تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع الراء

صفحة 20 - الجزء 7

  وقيل: شَرْشَر الشَّيْءَ، إذا عَضَّه ثمّ نَفَضَه.

  وشَرْشَرَتْه الحَيَّةُ: عضَّتْ⁣(⁣١).

  وشَرْشَرَت الماشِيَةُ النَّبات: أَكَلَتْه، أَنشد ابنُ دُرَيْد لجُبَيْها الأَسَدِيّ⁣(⁣٢):

  فلَوْ أَنَّهَا طافَتْ بنَبْت مُشَرْشَر ... نَفَى الدِّقَّ عنه جَدْبُه وهُو كالِحُ⁣(⁣٣)

  وشَرْشَرَ السِّكِّينَ: أَحَدَّها على الحجَرِ* حتى يَخْشُن حَدُّها.

  والشُّرْشُورُ، كعُصْفُور: طائِرٌ صَغِيرٌ، قال الأَصْمَعِيّ: يُسَمّيه أَهلُ الحِجَازِ هكذا، ويسمّيه الأَعْرابُ البِرْقِشَ، وقيل: هو أَغْبَرُ على لَطافَةِ الحُمَّرَةِ، وقيل: هو أَكبرُ من العُصفورِ قليلاً.

  والشِّرْشِرَةُ، بالكسرِ: عُشْبَةٌ أَصغَرُ من العَرْفَجِ، ولها زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ، وقُضُبٌ ووَرقٌ ضِخَامٌ غُبْرٌ، مَنبِتُها السَّهْلُ، تَنْبُتُ مُتفَسِّحَة، كأَنّها⁣(⁣٤) الحبالُ طُولاً، كقِيس الإِنسانِ قائِماً، ولها حَبٌّ كحَبِّ الهَرَاسِ، وجَمْعُها شِرْشِرٌ، قال:

  تَرَوَّى من الأَحْدَاثِ حتّى تَلاحَقَتْ ... طَرَائِفُه⁣(⁣٥) واهْتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ

  وقال أَبو حنيفَةَ عن أَبي زِيَاد: الشِّرْشِرُ يذْهَبُ حِبَالاً على الأَرْضِ طُولاً، كما يَذْهَبُ القُطَبُ، إِلّا أَنّه ليس له شَوْكٌ يُؤذِي أَحَداً، وسيأْتِي قريباً في كلام المصنّف، فإِنه أَعادَه مرّتَيْن زَعْماً منه بأَنّهما مُتَغَايِرَانِ، وليس كذلك.

  والشِّرْشِرَةُ، بالكَسْرِ: القِطْعَةُ من كلِّ شيْءٍ.

  وشُرَاشِرٌ، بالضّم، وشُرَيْشِرٌ، كمُسَيْجِد، وشُرَيْشِيرٌ، كمُحَيْرِيب، وشَرْشَرَةُ، بالفَتْح، أَسماءٌ، وكذا شَرَارَةُ، بالفتح، وشِرْشِيرٌ.

  وشُرَيْرٌ كزُبَيْرٍ: ع على سبعة أَميال من الجَارِ⁣(⁣٦)، قال كُثَيِّر عَزَّةَ:

  دِيَارٌ بأَعْناءِ الشُّرَيْرِ كأَنَّمَا ... عليهنَّ في أَكْنافِ عَيْقَةَ شِيدُ

  كذا في اللّسَان، ونقل شيخُنَا عن اللّسان أَنه أُطُمٌ من الآطامِ، ولم أَجده في اللسان. ونقل عن المراصد أَنه بديارِ عبدِ القَيْس⁣(⁣٧)، قلْت: ونقل بعضُهم فيه الإِهمال أَيضاً، وقد تقدّم الإِيماءُ بذلك.

  وشَرَّى⁣(⁣٨)، كحَتَّى: ناحِيَةٌ بهَمَذَانَ، نقله الصاغانيّ.

  وشَرَوْرَى⁣(⁣٩): جَبَلٌ لبَنِي سُلَيْم مُطِلٌّ على تَبُوك في شَرْقيّها، ويُذْكَر مع رَحْرَحانَ، وهو أَيضاً في أَرضِ بني سُلَيْمٍ بالشام.

  والمُشَرْشِرُ، كمُدَحْرِج: الأَسَدُ، من الشَّرْشَرَةِ، وهو عَضُّ الشْيءِ ثم نفْضُه، كذا قاله الصّاغانيّ.

  وعن اليَزِيدِيّ: شَرَّرَه تَشْرِيراً: شَهَرَه في النّاسِ.

  وقيل للأَسَدِيَّةِ، أَو لبعضِ العَرَبِ: ما شَجَرَةُ أَبيك؟

  فقال: قُطَبٌ وشرْشرٌ، ووَطْبٌ جَشِرٌ.

  قال: الشَّرْشَرُ خيرٌ من الإِسْلِيخ⁣(⁣١٠) والعَرْفَجِ. قال ابن الأَعرابيّ: ومن البُقُول الشَّرْشَرُ، هو بالفَتْح ويُكْسَرُ.

  وقال أَبو حنيفة - عن أَبي زياد - الشِّرْشِرُ: نَبْتٌ يَذْهَبُ حِبَالاً على الأَرْضِ طُولاً؛ كما يَذْهب القُطَبُ، إِلّا أَنّه ليس له شَوْكٌ يُؤْذِي أَحداً.

  وقال الأَزهريّ: هو نَبْتٌ معروفٌ، وقد رأَيتُه بالباديةِ


(١) اللسان: عضّته.

(٢) البيت في المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٧٨ من قصيدة لجبهاء الأشجعي، انظر تمام نسبه عنده، وروايته:

ولو أنها ظلت بساس معجم ... نفى الرعى عنه رقه وهو كالح

فلا شاهد فيه.

(*) في القاموس: على حجر.

(٣) الدق: ما دقّ من النبات وصغر. وكالح: لا ورق له إنما هو عيدان. عن الآمدي.

(٤) اللسان: كأن أفناءها حبالاً طولاً.

(٥) اللسان: طرائقه.

(٦) الذي في معجم البلدان: السُّرَير: تصغير السر ... والسُّرَير أيضاً: موضع بقرب الجار. وفيه: الشَّرير: موضع في ديار عبد القيس، عن نصر.

(٧) كذا، ولم يرد في المراصد، انظر الحاشية السابقة.

(٨) في معجم البلدان «شَرّا».

(٩) قيدها في معجم البلدان بتكرير الراء، وهو فَعَوْعل كما قال سيبويه في قرورى وحكمه حكمه.

(١٠) في التهذيب واللسان: الإسليح، بالحاء المهملة.