تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شعصر]:

صفحة 39 - الجزء 7

  وشَغَرَ الرَّجُلُ المَرْأَةَ: يَشْغُرُها شُغُوراً، بالضّمّ: رَفَعَ رِجْلَيْهَا⁣(⁣١) للنِّكاحِ.

  وفي بعضِ الأُصولِ رِجْلَهَا بالإِفْرادِ، ونقل الصّاغاني عن ابنِ دُرَيْدٍ⁣(⁣٢): شَغَرَ الرجلُ المرأَةَ إِذَا رفعَ برِجْلَيْها للجِماعِ، كأَشْغَرَها فشَغَرَتْ، وفي حَدِيث عليٍّ: «قَبْلَ أَنْ تَشْغَرَ برِجْلِها فِتْنَةٌ تَطَأُ في خِطَامِها».

  ونَقلَ شيخُنَا عن ابنِ نُبَاتَةَ في كتابه «مَطَلع الفَوَائِد»: الشَّغْرُ: هو رَفْعُ الرِّجْلِ لا لِخُصُوصِ نِكَاحٍ أَو بَوْلٍ، ثمّ استُعِير للنِّكاحِ والبَوْلِ، انْتَهَى. قال شيخُنا: وصَنِيعُ المصنِّف كالجَوْهَرِيّ، والفيّومِيّ يخالِفُه، فتأَمّل.

  وشَغَرَت الأَرْضُ والبَلَدُ تَشْغُر شُغُوراً، من باب كتَبَ - على ما صَرّح به الفَيُّومي في المِصْباح -⁣(⁣٣): خلَتْ من النّاس، ولم يَبْقَ بها أَحَدٌ يَحْمِيها ويَضْبُطُها، فهي شَاغِرَةٌ.

  والشِّغَارُ، بالكَسْرِ، من نِكَاحِ الجاهِلِيَّة: هو أَنْ تُزَوِّجَ الرَّجُلَ امْرَأَةً ما كانَتْ على أَنْ يُزَوِّجَكَ أُخْرَى بغَيْرِ مَهْرٍ، وقال الفَرّاءُ: الشِّغَارُ: شغَارُ المُتَناكِحين.

  ونَهَى رسولُ الله عن الشِّغارِ، قال الشّافِعِيُّ، وأَبو عُبَيْد، وغيرُهما من العُلماءِ: الشِّغَارُ المَنْهِيُّ عنه أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجلُ [الرجلَ]⁣(⁣٤) حَرِيمَتَه على أَن يُزَوِّجَه المُزَوَّجُ حَرِيمَةً له أُخْرَى، ويَكُونُ صَدَاقُ كُلِّ واحدةٍ بُضْع الأُخْرَى، كأَنّهما رَفَعَا المَهْرَ، وأَخْلَيَا البُضْعَ عنه، وفي الحَدِيثِ: «لا شِغَارَ في الإِسْلامِ» وفي رواية: «نَهَى عن نِكَاحِ الشَّغْرِ» أَو يُخَصُّ بِهَا القَرائِبُ، فلا يكونُ الشِّغَارُ إِلّا أَنْ تُنْكِحَه وَلِيَّتَك على أَن يُنْكِحك وَلَّيْتَه، وقد شاغَرَه.

  والشِّغَارُ: أَيضاً: أَنْ يَبْرُزَ رَجُلانِ من العَسْكَرَيْن، فإِذَا كادَ⁣(⁣٥) أَحَدُهما أَن يَغْلِبَ صاحِبَه جاءَ اثْنَانِ ليُعِينَا⁣(⁣٦) أَحدَهُمَا فيَصِيحِ الآخرُ: لا شِغَارَ، لا شغَارَ.

  وقال ابنُ سِيدَه: هو أَنْ يَعْدُوَ الرَّجُلانِ على الرَّجُلِ.

  والشَّغْرُ، بالفتح: الإِخْرَاجُ، قال أَبو عَمْرو: شَغَرْتُه عن الأَرْضِ، أَي أَخْرَجْتُه، وأَنشد الشَّيْبَانِيّ:

  ونَحْنُ شَغَرْنَا ابْنَيْ نِزَارٍ كِلاهُمَا ... وكَلْباً بوَقْعٍ مُرْهِبٍ مُتَقَارِبِ

  وقال غيره: الشِّغَارُ: الطَّرْدُ، يقال: شَغَرُوا فُلاناً عن بَلَدِه شَغْراً وشِغَاراً، إِذا طَرَدُوه ونَفَوْه.

  والشَّغْرُ: البُعْدُ، قاله الفَرّاءُ: وقد شَغَرَ البَلَدُ، إِذا بَعُدَ من النَّاصِرِ والسُلْطانِ ومَنْ يَضْبُطُه.

  ومن المَجَاز: يُقَال: بَلْدَةٌ شاغِرَةٌ برِجْلِها، إِذا لم تَمْتَنِعْ من غارَةِ أَحَدٍ؛ لخُلُوِّها عَمَّن يَحْمِيهَا.

  والشَّغْرُ: التَّفْرِقَةُ، ومنه: تَفَرَّقَت الغَنَمُ شَغَرَ بَغَرَ، على ما سيأْتي.

  والشَّغْرُ: أَن يَضْرِبَ الفَحْلُ برَأْسِه تَحْتَ النُّوق من قِبَلِ ضُرُوعِهَا، فيَرْفَعَها فَيَصْرَعَهَا.

  وشَاغِرٌ، ويقال: أَبو شَاغِرٍ: فَحْلٌ معروفٌ مِن آبَالِهِم كانَ لمالِكِ بنِ المُنْتَفِق الصُّبَاحِيّ⁣(⁣٧) قال عُمَرُ بنُ الأَشْعَثِ بنِ لَجَإِ:

  قَدْ دُحِسَتْ منه العِظَامُ دَحْسَا ... أَدْهَمَ أَحْوَى شاغِرِيًّا حَمْسَا⁣(⁣٨)

  وفي التَّكْمِلَة: قال أَبو عَمرو بنُ العَلاءِ: شَغَرْتُ برِجْلِي في الغَرِيبِ، أَي عَلَوْتُ النّاسَ بحِفْظِه، ونصُّ الصّاغانيّ: في حِفْظِه.

  وأَشْغَرَ المَنْهَلُ: صارَ في نَاحِيَةٍ من المَحَجَّةِ، ونصُّ التَّهْذِيب؛ اشْتَغَرَ المَنْهَلُ. وأَنشد:

  شافِي الأُجَاجِ بَعِيد⁣(⁣٩) المُشْتَغَرْ

  وأَشْغَرَت الرُّفْقَةُ: انْفَرَدَتْ عن السّابِلَةِ، وهي السِّكَّة المَسْلُوكَة.

  وأَشْغَرَ الحِسَابُ عليه: انْتَشَر، والصّوابُ، كما في


(١) في القاموس: «رجلها» وفي اللسان فكالأصل.

(٢) الجمهرة ٢/ ٢٤٤.

(٣) لفظ المصباح: شغر البلد شغوراً من باب قعد إذا خلا عن حافظٍ يمنعه.

(٤) زيادة عن اللسان.

(٥) اللسان: «كان».

(٦) اللسان: «ليغيثا» وفي التهذيب: «حتى يعينا».

(٧) عن المطبوعة الكويتية، وبالأصل «الصبحي».

(٨) أراد حَمِساً أي شديداً، فخفّف.

(٩) التهذيب: وبعيد المشتغر.