبْيَضُ رَطْبٌ صادِقُ الحَلَاوَةِ عَذْبٌ⁣(⁣٢)، وهُوَ من أَحْسَنِ العِنَبِ وأَظْرَفِه، ويُزَبَّبُ أَيضاً، والمَرَقُ، بالتَّحْرِيك: آفَةٌ تُصِيبُ الزَّرْعَ.

  والسُّكَّرَةُ⁣(⁣٣): ماءَةٌ بالقَادِسِيَّةِ، لحَلَاوَةِ مائِها.

  وابْنُ سُكَّرَةَ: مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ مُحَمَّد، أَبو الحَسَن الشَّاعِرُ المُفْلِقُ الهَاشِمِيُّ الزَّاهِدُ المَعْرُوفُ بَغْدَادِيٌّ، من ذُرِّيَّةِ المَنْصُورِ، كَان خَلِيعاً مشهوراً بالمُجُون، تُوُفِّيَ سنة ٣٨٥.

  وأَبو جَعْفَر عَبدُ الله بنُ المُبَارَكِ بنِ الصَّبّاغِ، يُعْرَفُ بابْنِ سُكَّرَةَ، رَوَى عن قاضِي المَرِسْتَان. والقاضِي أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُهَيْرَةَ بنِ حَيُّونَ السَّرَقُسْطِيّ الأَنْدَلُسِيُ الحافِظ ابْن سُكَّرَةَ، وهو الذي يُعَبِّر عنه القاضِي عِياضٌ في الشِّفَا بالشَّهِيد، وبالصَّدَفِيّ، إِمامٌ جليلٌ واسع الرِّحْلَةِ والحِفْظِ والرِّوَايَةِ والدِّراية والكِتَابة والجِدّ، دَخَل الحَرَمَيْن وبَغْدَادَ والشّام، ورَجَعَ إِلى الأَنْدَلُس بعِلْم لا يُحْصَر، وله ترْجَمَةٌ واسعة في شُروحِ الشِّفَاءِ.

  وسُكَّرٌ، بلا لام وهاءٍ: لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ، وفي بعض النّسخ أَحْمَد بن سَلْمَانَ الحَرْبِيّ المُحَدّث، مات بعد السِّتِّمِائَة.

  وأَبُو الحَسَن عليُّ بنُ الحَسَنِ، ويقال: الحُسَيْن بنِ طَاوُوسِ بنِ سُكَّرِ⁣(⁣٤) بنِ عبدِ الله، الدَّيُرعاقُولِيّ مُحَدِّثٌ واعظٌ، نزيلُ دِمَشْق، رَوَى بها عن أَبِي القاسِمِ بن بِشْرَانَ وغيرِه، ومات بِصُور سنة ٤٨٤.

  وفَاتَهُ:

  عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ عُبَيْد بن سُكَّر القارِئ المِصْرِيّ، كتب عنه السِّلَفِيّ.

  وأَمَةُ العَزِيز سُكَّرُ بنْتُ سَهْلِ بنِ بِشْرٍ، رَوَى عنها ابنُ عَسَاكِر.

  ومحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بن ضِرْغَام، عُرِفَ بابن سُكَّرٍ الْمِصْرِيّ نَزِيلُ مكّة، سمعَ الكَثِيرَ، وقَرأَ القِرَاءَات، وكتبَ شيئاً كثيراً.

  وأَخوه أَحْمَدُ بنُ عَلِيّ بن سُكَّر الغَضَائِرِيّ، حَدَّث عن ابنِ المِصْرِيّ وغيره.

  قلْت: وقد رَوَى الحافظُ ابنُ حَجَر عن الأَخِيرَيْنِ.

  قلْت: وأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ علِيِّ بن حَيْدَرَةَ بنِ مُحَمّدِ بنِ القاسِمِ بن مَيْمُونِ بنِ حَمْزَةَ العَلَوِيّ، عُرِفَ بابن سُكَّر، من بيتِ الرِّياسَةِ والنُّبْلِ، حَدَّثَ، تَرْجَمَه المُنْذِرِيّ.

  وعَمّ جَدِّه، أَبو إِبراهيمَ أَحمَدُ بنُ القَاسِم الحافِظ المُكْثِرُ.

  وككَتِفٍ، سَكِرٌ الواعِظُ، ذَكَرَهُ البُخَارِيّ في تَارِيخِه، هكذا في سائِرِ النُّسَخ التي بأَيْدِينا، وقد راجَعْت في تارِيخِ البُخَارِيّ فلم أَجِدْهُ، فرأَيْتُ الحافِظَ ابنَ حَجَر ذَكَرَهُ في


(١) كذا، والعبارة في المصباح: وقال الأزهري في باب العين: العَمْرُ: نخل السُّكَّر وهو معروف عند أهل البحرين.

(٢) عبارة اللسان: ... عذب من طرائف العنب، ويُزبب أيضاً.

(٣) في معجم البلدان: السُّكَرّةُ.

(٤) ضبطت في اللباب: سِكْر.