تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أزب]:

صفحة 302 - الجزء 1

  أَي بَادَرُوهُ، والرَّهِقُ: الذي به خِفَّةٌ وحِدَّةٌ، وعَضَّه السُّلْطَانُ، أَي أَرْهَقَه وأَعْجَلَه وضَيَّق عليه الأَمْرَ. والتِّرْعِيَّةُ: الذي يُجيدُ رَعْيَ⁣(⁣١) الإِبلِ، وفي بعض النسخ: المُستَأْرِب، بكسر الراء.

  والمُؤَارِبُ: هو المُدَاهِي، والمُؤَارَبَةُ: المُدَاهَاةُ، وفلان يُؤَارِبُ صَاحِبَه، أَي يُدَاهِيهِ، قال الزمخشريّ: وفي الحَدِيثِ⁣(⁣٢) «مُؤَارَبَةُ الأَرِيبِ جَهْلٌ وَعَنَاءٌ» أَيْ أَنَّ الأَرِيبَ وهو العَاقِلُ لَا يُخْتَلُ عن عَقْلِه.

  والأُرْبانُ بضَمِّ الهَمْزَةِ لُغَةٌ في العُرْبَان بالعَيْن، وسيأْتي في ع ر ب

  وقِدْرٌ بالكسر، أَرِيبَةٌ، كَكَتِيبَة أَي وَاسعَةٌ.

  وأَرَبَةُ، مُحرَّكَةً: اسْمُ مَدِينَةٍ بالغَرْبِ منْ أَعْمَالِ الزَّابِ، يقال إِن حَوْلَهَا ثلاثمائة وستينَ قَرْية.

  [أزب]: أَزِبَتٍ الإِبلُ، كَفَرِحَ تَأْزَبُ أَزَباً: لَمْ تَجْتَرَّ فَهِيَ إِبِلٌ أَزِبَةٌ أَيْ ضَامزَةٌ بجِرِتِها لَا تَجْتَرّ، قَالَه المُفَضَّلُ والإِزْبُ بالكَسْرِ فالسُّكُونِ: القَصِيرُ عنِ الفَرَّاءِ، وقِيلَ: هُوَ و ( *) الغَليظُ مِنَ الرِّجَال قال:

  وأُبْغِضُ مِنْ قُرَيْشٍ كُلَّ إِزْبٍ ... قَصِيرِ الشَّخْصِ تَحْسَبُهُ وَلِيدَا

  كَأَنَّهُمُ كُلَى بَقَرِ الأَضَاحِي ... إِذَا قَامُوا حَسِبْتَهُمُ قُعُودَا

  والإِزْبُ: الدَّاهِيَةُ يقال: رَجُلٌ إِزْبُ حِزْبٌ أَيْ دَاهِيَةٌ⁣(⁣٣)، والإِزْبُ: اللَّئيمُ و: القَصِيرُ الدَّمِيمُ، وقَالَ الليثُ: الإِزْبُ: الدَّقِيقُ بالدَّالِ المُهْمَلَة فيهما، من الدَّمَامَةِ ودِقَّةِ الجِسْمِ كذا في النُّسَخِ، وفي أُخرى: الرَّقِيقُ المَفَاصِلِ الضّاوِيُّ الضَّئيلُ الَّذِي لَا تَزِيدُ عِظَامُهُ ولَا أَلْوَاحُه⁣(⁣٤)، وإِنَّمَا زِيَادَتُهُ فِي بَطْنِهِ وسُفْلَتِه كَأَنَّهُ ضَاوِيٌّ مُحْثَلٌ. و في حديثِ العَقَبَةِ هُوَ شَيْطَانٌ اسمُه أَزَبُّ العَقَبَةِ وهو الحَيَّةُ، إِنْ كان بكَسْرِ الهَمْزَةِ وسِّكُون الزَّايِ، كما في لسان العرب وسيرَة الحَلَبِيّ، فَلَا يخفى أَن محلَّ ذكره هُنا، وإِن كان بفتح الهمزة وتشديد الموحَّدَة، فإِنه يأْتي ذكرُه في ز ب ب، وَوَهمَ مَن ذَكرَه هنا كابن منظور وغيره، لأَن همزته زائدة.

  والأَزِبُ، ككتف: الطَّوِيلُ كالأَزِيبِ والآزِبِ، فَعَلَى هذا يكونُ ضِدًّا.

  والأَزْبَةُ لُغَةٌ في الأَزْمَة، وهي الشِّدَّةُ والقَحْطُ، يقال: أَصَابَتْنَا أَزْبَةٌ وآزِبة، أَي شِدَّة، ويقال للسَّنة الشديدةِ: أَزْبَة وأَزْمَةٌ ولَزْبَةٌ، بمَعْنى واحد، وفي حديث أَبِي الأَحْوَصِ «لتَسْبيحَةٌ في طَلَبِ حَاجَةٍ خَيْرٌ مِنْ لَقُوحٍ صَفِيٍّ⁣(⁣٥) فِي عَامِ أَزْبَةٍ، أَوْ لَزْبَةٍ» يقالُ: أَصَابَتْهُمْ أَزْبَةٌ ولَزْبَةٌ، أَي جَدْبٌ ومَحْلٌ.

  وإِزَاب بالكَسْرِ: مَاءٌ لِبَنِي العَنْبَرِ من بني تَمِيم، قال مُساوِرُ بنُ هِنْدٍ:

  وجَلَبْتُه مِنْ أَهْلِ أُبْضَةَ طَائِعاً ... حَتَّى تَحَكَّمَ فيه أَهْلُ إِزَابِ

  ويُرْوى إِراب بالمُهْمَلَةِ.

  قُلْتُ: ورَأَيْتُ في أَسْمَاء البِقَاعِ: وَآزاب، بالمَدِّ والزَّاي المُعْجَمَةِ: مَوْضعٌ جَاءَ ذِكْرُه في شِعْرٍ لسُهَيْلِ بن عَليِّ⁣(⁣٦)، فَلْيُعْلَمْ.

  وأَزَبَ المَاءُ كضَرَبَ مِثْلُ وَزَبَ بالوَاوِ: جَرَى، قِيلَ: ومِنْهُ المِئزَابُ، أَي المرْزَابُ، وهو المَثْعَبُ الذي يَبُولُ المَاءَ، وفي التَّرْشِيحِ: هُوَ مَا يَسِيلُ منه المَاءُ من مَوْضِعٍ عالٍ، ومنه مِيزَابُ الكَعْبَةِ، وهُو مَصَبُّ مَاءِ المَطَرِ، أَوْ هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، قَالَهُ الجَوَالِيقِيُّ، أَيْ بُلِ المَاءَ ورُبَّمَا لَمْ يُهْمَزْ، وجَمْعُه المَآزِيبُ والمَيَازِيبُ، ويقال: المِرْزَاب بِتَقْدِيم الرَّاءِ على الزَّايِ. قال شيخُنَا: ومَنَعَه ابنُ السِّكِّيتِ والفَرَّاءُ وأَبُو حَاتِم، وفي التَّهْذِيبِ عنِ ابن الأَعْرَابيِّ: يقال لِلْمِيزَابِ: مِرْزَابٌ وَمِزْرَابٌ، بتَقْدِيمِ الرَّاءِ وتَأْخيرِهَا، ونقله الليث وجماعة.

  وإِبِلٌ آزِبَةٌ، أَي ضَامِزَةٌ بِجِرَّتِهَا لَا تَجْتَرُّ، قاله المُفَضَّلُ، وأَنْشَد في التهذيب قولَ الأَعشى:


(١) في اللسان: رعية.

(٢) مكانها في الأساس: ويقال.

(*) في القاموس: والغليظ.

(٣) قاله ابن الأعرابي (عن الصحاح).

(٤) عبارة اللسان: فلا تكون زيادته في الوجه وعظامه، ولكن تكون زيادته في بطنه وسفلته.

(٥) عن النهاية، وبالأصل «صيفي» وصفّي أي غزيرة اللبن.

(٦) في معجم البلدان: عدي.