تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أسب]:

صفحة 303 - الجزء 1

  ولَبُونِ معْزَابٍ أَصَبْتَ فَأَصْبَحَتْ ... غَرْثى وَآزِبَةٍ قَضَبْتَ عِقَالَهَا

  قال الليث: هكذا رَوَاهُ أَبو بَكْرٍ الإِيادِيُّ بالبَاءِ المُوَحَّدَة، قال: وهي التي تَعَافُ المَاءَ وتَرْفَعُ رَأْسَهَا، ورواه ابن الأَعْرَابيّ باليَاءِ التَّحْتِيَّةِ، وقال: هي العَيُوفُ القَذور، وكأَنها تَشْرَبُ من الإِزاءِ وهو مَصَبُّ الدَّلْوِ، وسيأْتي. وتَأْزَّبُوا المَالَ بَيْنَهُمْ إِذا اقْتَسَمُوهُ، نَقَله الصاغانيّ.

  [أسب]: الإِسْبُ بالكَسْرِ قِيلَ هَمْزَتُهَا مُبْدَلَةُ من واوٍ: شَعَرُ الرَّكَبِ، مُحَرَّكَة، أَو هو شَعَرُ الفَرْجِ قَالَهُ ثعلب، وجمعه أُسُوبٌ، أَو هو شعر الاسْتِ. اقتصر عليه الجوهريّ، وحكى ابن جنّي في جَمْعِه آسَابٌ، قال الهَيثم: العَانَةُ مَنْبِتُ الشَّعَرِ من قُبُلِ المَرْأَةِ والرَّجُلِ، والشَّعرُ النَّابِتُ عليها يقال له: الشِّعْرَةُ، والإِسْبُ، وأَنشد:

  لَعَمْرُ التي جَاءَتْ بِكُمْ مِنْ شَفَلَّحٍ ... لَدَى نَسَيَيْهَا سَاقِطَ الإِسْب أَهْلَبَا

  وقيلَ: إِنَّ همزَتَه منقلبةٌ عن الواو فأَصْلُه الوِسْبُ، وهو كَثُرَةُ العُشْبِ والنَّبَاتِ، فقلبت الواوُ همزةً، كما قالوا: إِرْثٌ ووِرْثٌ، ومنه قولُهم كَبْشٌ مُؤَسَّبٌ، كمُعَظَّم، أَيْ كَثِيرُ الصُّوفِ، وقد آسَبَتِ، وفي نُسْخَة أَوْسَبَت الأَرْضُ، إِذا أَعْشَبَتْ فهي مُؤْسبَة.

  [أشب]: أَشَبَهُ يَأْشِبُهُ أَشْباً: خَلَطَه، كذا في المُحْكَمِ، وأَشَبَ فلاناً أَشْباً: عَابَه ولَامَه، يَأْشِبُهُ بالكَسْرِ وَيأْشُبُهُ بالضَّمّ وهذه عن الأَخْفَشِ، وقيل: قَذَفَهُ وَخَلَطَ عليه الكَذِبَ، وأَشَبْتُه آشِبُه: لُمْتُه، قال أَبو ذُؤيب الهذليّ⁣(⁣١):

  ويَأْشِبُنِي فيها الذين يَلُونَهَا ... ولَوْ عَلِمُوا لمْ يَأْشِبُونِي بطَائِلِ

  وفي الصحاح: بباطِلِ، والأَوَّلُ أَصَحّ وقيل: أَشَبْتُه: عِبْتُه وَوَقَعْتُ فيه، وأَشَبَه بِشَرٍّ إِذا رَمَاهُ بعَلَامَةٍ مِنَ الشَّرِّ يُعْرَفُ بها، وهذه عن اللِّحْيَانِيّ، وقيل: رَمَاه وخَلَطَه، وقولهم بالفارسية: زُورُ⁣(⁣٢) وآشُوبْ، تَرْجَمَهُ سِيبويهِ فقال: زُورٌ وَأُشُوبٌ، قَالَهُ ابنُ المُكَرَّمِ. قُلْتُ أَمَّا زُورُ بالضَّمَّةِ المُمَالَةِ بمَعْنَى القُوَّة، وآشُوبُ بالمدِّ بمَعْنَى رَفْع الصَّوْتِ والخصَامِ والاخْتلَاطِ.

  وأَشبَ الشَّجرُ، كفَرِحَ أَشَباً فهُو أَشِبٌ: الْتَفَّ، كَتَأَشَّبَ وقال أَبُو حنِيفَةَ الأَشَبُ: شِدَّةُ الْتِفَافِ الشَّجَرِ وكثْرَتُه حتَّى لَا يُجَازَ⁣(⁣٣) فيه، يقال فيه: مَوْضِعٌ أَشِبٌ أَيْ كَثِيرُ الشَّجَر: وغَيْضَةٌ أَشِبَةٌ، وعِيصٌ⁣(⁣٤) أَشِبٌ أَي مُلْتَفٌّ، وأَشبَتِ الغَيْضَةُ: بالكَسْرِ أَي الْتَفَّتْ، وعَدَدٌ أَشبٌ، ومن المجازِ قَوْلُهُمْ: «عِيصُكَ مِنْكَ وإِنْ كَانَ أَشِباً» أَي⁣(⁣٥) وإِنْ كَانَ ذَا شَوْك مُشْتَبِك غَيْرِ سَهْلٍ⁣(⁣٥)، كذا في الأَساس، وقولهم بِعِرْق ذي أَشَبٍ أَي ذي الْتِبَاس.

  وأَشَّبْتُه أَي الشَّرَّ بينهم تَأْشِيباً قاله الليثُ، وأَشِبَ الكَلَامُ بينهم أَشَباً: الْتَفَّ، كما تقدم في الشَّجَر، وأَشَبَهُ هُوَ.

  والأُشَابَةُ مِنَ النَّاسِ بالضَّمِّ: الأَخْلَاطُ، وهو مَجَاز، والأُشَابَةُ من وفي نُسْخَة: في الكَسْبِ⁣(⁣٦): مَا خَالَطَهُ الحَرَامُ الذي لا خَيْرَ فيه والسُّحْتُ، وهو مَجَازٌ، ويقال: هؤُلَاءِ أُشَابَةٌ، أَي لَيْسُوا مِن مَكَانٍ وَاحِدٍ، ج الأَشَائِبُ، قال النابغة الذبيانيّ:

  وَثِقْتُ له بالنَّصْرِ إِذْ قِيلَ قدْ غَزَتْ ... قَبَائِلُ مِنْ غَسَّانَ غَيْرُ أَشَائِبِ

  بَنُو عَمِّهِ دُنْيَا⁣(⁣٧) وعَمْرُو بنُ عَامِرٍ ... أُولئكَ قَوْمٌ بَأْسُهُمْ غَيْرُ كَاذِب

  ويُقَالُ: بِهَا أَوْبَاشٌ مِنَ النَّاسِ وأَوْشَابٌ، وهم الضُّرُوبُ المُتَفَرِّقُونَ، وقال ابنُ المُكَرَّمِ: الأُشَابَةُ: أَخْلَاطُ النَّاسِ تَجْتَمعُ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ.

  وقَرَأْتُ في كتاب مُعْجَم البُلْدَان: أُشَابَةُ: مَوْضِع بنجْد قَرِيبٌ منَ الرَّمْلِ.

  والأَشَبَانِيُّ، مُحَرَّكَةً: الأَحْمَرُ جِدًّا وقيل: هو بالبَاءِ المُوَحَّدَةِ بَدل النُّونِ، وقد أَغْفَلَه كثيراً من الأَئمة واستبعدوه كما قاله شيخُنا، قُلْتُ، وهذا قد نقله الصاغانيُّ.


(١) في الصحاح: أوس.

(٢) اللسان: رور.

(٣) اللسان: مجاز.

(٤) كذا بالأصل والصحاح والمقاييس، وفي اللسان: غيض.

(٥) العبارة مثبتة في اللسان وليست في الأساس.

(٦) في الأساس: من المال: تخاليط من حرام وحلال.

(٧) عن اللسان، وبالأصل «ذئباً».