تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع الراء

صفحة 32 - الجزء 7

  الحديث: «أَنّه لما أَرادَ قَتْلَ أُبَيّ بنِ خَلَفٍ تَطَايَرَ النَّاسُ عنه تَطَايُرَ الشُّعْرِ عن البَعِيرِ⁣(⁣١).

  والشَّعَرُ، مُحَرَّكَةً: النَّبَاتُ، والشَّجَرُ، كلاهما على التَّشْبِيه بالشَّعرِ.

  وفي الأَساس: ومن المَجَازِ: له شَعَرٌ كأَنَّه شَعَرٌ، وهو الزَّعْفَرَانُ قبْلَ أَن يُسْحَقَ. انتهى، وأَنشَد الصّاغانِيّ:

  كأَنَّ دِماءَهُم تَجْرِي كُمَيْتاً ... وَوَرْداً قانئاً شَعَرٌ مَدُوفُ

  ثم قال: ومن أَسماءِ الزَّعْفَرَان: الجَسَدُ والجِسَادُ، والفَيْدُ، والمَلَابُ، والمَرْدَقُوش، والعَبِيرُ، والجَادَيّ، والكُرْكُم، والرَّدْعُ، والرَّيْهُقانُ، والرَّدْنُ والرّادِنُ، والجَيْهمَانُ⁣(⁣٢)، والنّاجُود، والسَّجَنْجَل، والتّامُورُ، والقُمَّحَانُ، والأَيْدَعُ، والرِّقانُ، والرَّقُون، والإِرْقَانُ، والزَّرْنَبُ، قال: وقد سُقْتُ ما حضَرَنِي من أَسْمَاءِ الزَّعْفرانِ وإِنْ ذَكَرَ أَكثَرَها الجوهَرِيّ. انتهى.

  والشَّعَارُ، كسَحابٍ: الشَّجَرُ المُلْتَفّ، قال يَصِفُ حِمَاراً وَحْشِيّا:

  وقَرَّبَ جانِبَ الغَرْبِيّ يَأْدُو ... مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعَارَا

  يقول: اجْتَنَب الشَّجَرَ مَخافةَ أَنْ يُرْمَى فيها، ولَزِمَ مَدْرَجَ السّيْلِ.

  وقيل: الشَّعَارُ: ما كانَ من شَجَرٍ في لِينٍ ووِطَاءٍ من الأَرْضِ يَحُلُّه النّاسُ، نحو الدَّهْنَاءِ وما أَشبَهها، يَسْتَدفئُونَ به شِتاءً، ويَسْتَظِلُّونَ به صَيْفاً⁣(⁣٣)، كالمَشْعَرِ، قيل: هو كالمَشْجَر، وهو كُلُّ مَوْضِع فيه خَمَرٌ⁣(⁣٤) وأَشْجَارٌ، وجَمْعُه المَشَاعِر، قال ذُو الرُّمَّة يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ:

  يَلُوحُ إِذَا أَفْضَى ويَخْفَى بَرِيقُه ... إِذا ما أَجَنَّتْهُ غُيُوبُ المَشَاعِرِ

  يَعْنِي ما يُغَيِّبه من الشَّجَرِ.

  قال أَبو حَنِيفَةَ: وإِن جَعلْتَ المَشْعَر المَوْضِعَ الَّذِي به كَثْرَةُ الشَّجَرِ لم يمْتَنِع، كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ.

  والشِّعَارُ، ككِتَابٍ: جُلُّ الفَرَسِ.

  والشِّعَارُ: العَلامَةُ في الحَرْبِ، وغيرِهَا، مثْل السَّفَرِ.

  وشِعَارُ العَسَاكِر؛ أَنْ يَسِمُوا لها عَلَامَةً يَنْصِبُونها؛ ليَعْرِفَ الرّجلُ بها رُفْقَتَه، وفي الحديث: «إِنّ شِعَارَ أَصحابِ رسُولِ الله كانَ في الغَزْوِ: يا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ»، وهو تَفَاؤُلٌ بالنَّصْرِ بعد [الأَمْرِ]⁣(⁣٥) بالإِماتَةِ.

  وسَمَّى الأَخْطَلُ ما وُقِيِتْ به الخَمْرُ شِعَاراً، فقال:

  فكَفَّ الرِّيحَ والأَنْداءَ عَنْهَا ... من الزَّرَجُونِ دُونَهُمَا الشِّعَارُ

  وفي التَّكْمِلَة: الشِّعَارُ: الرَّعْدُ، وأَنشدَ لأبي عَمْرٍو⁣(⁣٦):

  باتَتْ تُنَفِّجُها جَنُوبٌ رَأْدَةٌ ... وقِطَارُ غادِيَةٍ بغَيرِ شِعَارِ⁣(⁣٧)

  والشِّعَارُ: الشَّجَرُ المُلْتَفُّ، هكذا قيده شَمِرٌ بخطِّه بالكسر، ورواه ابنُ شُمَيْل والأَصْمَعِيّ، نقَلَه الأَزْهَرِيّ، ويُفْتَحُ، وهو رِوَايَةُ ابنِ السِّكِّيتِ وآخرِينَ.

  وقال الرِّياشِيّ⁣(⁣٨): الشِّعَارُ كلّه مكسور، إِلّا شَعَارَ الشَّجَرِ.

  وقال الأَزهَرِيّ: فيه لُغَتَان: شِعَارٌ وشَعَارٌ، في كَثْرَة الشَّجَر.

  والشِّعَارُ: المَوْتُ، أَوردَه الصّاغانيّ.

  والشِّعَارُ: ما تَحْتَ الدِّثارِ من اللِّبَاسِ، وهو يَلِي شَعرَ الجَسَدِ دون ما سِواه من الثِّيَابِ، ويُفْتَح، وهو غَرِيبٌ، وفي المَثَل «هم الشِّعَارُ دونَ الدِّثَارِ». يَصِفُهم بالمَوَدّة والقُرْب، وفي حديثِ الأَنصارِ: «أَنْتُم الشِّعَارُ، والناسُ الدِّثَارُ» أَي أَنتم


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: تطاير الشعر عن البعير، هو جمع شعراء وهي ذباب أحمر وقيل أزرق يقع على الإبل يؤذيها أذًى شديداً وقيل هو ذباب كثير الشعر اهـ لسان».

(٢) في المطبوعة الكويتية «والجيهان» تحريف.

(٣) اللسان: ويستظلون به في القيظ.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: خمر بالخاء المعجمة بخطه وكذا في التكملة مع ضبطه بالتحريك فيها. قال المجد في مادة خمر: والخمر بالتحريك، ما واراك من شجر وغيره اهـ».

(٥) زيادة عن اللسان.

(٦) في التكملة: وأنشد أبو عمرو.

(٧) الغادية: السحابة التي تجيء غدوة، أي مطر بغير رعد.

(٨) في التهذيب: الرياشي قال: قال أبو زيد.