تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أذرب]:

صفحة 298 - الجزء 1

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  جَمَلٌ أَدِيبٌ، إذَا رِيضَ وذُلِّلَ، وكَذَا مُؤَدَّبٌ، وقال مُزَاحِمٌ العُقَيْلِيُّ:

  فَهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوَى بَيْنَ عَالِجٍ ... ونَجْرَانَ تَصْرِيفَ الأَدِيبِ المُذَلَّلِ

  [أذرب]: ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه أَذرب⁣(⁣١) قال ابنُ الأَثِيرِ في حديث أَبي بكر ¥ «لَتَأْلَمُنَّ النَّوْمَ عَلَى الصُّوف الأَذْرَبِيِّ كَمَا يَأْلَمُ أَحَدُكم النَّوْمَ على حَسَكِ السَّعْدَانِ» الأَذْرَبِيُّ: منسوب إِلى أَذْرَبِيجَانَ، على غَيْر قياس، قال: هكذا يَقُولُه العَرَبُ، والقِيَاسُ أَنْ يقولَ: أَذْرِيٌّ⁣(⁣٢)، بغير بَاءٍ كما يقال في النَّسَبِ إِلى رَامَهُرْمُزَ: رَامِيٌّ، قال: وهو مُطَّرِدٌ في النسب إِلى الأَسْمَاءِ المُرَكَّبَةِ، وذكره الصَّغانِيُّ.

  [أرب]: الإِرْبُ، بالكَسْرِ والسُّكُونِ هو: الدَهاء والبَصَرُ بالأُمُورِ كالإِرْبَةِ، بالكَسْرِ ويُضَمُّ فيقال: الأُرْبَةُ، وزاد في لسان العرب: والأَرْب⁣(⁣٣)، كالضَّرْب. والنُّكْرُ هكذا في النسخ بالنون مضمومة، والذي في «لسان العرب» وغيره من الأُمَّهَاتِ اللُّغَوِيَّةِ: المَكْر، بالميم والخُبْثُ والشَّرُّ والغَائِلَةُ ورَدَ في الحديث أَن النبيَّ ÷ ذَكَرَ الحَيَّاتِ فقال «مَنْ خَشِيَ خُبْثَهُنَّ وَشَرَّهُنَّ وإِرْبَهُنَّ فَلَيْسَ مِنَّا» أَصْلُ الإِرْب بكَسْرٍ. فسُكُونٍ: الدَّهَاءُ والمَكْرُ، أَي مَنْ تَوَقَّى قَتْلَهُنَّ خَشْيَةَ شَرِّهِنَّ فَلَيْسَ ذَلِكَ مِن سُنَّتِنَا، قال ابنُ الأَثِيرِ: أَي مَنْ خَشِيَ غَائِلَتَهَا وجَبُنَ عن قَتْلِهَا الذي⁣(⁣٤) قيل في الجاهلية إِنها تُؤْذِي قَاتِلَهَا أَو تُصِيبُه بخَبَل فَقَدْ فَارَقَ سُنَّتَنَا وخَالَفَ ما نحنُ عليه، وفي حديث عَمْرِو بن العَاصِ «فَأَرِبْتُ بأَبِي هُرَيْرَةَ ولمْ تَضْرُرْ بي⁣(⁣٥) أَي احْتَلْتُ عليه وهو من الإِرْبِ: الدَّهاءِ والمَكْرِ⁣(⁣٦)، والعُضْوُ المُوَفَّرُ الكَامِلُ الذي لم ينقص منه شيءٌ ويقال لِكُلِّ عُضْوٍ إِرْبٌ، يقال قَطَّعْتُه إِرْباً إِرْباً، أَي عُضْواً عُضْواً، وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ: مُوَفَّرٌ، والجَمْعُ آرَابٌ يقال: السُّجُودُ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ، وأَرْآبٌ أَيضاً، وأَربَ الرَّجُلُ، إِذا سجَدَ على آرَابِه مُتَمَكِّناً، وفي حديث الصَّلَاةِ «كَانَ يَسْجُدُ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ» أَيْ أَعْضَاءٍ، واحدُهَا إِرْبٌ، بكَسْرٍ فسُكُون، قال: والمرادُ بالسَّبْعَةِ: الجَبْهَةُ واليَدَان والرُّكْبَتَانِ والقَدَمَان. والآرابُ: قِطَعُ اللَّحْم والعَقْلُ والدِّينُ كلَاهُمَا عن ثعلب، وضُبِطَ في بَعْضِ النُّسَخ: الدَّيْنُ بفتح الدَّالِ المُهْمَلَةِ، والفَرْجُ قاله السُّلَمِيّ في تفسير الحديث الآتي، قيل: وهو غير معروف، وفي بعض النسخ: الفَرَحُ، محَركَةً آخرُه حاءٌ مهملة والإِرْبُ الحَاجَةُ كالأُرْبَةِ بالكسر والضَّمِّ، وفيه لُغَاتٌ أُخَرُ غير ما ذكرت منها الأَرَبِ مُحَرَّكَةً والمَأْرُبَةِ مُثَلَّثَةَ الرَّاءِ كالمَأْدُبَةِ مُثَلَّثَةَ الدَّالِ، وفي حديث عائشةَ ^ «كَانَ رسولُ الله ÷ أَمْلَكَكُمْ لِأَرَبِهِ» أَيْ لِحَاجَتِه، تَعْنِي أَنَّهُ ÷ كَانَ أَغْلَبَكُمْ لِهَوَاهُ وحَاجَتِه، أَيْ كَانَ يَمْلِكُ نَفْسَه وهَوَاهُ، وقال السُّلميّ: هُوَ الفَرْجُ هاهنا وقال ابنُ الأَثيرِ: أَكْثَرُ المُحَدِّثينَ يَرْوُونَه بفَتْح الهَمْزَةِ والرَّاءِ يَعْنُونَ الحَاجَة، وبعضُهم يَرْوِيهِ بكَسْرِهَا وسكون الرَّاءِ وله تَأْوِيلَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّه الحَاجَة، والثاني أَرَادَتْ [بِه]⁣(⁣٧) العُضْوَ، وعَنَتْ [بِه]⁣(⁣٧) مِنَ الأَعضَاءِ الذَّكَرَ خَاصَّةً، وقوله في حديثِ المُخَنَّثِ «كَانُوا يَعُدُّونَهُ مِنْ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ» أَي النِّكَاحِ، والإِرْبَةُ والأَرَبُ والمَأْرَبُ كُلُّه كالإِرْبِ، تَقُولُ العَرَبْ في المَثَل «مَأْرُبَةٌ لَا حَفَاوَةٌ» قال الزَّمَخْشَرِيُّ والمَيْدَانِيُّ أَيْ إِنَّمَا يُكْرِمُكَ لِأَرَبٍ لَهُ فيكَ لَا مَحَبَّةً. والمَأْرُبَةُ: الحَاجَةُ. والحَفَاوَةُ: الاهْتِمَامُ بالأَمْرِ والمُبَالَغَةُ في السُّؤَال عنه، وهي الآرَابُ والإِرَبُ والْمَأْرُبَةُ والمَأْرَبَةُ قَالَه ابنُ مَنْظُورٍ وجَمْعُهَا مَآرِبُ، قال اللهُ تعالَى {وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى}⁣(⁣٨) وقَالَ تَعَالَى: {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ}⁣(⁣٩) قال سَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ: هُوَ المَعْتُوهُ. ولَقَدْ أَرُبَ الرَّجُلُ يَأْرُبُ إِرَباً كَصَغُرَ يَصْغُرُ صِغَراً إِذا صَار ذَا دَهَاءٍ⁣(⁣١٠) وأَرُبَ أَرَابَةً كَكَرَامَةٍ أَيْ عَقَلَ، فَهُوَ أَرِيبٌ مِنْ قَوْمٍ أُرَبَاءَ وأَرِبٌ كَكَتِفٍ.


(١) عن اللسان، وبالأصل «ذأرب».

(٢) ضبط النهاية «أَذَرِيّ» واللسان: «أَذرِيّ».

(٣) الأدب في المحكم بالتحريك.

(٤) كذا في المطبوعتين المصرية والكويتية، وفي اللسان والنهاية. «للذي».

(٥) كذا بالأصل والنهاية، وفي اللسان: «تضررني» وزيد في المصدرين: إربة أربتها قط قبل يومئذ».

(٦) اللسان والنهاية: والنكر.

(٧) عن اللسان والنهاية.

(٨) سورة طه الآية ١٨.

(٩) سورة النور الآية ٣١.

(١٠) اللسان: دَهُيِ.