تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أنب]:

صفحة 306 - الجزء 1

  والتَّأْلِيبُ: التحْرِيضُ والإِفْسَادُ.

  وأَلَّبَ بَيْنَهُمْ: أَفْسَدَ، يُقَالُ: حَسُودٌ مُؤَلَّبٌ، قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ⁣(⁣١):

  بَيْنَا هُمُ يَوْماً هُنَالِكَ رَاعَهُمْ ... ضَبْرٌ لِبَاسُهُمُ القَتِيرُ مُؤَلَّبُ

  الضَّبْرُ: الجَمَاعَةُ يَغْزُونَ، والقَتِيرُ: مسَامِيرُ الدِّرْعِ، وأَرادَ بها هُنَا الدُّرُوعَ نفسَها، وَراعَهُمْ: أَفْزَعَهُم.

  والمِئْلبُ كمِنْبَرٍ، قال أَبُو بِشْرٍ عنِ ابْنِ بُزُرْجَ: هو السَّرِيعُ قال العجّاج:

  وإِنْ تُنَاهِبْهُ تَجِدْهُ مِنْهَبَا ... فِي وَعْكَةِ الجِدِّ وحِيناً مئْلَبَا

  وأَلْبَان كأَنَّه تَثْنِيَةُ أَلْب: د ولكن الذي في المعجم أَنّه جَمْعُ لَبَنٍ كأَجْمَال وجَمَلٍ في شِعْرِ أَبِي قِلَابةَ الهُذَلِيّ⁣(⁣٢)، ورَوَاه بعضُهم أَلْيَان باليَاءِ آخِر الحُرُوفِ، فمَحَلُّه حينئذٍ النُّونُ لا البَاءُ، وفي مُخْتَصَرِ المَرَاصِدِ: هِيَ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ من غَزْنِين، بَيْنَهَا وبَيْنَ كَابُلَ، وأَهْلُه مِنْ نَسْلِ الأَزَارِقَةِ الذين شَرَّدَهُمُ المُهَلَّبُ، وهُمْ إِلى الآنَ علَى مَذْهَبِ أَسْلَافِهِمْ إِلَّا أَنَّهُمْ يُذْعِنُونَ للسَّلَاطِينِ وفيهم تُجَّار مَيَاسِير وأُدَبَاءُ وعُلَمَاءُ يُخَالطُونَ مُلُوكَ السِّنْدِ والهِنْدِ الذين يَقْرُبُونَ من بَلَدِهِم، ولكل واحد من رُؤَسَائِهِم اسمٌ بالعَرَبيّة واسم بالهِنْدِيَّةِ، انتهى⁣(⁣٣) وأَلَابُ كسَحَابٍ: ع وفي المعجم: شُعْبَةٌ واسِعَةٌ في دِيَار مُزَيْنَةَ قُرْبَ المَدِينَةِ على ساكنها أَفضلُ الصلاة والسلام.

  [أَنب]: أَنَّبَهُ تَأْنِيباً: عَنَّفَه ولَامَه ووبَّخَه أَو بَكَّتَه والتَّأْنِيبُ: أَشَدُّ العَذْلِ⁣(⁣٤) وهو التَّوْبِيخُ والتَّثْرِيبُ، وفي حديث طَلْحَةَ «لَمَّا مَاتَ خَالدُ بنُ الوَلِيدِ اسْتَرْجَعَ عُمَرُ، فقُلْتُ يَا أَميرَ المُؤْمِنينَ.

  أَلَا أَرَاكَ بُعَيْدَ المَوْتِ تَنْدُبُنِي ... وفِي حَيَاتِيَ مَا زَوَّدْتَنِي زَادِي

  فقال عُمَرُ: لَا تُؤَنِّبْنِي» التَّأْنِيبُ: المُبَالَغَةُ في التَّوْبِيخ والتَّعْنِيف، ومنه حديثُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ لَمَّا صَالَحَ مُعَاوِيَةَ قِيلَ لَهُ: قَدْ سَوَّدْتَ وُجُوهَ المُؤْمِنِين: فَقَالَ: لَا تُؤَنِّبْنِي. ومنه حديثُ تَوْبَةِ كَعْبِ بنِ مَالكٍ «مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونَنِي»⁣(⁣٥) أَو أَنبَّه: سَأَلَهُ فَنَجَهَهُ كَذَا في النُّسَخِ، أَي رَدَّهُ أَقْبَحَ رَدٍّ، وفي بَعْضِ: فَجَبَهَهُ.

  والأَنَبُ مُحَرَّكَةً: البَاذنْجَانُ. نَقَلَه الصاغانيُّ قال شيخنا: هو تفسيرٌ بمجهول، فإِنه لم يذكر البَاذِنْجَان في مَظِنَّتِه، قُلْت: ولكن الشهرة تكفي في هذا القَدْرِ، والله أَعلم.

  وَحِدَتُهُ أَنَبَةٌ، عن أَبي حَنِيفَةَ، قُلْتُ: وهو ثَمَرُ شجرٍ باليَمَنِ كبير يحمل كالبَاذنْجَانِ، يبدو صغيراً ثم يَكبر، حُلْوٌ ممزوجٌ بالحُموضَة، والعامّةُ يُسَكِّنُونَ النُّونَ، وبعضهم يقلب الهَمْزَةَ عَيْناً، وقد ذكره الحَكِيمُ داوودُ في التَّذْكِرَةِ، وسيأْتي ذِكرُه في الجيم.

  والأَنَابُ كسَحَابٍ: المِسْكُ. عن أَبي زيدٍ، أَو عِطْرٌ يُضَاهِيهِ، عن ابن الأَعْرَابيّ، وأَنشد أَبو زيْد:

  تَعُلُّ بالعَنْبَرِ والأَنَابِ ... كَرْماً تَدَلَّى مِنْ ذُرَا الأَعْنَابِ

  يَعْنِي جَارِيَةً تَعُلُّ شَعْرَهَا بالأَنَابِ. وفي الأَساس تقولُ: «بَلَدٌ عَبِقُ الجَنَابِ، كَأَنَّهُ ضُمِّخَ بالأَنَابِ» أَيِ المِسْكِ، وأَصْبَحْتُ مُؤْتَنِباً، وَهُوَ مُؤْتَنِبٌ بصيغة اسم الفاعل، أَي لا يَشْتَهِي الطَّعَامَ⁣(⁣٦).

  والأَنَابِيبُ: الرِّمَاحُ، واحدها أُنْبُوبٌ هنا ذكره ابن المُكَرَّم.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  إِنَّبٌ، بالكَسْرِ وتشديدِ النُّون والبَاءُ مُوَحَّدَةٌ: حِصْنٌ مِنْ أَعْمَالِ عَزَازَ من نَوَاحِي حَلَبَ، له ذِكْرٌ.

  [أَوب]: الأَوْبُ والإِيَابُ كَكِتَابٍ، ويُشَدَّدُ وبِه قُرِئَ في


(١) في المطبوعة الكويتية «جوبة» تحريف.

(٢) البيت في معجم البلدان (ألبان) وتمامه:

يا دار أعرفها وحشاً منازلها ... بين القوائم من رهط فألبان

(٣) فرق في معجم البلدان بين ألْبَان (بفتح ثم السكون). وألَبَان بالتحريك بوزن رمضان وجعلهما موضعين.

(٤) كذا بالأصل أشد أشد، وبهامش المطبوعة المصرية: «كذا بخطه وبالنسخ أيضاً أشد مكررة اه».

(٥) بالأصل واللسان «يؤنبوني» وما أثبت عن اللسان.

(٦) في المطبوعة الكويتية: أي يشتهي الطعام تحريف.