تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سلر]:

صفحة 540 - الجزء 6

  الأَبْيَضِ المُشْرَبِ، جَمْعاً بين القَوْلين، وادَّعَى أَنه من إِطلاقاتهم، وهو تكلُّف ظاهر، كما لا يخفَى، والوجهُ ما قاله ابنُ الأَثير.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: السُّمْرَةُ في الناسِ الوُرْقَةُ.

  والأَسْمَرُ في قول حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ:

  إِلى مِثْلٍ دُرْجِ العَاج جَادَتْ شِعَابُه ... بأَسْمَرَ يَحْلَوْلِي بها ويَطِيبُ

  قيل: عَنَى به اللَّبَن، وقال ابنُ الأَعرابيّ: هو لَبَنُ الظَّبْيَةِ خاصّةً، قال ابنُ سِيده: وأَظنُّه في لونه أَسْمَرَ.

  والأَسْمَرَانِ: الماءُ والبُرُّ، قاله أَبو عُبَيْدَة أَو الماءُ، والرُّمْحُ، وكلاهما على التَّغَليب.

  والسَّمْراءُ: الحِنْطَةُ: قال ابنُ مَيَّادَة:

  يَكْفِيكَ من بَعْضِ ازْدِيَارِ الآفَاقْ ... سَمْرَاءُ ممّا دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ

  دَرَسَ: داس، وسيأْتي في السين تحقيق ذلك.

  والسَّمْرَاءُ: الخُشْكَارُ، بالضّم، وهي أَعجمية.

  والسَّمْرَاءُ العُلْبَةُ، نقله الصاغانيّ.

  والسَّمْرَاءُ فَرسُ صَفْوَانَ بنِ أَبِي صُهْبَانَ.

  والسَّمْرَاءُ: ناقَةٌ أَدماءُ، وبه فسَّرَ بعضٌ قولَ ابنِ مَيّادَةَ السابقَ، وجعَلَ دَرَسَ بمعنَى راضَ.

  والسَّمْرَاءُ بنتُ نَهِيكٍ الأَسَدِيَّة، أَدْرَكَتْ زَمَنَ النَّبِيّ وعُمِّرَتْ.

  وسَمَرَ يَسْمُرُ سَمْراً، بالفتح، وسُمُوراً، بالضَّمّ: لم يَنَمْ، وهو سامِرٌ، وهُم السُّمّارُ والسَّامِرَةُ.

  وفي الكتاب العزيز {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ}⁣(⁣١) السّامِرُ: اسمُ الجَمْعِ، كالجَامِلِ، وقال الأَزهريّ: وقد جاءَتْ حُرُوفٌ عَلَى لَفْظِ فاعِلٍ وهي جَمْعٌ عن العَرَب، فمنها: الجَامِلُ، والسّامِرُ، والباقِرُ والحاضِرُ. والجامِلُ: الإِبلُ، ويكون فيها الذُّكُورُ والإِناثُ، والسَّامِرُ: الجَمَاعَةُ من الحَيّ يَسْمُرُونَ ليْلاً، والحَاضِرُ: الحَيُّ النُّزُولُ على الماءِ، والباقِرُ: البَقَرُ فيها الفُحُول والإِناثُ. والسَّمَرُ، مُحَرَّكَةً: اللَّيْلُ: قال الشّاعِرُ:

  لا تَسْقِنِي إِنْ لَمْ أَزِرْ سَمَراً ... غَطْفَانَ مَوْكِبَ جَحْفَلٍ فَخْمِ⁣(⁣٢)

  وقال ابن أَحمرَ:

  من دُونِهِمْ إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَراً ... حَيٌّ حِلَالٌ لَمْلَمٌ عَكِرُ⁣(⁣٣)

  وقال الصّاغانِيّ بَدَلَ المِصْراع الثاني.

  عَزْفُ القِيَانِ ومَجْلِسٌ غَمْرُ

  أَراد إِن جِئْتَهُم لَيْلاً.

  وقال أَبو حَنِيفَة: طُرِقَ القَوْمُ سَمَراً، إِذا طُرِقُوا عند الصُّبْحِ، قال: والسَّمَرُ: اسمٌ لتلك السّاعَةِ من اللّيْلِ، وإِن لم يُطْرَقُوا فيها.

  وقال الفَرّاءُ: في قول العرب: لا أَفْعَلُ ذلكَ السَّمَرَ والقَمَرَ، قال: السَّمَر: كُلُّ لَيْلَةٍ ليس فيها قَمَرٌ، المعنى: ما طَلَعَ القَمَرُ وما لم يَطْلُعُ.

  والسَّمَرُ أَيضاً: حَدِيثُه، أَي حديثُ اللَّيْلِ خاصَّةً، وفي حَدِيثٍ: «السَّمَرُ بَعْدَ العِشَاءِ»، هكذا رُوِيَ محرَّكَةً من المُسامَرَةِ، وهي الحديثُ باللَّيْلِ، ورواه بعضُهم بسكون الميم، وجعلَه مَصْدَراً.

  والسَّمَرُ: ظِلُّ القَمَرِ، والسُّمْرَةُ مأْخُوذَةٌ من هذا.

  قال بعضهم: أَصْلُ السَّمَر: ضَوْءُ⁣(⁣٤) القَمَرِ، لأَنَّهُم كانوا يَتَحَدَّثُون فيه.

  والسَّمَرُ الدَّهْرُ، عن الفَرّاءِ، كالسَّمِيرِ، كأَمِيرٍ، يقال: فُلانٌ عندَه السَّمَر، أَي الدَّهْر⁣(⁣٥).

  وقال أَبو بكر: قولهم: حَلَفَ بالسَّمَرِ والقَمَرِ. قال الأَصمَعِيّ: السَّمَرُ عندَهم: الظُّلْمَة والأَصْلُ اجتماعُهُم يَسْمُرُونَ في الظُّلْمَة، ثم كَثُر الاستعمالُ حتى سَمَّوُا الظُّلْمَةَ سَمَراً.


(١) سورة «المؤمنون» الآية ٦٧.

(٢) ضبط عن التهذيب واللسان.

(٣) ضبطت عن التهذيب واللسان.

(٤) اللسان: «لون ضوء القمر».

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يقال: فلان، عبارة اللسان: وفلان عند فلان السمر، أي الدهر، انتهى، وهي أوضح».