تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صفر]:

صفحة 95 - الجزء 7

  وقولهم: فُلانٌ صِغْرَتُهُمْ، بالكَسرِ، أَي أَصْغَرُهُمْ، وكذا فُلانٌ صِغْرَةُ أَبَوَيْهِ، وصِغْرَةُ وَلَدِ أَبَوَيَهْ، أَي أَصغَرَهُم، وهو كِبْرَةُ وَلَدِ أَبوَيْهِ⁣(⁣١)، أَي أَكْبَرُهُم.

  ويقول صَبِيُّ من صِبْيَانِ العَرَبِ - إِذا نُهِيَ عن اللَّعِب -: أَنَا مِن الصِّغْرَةِ، أَي مِنَ الصِّغَارِ ..

  وحكَىَ ابنُ الأَعرابَيّ: ما صَغَرَنِي إِلّا بِسَنَةٍ، وهو كنَصَرَ، أَي ما صَغُرَ عنّي إِلّا بسَنةٍ.

  والصّاغِرُ: الرّاضِي بالذُّلِّ والضَّيْم، ج صَغَرَةٌ، ككَتَبَةٍ.

  وقد صَغُرَ، ككَرُمَ⁣(⁣٢)، صِغَراً، كعِنَبٍ، وصَغَاراً وصَغَارَةً، بفتحهما، وصُغْرَاناً وصُغْراً، بضمِّهِمَا، إِذا رَضِيَ بالضّيْمِ وأَقَرَّ بِه.

  * وفاته من المصادر: الصَّغَرُ، محرَّكَةً، يقال: قُمْ على صُغْرِكَ وصَغَرِكَ.

  قال الله تعالى: {حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ}⁣(⁣٣)، أَي أَذَلّاءُ، وقوله ø: {سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللهِ}⁣(⁣٤) أَي مَذَلَّةٌ، والصَّغَارُ: مصدَرُ الصَّغِيرِ في القدْرِ.

  وأَصْغَرَه: جَعَلَه صَاغِراً، أَي ذَليلاً.

  وتَصَاغَرَت إِلَيْهِ نَفْسُه: صَغُرَتْ وتَحاقَرَتْ ذُلاً وَمَهَانَةً.

  وفي الأَساس: تَصاغَرَتْ إِليه نَفْسُه: صارَت صَغِيرَةَ الشَّأْنِ ذُلاً ومَهَانةً.

  وصَغُرَت الشَّمْسُ: مالَتْ للغُرُوبِ، عن ثعلب.

  وقال ابنُ السِّكِّيتِ: منِ الأَمثالِ: «المرءُ بأَصْغَرَيْه»، الأَصْغَرَانِ: القَلْبُ واللِّسَانُ، ومعنَاه أَنّ المَرْءَ يَعْلُو الأُمورَ ويَضْبُطُها بجَنَانِه ولسانِه. وارْتَبَعُوا لِيُصْغِرُوا، أَي يُولِدُوا الأَصاغِرَ، أورده الصّاغانِيّ في التكملة.

  وصَغْرَانُ، كسَحْبَانَ: ع، قاله ابنُ دُرَيْدٍ.

  وصُغْرانُ، بالضَّمّ: اسمٌ.

  وأَصْغَرَ القِرْبَةَ: خَرَزَهَا صَغِيرَةً، قال بعضُ الأَغْفَالِ:

  شُلَّتْ يَدَا فَارِيَةٍ فَرَتْهَا ... لو خَافِت النَّزْعَ لأَصْغَرَتْهَا⁣(⁣٥)

  قال الصَّاغانِيّ: الرجزُ لصَرِيعِ الرُّكْبَان واسْمُه جُعْلٌ.

  واسْتَصْغَرَه، أَي اسْتَصْغَرَ سَنَّه، أَي عَدَّه صَغِيراً، كصَغَّرَه.

  وفي الحَدِيثِ: «إِذا قُلْتَ ذلك تَصَاغَرَ حتّى يَكونَ مثلَ الذُّباب» يعني الشيطانَ، أَي تَحاقَرَ وذَلّ وامَّحَقَ.

  وسَمَّوْا صَغَيراً وصَغِيرَةَ.

  وحاتِمُ بنُ أَبِي صَغِيرَةَ: محدِّث.

  * ومما يستدرك عليه:

  الإِصْغَارُ من حَنِينِ النّاقَةِ: خِلَافُ الإِكْبارِ، وهو مجاز، قالت الخَنْسَاءُ:

  فما عَجُولٌ علَى بَوٍّ تُطِيفُ بِهِ ... لَهَا حَنِينَانِ إِصْغَارٌ وإِكْبَارُ

  فإِصْغَارُهَا: حنِينُهَا إِذَا خَفَضَتْه، وإِكبارُهَا: حَنِينُهَا إِذا رَفَعَتْه، والمعْنَى: لها حَنِينٌ ذو صغَار. وحَنِينٌ ذو كبَار⁣(⁣٦).

  وفي حَدِيث الأَضاحِي: نَهَىَ عن المَصْغُورَةِ»، هكذا رواه شَمِرٌ، وفسَّره بالمُسْتَأْصَلَةِ الأُذُنِ، وأَنْكَره ابنُ الأَثير، وقال الزَّمَخْشَرِيّ: هو من الصَّغَارِ، أَلَا تَرَى إِلى قولِهِم للذَّلِيل مُجَدَّعٌ وُمصَلَّمٌ؟

  [صفر]: الصُّفْرَةُ، بالضَّمّ، من الأَلوان: م، أَي معروفة، تَكونُ في الحَيَوَانِ والنّباتِ وغَيرِ ذلك مما يَقْبَلُهَا، وحَكَاهَا ابنُ الأَعْرَابِيّ في الماءِ أَيضاً.

  والصُّفْرَةُ أَيضاً: السَّوَادُ، فهو ضِدٌّ، وقال الفَرّاءُ، في


(١) اللسان: أبيه.

(٢) في المصباح: «وصغر صِغَراً من باب تعب إِذا ذلّ وهان» وفي التهذيب: «وقال الليث: يقال صَغِر فلان يصغَرُ صَغَراً وصَغَاراً فهو صاغر، إِذا رضي بالضيم وأقرّ به».

(٣) سورة التوبة الآية ٢٩.

(٤) سورة الأنعام الآية ١٢٤.

(٥) ويروى: لو خافت الساقي لأصغرتها.

(٦) اللسان: إكبار.