تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الراء

صفحة 541 - الجزء 6

  والسَّامِرُ: مَجْلِسُ السُّمّارِ، كالسَّمَرِ مُحَرَّكةً، قال اللَّيْثُ:

  السَّامِرُ: الموضِع الذي يَجْتَمِعُون للسَّمَرِ فيه، وأَنشد:

  وسامِرٍ طالَ فيه اللهْوُ والسَّمَرُ

  وفي حَديثِ قَيْلَةَ: «إِذَا جاءَ زَوْجُها من السَّامِرِ»⁣(⁣١).

  والسَّمِيرُ: المُسَامِرُ، وهو الذي يَتَحَدَّث معَكَ باللَّيْل خاصَّةً، ثم أُطْلِقَ.

  والسِّمِّيرُ، كسِكِّيتٍ: صاحبُ السَّمَرِ، وقد سامَرَه.

  وذُو سامِرٍ: قَيْلٌ من أَقْيَالِ حِمْيَرَ.

  وابْنا سَمِيرٍ، كأَمِيرٍ: الأَجَدَّانِ، هما اللَّيْلُ والنَّهَارُ؛ لأَنّه يُسْمَرُ فيهما، هكذا عَلَّلُوه، والسَّمَرُ في النّهارِ من باب المَجاز.

  ويقال: لا أَفْعَلُه، أَو: لا آتِيكَ ما سَمَرَ السَّمِيرُ، وما سَمَرَ ابنُ سَمِيرٍ. وما سَمَرَ ابْنَا سَمِيرٍ، قيل: هو الدَّهْرُ، وابناه: اللّيْلُ والنّهارُ، وقيل: النَّاس يَسْمُرونَ باللَّيْلِ.

  وحكى ما أَسْمَرَ، بالهمز، ولم يُفسِّر [أَسْمَرَ]⁣(⁣٢) قال ابن سِيدَه: ولعلّهَا لُغَة في سَمَر، ونقلَها الصّاغانيّ عن الزَّجّاج.

  قلْت: وقد جاءَ في قَوْل عَبِيدِ بنِ الأَبْرَصِ:

  فهُنَّ كِنْبراسِ النَّبِيطِ أَو ال ... فَرْضِ بِكَفِّ اللّاعِبِ المُسْمِرِ⁣(⁣٣)

  في الكُلِّ ممّا ذكرَ، أَي يُقَال: ما أَسْمَرَ السَّمِيرُ وابنُ سَمِيرٍ وابْنا سَمِير، أَي ما اخْتَلَفَ اللَّيْلُ والنَّهَارُ، والمعنَى، أَي الدَّهْر كلّه، وقال الشّاعر:

  وإِنِّي لَمِنْ عَبْسٍ وأَن قالَ قائِلٌ ... عَلَى رَغْمِه: ما أَسْمَرَ ابنُ سَمِيرِ

  وسَمَرَ العَيْنَ: مثْل سَمَلَها، وفي حديث العُرَنِيِّينَ: «فَسَمَرَ⁣(⁣٤) النَّبِيُّ أَعْيُنَهُم» أَي أَحْمَى لها مَسامِيرَ الحديدِ، ثم كَحَلَهُم بها. أَو سَمَلَها بمعنَى فَقَأَهَا بشَوْكٍ أَو غيرِه، وقد رُوِيَ أَيضاً.

  وسَمَرَ اللَّبَنَ يَسْمُره جَعَلَه سَمَاراً، كسَحَاب أَي المَمْذُوق بالماءِ، وقيل: هو اللَّبَنُ الرَّقِيقُ، وقيل: هو اللَّبَنُ الذي ثُلُثاه ماءٌ، وأَنشد الأَصْمَعِيّ:

  وَلَيَأْزِلَنَّ وتَبْكُؤَنَّ لِقَاحُهُ ... ويُعَلِّلَنَّ صَبِيَّهُ بِسَمَارِ

  وقيل: أَي كَثِيرٌ المَاءِ، قالَه ثعْلَبٌ، ولم يُعَيِّنْ قَدْراً، وأَنشد:

  سَقَانَا فَلَمْ يَهْجَأْ مِنَ الجُوعِ نَقْرَه ... سَمَاراً كإِبْطِ الذِّئْبِ سُودٌ حَوَاجِرُهْ

  واحدتُه سَمَارَةٌ، يذهَب بذلك إِلى الطائفة.

  وسَمَر السَّهْمَ. أَرْسَلَهُ، كسَمَّره تَسْمِيراً، فيهما، أَما تَسْمِيرُ السَّهْمِ فسيأْتِي للمصنِّف في آخِر هذه المادّة، ولو ذَكرهما في مَحَلٍّ واحد كان أَلْيَقَ، مع أَن الأَزْهَرِيَّ وابنَ سِيدَه لم يَذْكُرا في اللَّبَنِ والسَّهْمِ إِلَّا التضعيف فقط.

  وسَمَرَت الماشِيَةُ تَسْمُرُ سُمُوراً نَفَشَتْ.

  وسَمَرت النَّبَاتَ تَسْمُرُه: رَعَتْهُ.

  ويقال: إِن إِبِلَنا تَسْمُر، أَي تَرْعَى لَيْلاً.

  وسَمَرَ الخَمْرَ: شَرِبَها لَيْلاً، قال القُطامِيّ:

  ومُصَرَّعِينَ من الكَلَالِ كأَنَّما ... سَمَرُوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَقِ

  وسَمَر الشَّيْءَ يَسْمُرُه، بالضَّمِّ، ويَسْمِرُه، بالكسر سَمْراً، وسَمَّرَه تَسْمِيراً، كلاهما: شَدَّه بالمِسْمَارِ، قال الزَّفَيَانُ:

  لمَّا رَأَوْا من جَمْعِنَا النَّفِيرَا ... والحَلَقَ المُضَاعَفَ المَسْمُورَا

  جَوَارِناً تَرَى لها قَتِيرَا

  والْمِسْمَارُ، بالكسر: ما يُشَدُّ بهِ، وهو واحِدُ مَسامِيرِ الحَدِيدِ.

  والمِسْمَارُ: اسمُ كَلْب لمَيْمُونَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، ^، يقال: إِنَّه مَرِضَ فقالَتْ: وارْحَمْتَا⁣(⁣٥) لمِسْمَارٍ.


(١) السامر اسم للجمع، قال في النهاية: هم القوم الذين يسمرون بالليل، أي يتحدثون.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون أسمر لغة في سمر، وقد ورد البيت هنا شاهداً بهذا المعنى، والآخر: أن يكون أسمر صار له سمرٌ.

وقيل: السمر هنا ظل القمر.

(٤) ويروى: «سمل» فمن رواه باللام فمعناه: فقأها بشوكٍ أو غيره. قاله في اللسان.

(٥) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «وارحمتى».