تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صفر]:

صفحة 96 - الجزء 7

  قوله تَعَالَى: كأَنَّه جِمَالاتٌ صُفْرٌ⁣(⁣١) قال الصُّفْرُ: سُودُ الإِبِلِ، لا يُرَى أَسْوَدُ من الإِبِلِ إِلّا وهو مُشْرَبٌ صُفْرَةً، ولذلك سَمَّت العربُ سُودَ الإِبلِ صُفْراً.

  وقال أَبو عُبَيْد: الأَصْفَرُ: الأَسوَدُ.

  وقد اصْفَرّ، واصْفَارَّ، فهو أَصْفَرُ.

  وقيل: الصُّفْرَةُ: لونُ الأَصْفَر، وفِعْلُه اللّازم الاصْفِرَارُ، وأَمّا الاصْفِيرَارُ فَعَرَضٌ يَعرِضٌ للإِنسانِ ويقال في الأَول: اصْفَرَّ يَصْفَرُّ، قاله الأَزهرِيّ.

  والصُّفْرَةُ، بالضَّمّ: ع، باليَمَامَة، قاله الصَّاغانيّ.

  والصَّفْرَةُ، بالفَتْح: الجَوْعَةُ، وبه فُسِّر الحَدِيثْ: «صَفْرَةٌ في سَبيلِ الله خَيْرٌ من حُمْرِ النَّعَمِ» والجَائِعُ مَصْفُورٌ ومُصَفَّرٌ، كمُعَظَّم.

  وأَهْلَكَ النِّساءَ الأَصْفرانِ، هُمَا: الزَّعْفَرَانُ والذَّهَبُ، أَو الزَّعْفَرَانُ والوَرْسُ، وقيل: هما الذَّهَبُ والوَرْسُ، أَو الأَصْفَرَانِ: الزَّعْفَرَانُ والزَّبِيبُ، وهذا القَوْلُ الأَخِيرُ نقلَه الصّاغانِيّ عن ابنِ السِّكِّيتِ في كتابه المُثَنّى والمُكَنَّى والمُبنَّى.

  والصَّفْرَاءُ: الذَّهَبُ، للَوْنها، ومنه قول عليّ بنِ أَبي طَالِبٍ⁣(⁣٢) ¥ «يا صَفْرَاءُ اصْفَرِّي، ويا بَيْضَاءُ ابْيَضِّي، وغُرِّي غَيْرِي» يريدُ الذهَبَ والفِضَّةَ، ويقال: ما لِفُلانٍ صَفْرَاءُ ولا بَيْضَاءُ.

  والصَّفْراءُ: المِرَّةُ المَعْرُوفَةُ، سُمِّيَتْ بذلك للَوْنِهَا.

  والصَّفْراءُ: الجَرَادَةُ إِذا خَلَتْ من البَيْضِ، قال:

  فما صَفْرَاءُ تُكْنَى أُمَّ عَوْفٍ ... كأَنَّ رُجَيْلَتَيْهَا مِنْجَلانِ

  وأَنشَدَ ابنُ دُرَيْد:

  كأَنَّ جَرَادَةً صَفْرَاءَ طارَتْ ... بأَحْلَامِ الغَوَاضِرِ أَجْمَعِينَا

  والصَّفْرَاءُ: نَبْتٌ سُهْلِيٌّ، بضمّ السينِ، منسوب إِلى السَّهْلِ، رَمْلِيّ، وقد يَنْبُت بالجَلَدِ.

  وقال أَبو حَنيفَة: الصَّفْراءُ: نَبْتٌ من العُشْبِ، وهي تَسَطَّحُ على الأَرْض وَرَقُه كالخَسِّ، وهي تأْكُلُهَا الإِبِلُ أَكْلاً شَدِيداً، وقال أَبو نَصْر: هي من الذُّكور.

  والصَّفْرَاءُ: فَرَسُ الحَارِث الأَصْحَمِ⁣(⁣٣)، صفةٌ غالبة.

  والصَّفْرَاءُ: فَرَسُ مُجَاشِعٍ السُّلَمِيّ.

  والصَّفْرَاءُ: وَادٍ بَينَ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ ورَاءَ بَدْرٍ ممّا يَلِي المَدِينَةَ المُشَرَّفَةَ، ذو نَخْل كثيرٍ بَثِير، قاله الصاغانيّ.

  والصَّفْرَاءُ: القَوْسُ تُتَّخَذُ من نَبْعٍ، الشَّجَر المَعْرُوف.

  وصَفَّرَه، أَي الثَّوْبَ تَصْفِيراً: صَبَغَه بصُفْرَةٍ، ومنه قَولُ عُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ لأَبِي جَهْل: «يا مُصَفِّرَ استِه» كما سيأْتي.

  والمُصَفِّرَةُ، كمُحَدِّثَة: الذين عَلَامَتُهُم الصُّفْرَةُ، كقَوْلك: المُحَمِّرَة والمُبَيِّضَة.

  والصُّفْرِيَّةُ، بالضَّمّ: تَمْرٌ يَمَانِيٌّ، قال ابن سيده، ونصُّ كتابِ النّبَاتِ لأَبِي حنيفَة: تَمْرَةٌ يَمَامِيَّةٌ. أَي فأَوْقَعَ لَفْظَ الإِفْرادِ على الجِنْسِ، وهو يُسْتَعْملُ مثْل هذا كثيراً، قلت: ويَمانيٌّ بالنون في سائر النسخ، يُجَفَّفُ بُسْراً، وهي صَفْرَاءُ، فإذا جَفَّ فَفُرِكَ انْفَرَك، ويُحَلَّى به السَّوِيقُ فيَقَعُ مَوْقِعَ السُّكَّرِ في السَّوِيقِ بل يَفُوق.

  والصُّفَارُ، كغُرَابٍ، قال شيخنا: وضبطه الجَوْهَرِيّ بالفَتْح: يَبِيسُ البُهْمَى، قال ابن سِيدَه: أَراه لصُفْرَتِه، ولذلك قال ذُو الرُّمَّة:

  وحَتَّى اعْتَلَى البُهْمَى من الصَّيْفِ نَافِضٌ ... كَمَا نَفَضَتْ خَيْلٌ نَوَاصِيَهَا شُقْرُ

  والصُّفَارَةُ بهاءٍ: ما ذَوَى من النَّبَاتِ فتَغَيَّر إِلى الصُّفْرَةِ.

  والصَّفَرُ بالتَّحْرِيكِ: داءٌ في البَطْنِ يُصَفِّرُ الوَجْهَ، ومنه حديثُ أَبي وَائلٍ: «أَنَّ رَجُلاً أَصابَه الصَّفْرُ، فنُعِتَ له السَّكَرُ⁣(⁣٤)» قالَ القُتَيْبِيّ: هو [الحَبَنُ، وهو]⁣(⁣٥) اجتماعٌ الماءِ


(١) سورة المرسلات الآية ٣٣.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ومنه قول عليّ الخ مثله في التكملة وعبارة اللسان ومنه قول علي بن أبي طالب ¥: يا دنيا احمّري واصفري وغري غيري. وفي حديث آخر عن علي ¥: يا صفراء اصفري ويا بيضاء ابيضي يريد الذهب والفضة».

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «الأضخم» وفي التكملة: «الأضجم».

(٤) ضبطت بالفتح عن النهاية، وضبطت في اللسان بالضم، وكلاهما بالقلم.

(٥) زيادة عن اللسان.